ءيدبوخو ن تاشورت او تلك الظاهرة المسرحية القديمة آيت واوزكيت تازناخت ورزازات المغرب نموذجا
الباحث الحسن اعبا
ءيدبوخو ن تاشورت..ءيمعشار..ءيد واخو ن تاشورت..ءيزماون ن تگما..، هي تسمية وتسميات كثيرة تطلق على هذا الكرنفال الكبير الذي يقام في مختلف أطراف المغرب، ولا سيما بالجنوب وبالجنوب الشرقي من الممملكة.
أجل لقد نشرت هذا المقال في جريدة..تامازيغت، في 6 مايو من عام 1996 وجاءت عدة ردود أفعال آنذاك وعلى أي من هم ءيدبوخو ن تاشورت، أي ما هي هذه الظاهرة؟، وما مقدمتها ومرتكزاتها الأساسية؟، فهل هي مسرح؟، وإذا كانت مسرحا فما نوع هذه المسرحية وما شخصياتها الرئيسية؟، وما نوع الحوار السائد فيها؟، وما علاقة الماء والنار بهذه الظاهرة…..؟
إن ظاهرة ءيدبوخو ن تاشورت هي ظاهرة أسطورية قديمة جدا تمتد جذورها إلى زمن بعيد، أي لما كان الإنسان يعبد الحيوان والشمس والنار إلى غير ذلك من الأشياء الطبيعية، أي أنها مرتبطة أساسا بزمن الصيد، أي عندما يصطاد الإنسان تلك الحيوانات ويلبس جلودها.
فهل يمكن لنا إذا أن نتحدث عن هذه الظاهرة؟ وهل هي مسرح؟ وإذا كانت مسرحا فما هي الشروط التي يتطلبها هدا الكرنفال ليكون مسرحا، ثم ما علاقة ءيدبوخو ن تاشاورت ب ءيدبويلماون…؟ فإذا كان المسرح يحتاج إلى ممثلين للعب ادوار المسرحية فما نوعية هؤلاء الممثلين؟ أي ما هي هذه الشخصيات؟ وكيف يتخذ الديكور؟ وكيف يكون الحوار؟ وهل تكتفي هذه الظاهرة بمخرج واحد أو بعدة مخرجين؟ وما دور المرأة الأمازيغية في هذه الظاهرة؟ وما نوع هذا المسرح؟ فهل يحتاج إلى إنارة وخشبة؟ وكيف يبتدئ هذا المسرح وكيف ينتهي؟ ثم ما نوع هؤلاء الممثلين هل هم اليهود من الأمازيغ وحدهم أم الأمازيغ من المسلمين وحدهم، أم هما معا .
إن المسرح هو أب الفنون بدون منازع هكذا يرى أغلب الفنانين والباحثين والكتاب والشعراء والجمهور وذوي الاختصاص في هذا المجال.
وغالبا ما نتحدث عن المسرح، ولا بد لهذا الأخير أن تكون له شروطا محددة تختلف عن باقية الأجناس الأدبية .
إن هذه الظاهرة ليست مسرحا كباقي المسرحيات بل هي ظاهرة قديمة وارتجالية متوارثة من جيل إلى جيل، فهي لا تعالج موضوعا واحدا بل مواضيع متشعبة ومختلفة.
ولكي يكتمل العمل المسرحي لا بد من موضوع وزمن ومكان وحوار وشخصيات، ولا بد من عقدة ما ثم حل هذه العقدة.
إن ظاهرة ءيدبوخو ن تاشورت هي مسرح متنقل من دار إلى دار، ومن قرية إلى أخرى.
أما فيما يتعلق بالشخصيات، فهناك شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية، وهناك شخصيات تظهر وتختفي في هذه الظاهرة الأمازيغية القديمة، إضافة إلى بطلين رئيسيين.
فما هي هذه الشخصيات؟
إن اغلب هذه الشخصيات هي في واقع الأمر تحمل أسماء يهودية أمازيغية في تلك الفترة، وهي على الشكل التالي..
–
الحزان: كاهن أو فقيه يهودي
– – ءيزة: امرأة الكاهن
– – تامو: بنت الكاهن
– – ؤوخا: مساعد الكاهن
– – اسرافيل: رئيس الفرقة
– – ءيلياهو: خطيب ابنة الكاهن
– – فرايم: براح الكهنة
– – سوكا: راقصة الجوقة
– – مايير: منظم الفرقة
– حنا- عجوز زوجة موشي
– – موشي: الشاطر الحاذق
– – شموتيت: المهرج الذي يستهزئ بالناس ويضحكهم
– – ديان: بنت سميحة الساحرة
– – سميحة: العجوز الساحرة الكبيرة امرأة شموتييت
هذه هي الشخصيات، فإذا كان المسرح الذي نعرفه اليوم يحتاج إلى مخرج وتدريبات مكثفة فان ظاهرة ءيبدبوخو ن تاشورت كما قلنا هي ارتجالية ووراثية.
أما من حيث الديكور فهو لباس عادي جدا، فالحزان مثلا يرتدي ما يسمى عندنا ب ..ازنار..او اهدون..، أي سلهما أسودا وفي يده جلد معز يكتب عليه بالسمغ ويتمتم ببعض كلمات غير مفهومة أحيانا، وفي يده الأخرى عكاز، أما ءيزة وحانا فلباسهن هو الإزار العادي التقليدي القديم، فيما ترتدي العازبات تامو والراقصة سوكا القفطان المغربي الأصيل، أما الآخرون فيلبسون الجلابيب المتنوعة من الطراز القديم.
إن اللباس على العموم هو لباس أمازيغي محلي تقليدي.
أما الحوار فهو حوار ارتجالي كما تردد الفرقة بعض الأشعار الفكاهية القديمة مثل
– ..
للامحلة تودن ترز تيكينت
– توت اگدور ءيندودي كرات توال ءيرز
– اي ارادت للا محلة ان تؤدن فضربت القدر تلات مرات وكسر
– او
– … ءيلا ؤگليد اسكيون
– ءيغتن ءيلا نبي ياستن
أي الملك له قرون فعلينا أن نزيل إليه هذه القرون، وهكذا فالفرقة يمكن لها أن تدخل إلى المنازل وبدون استئذان لأن الناس ألفوا منهم ذلك، يبقى شموتيت وهو الممثل الرئيسي في هذه المسرحية العجيبة الغريبة المتنقلة القديمة، فهو كوميدي معروف بسخريته يضحك الناس ويطلب منهم نقودا وتنتقل الفرقة من قرية إلى أخرى ويستمر ذلك أسبوعا كاملا، وعندما تعود هده الفرقة يقومون بحفل كبير جدا على شرف شبان القبيلة.
المراجع
-
مسخرة بوجلود : نحو تاريخية للكرنفال الأمازيغي
التعليقات مغلقة.