لم أتلق أي استدعاء من النيابة العامة بالمحكمة الزجرية بالدار البيضاء، توشك شكايتي أن تتم أسبوعها الأول، أما “صاحبهم لمْصور معاهم” فلا يجد حرجا ولا ينتابه خوف في التجول بين قاعات ومكاتب المحكمة كما يتجول “شي واحد مهم”، وماذا فعل “صاحبهم” حتى يخاف؟ فقط هدد وتوعد محاميا في قاعة الجلسة وقرب قفص الاتهام عندما كان المحامي يقوم بمهمته المقدسة التي تفسد المحاكمة بدونها أو في غيبتها في أحيان كثيرة، وما عسى المحامي المستهدف “يصور” من وراء “صاحبهم”، وهو الذي قام ب”تعميدهم” بشهادات تقديرية كذب؟ ثم ألم يكن “عظيم عين السبع” حاضرا شاهدا على منكر “صاحبهم” وسرحه سراحا قبيحا؟…
ولم أستغرب من “عين ميكا” هذه، لأني وطيلة 21 سنة من الممارسة المهنية تيقنت أنهم يكرهون المحامي، دعونا من تلك الابتسامات الصفراء، ومن مرافعاتهم الجوفاء التي يقولون فيها عكس ما يضمرون، خبرتهم في محكمة “بنسليمان” حين سبني وحقرني “رويبضة” في محضر الضابطة القضائية سبا مكتوبا موثقا، فحفظوا شكايتي أول مرة، لكن بإلحاح ودعم تابعوه وعلى مضض منهم وما كادوا يفعلون، بدون تقديم، وفي حالة سراح، وبلا حتى كفالة، وحكموا عليه بشهر واحد مع تعويضي ب5000 درهم، ولم يطعن “المغرق” في الحكم، وفي محكمة الاستئناف كان التأييد، تأييد “الرويبضة” في تحقيره وإهانته…
وخبرتهم ثانية في نفس المحكمة للأسف، حين حرضوا بوليسيهم ليمنعني من الحضور مع موكلي أمام وكيل الملك، وصدني بوليسيهم يومها أمام مكتب التقديم قائلا “ممنوع… طالبين عا المشتكي والمشتكى به”، ولا أظنه اجتهادا شخصيا من ذلك البوليسي، بل كان عبدا مأمورا، أوحى إليه من أوحى، والتقطت الإشارة يومها، وتيقنت أن فيهم من يكره المحامي، رغم أنهم يتوقون للمحاماة عندما تلفظهم المناصب، لذلك يدخلونها محامين لكن ليسوا بزملاء، فالزميل من أفنى زهرة شبابه في مهنة دخلها طوعا وكرها، ولم يجد فيها مجرد سياحة لنهاية العمر… ويتكرر المشهد البئيس في زجرية الدار البيضاء بداية هذا الأسبوع مع “رويبضة” جديد اتخذه بعضهم خليلا…
ولمن في قلبه ذرة شك كنت سأنشر محضر الضابطة ومحضر الجلسة والحكم، لكني آثرت أن أعد لهذه النوازل المستشكلة كتابا جامعا شاملا مانعا أحصي فيه كل صغيرة بالاسم والرقم والبرهان، ليكون أمانة وشهادة للتاريخ وللأجيال…
في انتظار استكمال الحلقة الثالثة من “كيف تهدد محاميا في المحكمة وتخرج منها سالما”، إليكم الخط.
التعليقات مغلقة.