كورنيش صباديا بالحسيمة.. النفايات عنوان الإهمال وغياب الرقابة
حسن الغربي
في الوقت الذي كان من المفترض أن يتحول كورنيش صباديا إلى فضاء نموذجي يستقبل الزوار في موسم الصيف، تحول للأسف إلى مشهد مؤلم يعكس حجم التراخي واللامبالاة في تدبير الفضاءات العمومية بمدينة الحسيمة. فوضى النفايات تعم المكان، الروائح الكريهة تزكم الأنوف، والمشهد البصري بات مشوّها بفعل الأكياس الملقاة على الأرصفة وأمام المقاهي والمطاعم.
وعلى الرغم من توفير حاويات جديدة لجمع الأزبال، إلا أن غياب المراقبة وترك الأمور تسير بعشوائية أفرغ هذا المجهود من مضمونه. المسؤولية، بالدرجة الأولى، تقع على عاتق المجلس الجماعي للحسيمة، الذي يبدو أنه غائب تمامًا عن مهامه في تنظيم وضبط المرافق الحيوية، وفي مقدمتها الفضاءات السياحية التي تعكس وجه المدينة.
كما أن السلطات المحلية، ممثلة في القائد وأعوان السلطة، تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، بسبب تقاعسها عن تتبع هذه التجاوزات اليومية التي يقترفها بعض أرباب وعمال المحلات. فالمراقبة غائبة، وحملات التوعية منعدمة، أما الزجر والتطبيق الصارم للقانون فحدث ولا حرج.
فهل يُعقل أن تبقى المقاهي والمطاعم ترمي نفاياتها بشكل عشوائي في واضحة النهار، دون أي تدخل من الجهات المعنية؟ وهل من المقبول أن تستعد الحسيمة لاستقبال جلالة الملك ومغاربة العالم وهي على هذا الحال؟
الساكنة والزوار، وهم يشهدون هذا التسيب، يتساءلون عن الدور الحقيقي للمجلس البلدي وللسلطات المحلية: هل هم فقط حبر على ورق أم أن هناك نية حقيقية لحماية الفضاء العام والحفاظ على صورة المدينة؟
إن المسؤولية جماعية، نعم، لكن المحاسبة يجب أن تبدأ من الجهات التي تتقاضى رواتبها من المال العام، والتي يفترض بها أن تكون في الميدان، لا في المكاتب المكيفة.
التعليقات مغلقة.