أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ءيدبويلماون..تازناخت عادات وتقاليد وعلاقة المقدس بالمدنس..

الباحث الحسن اعبا

 تحتفل منطقة تازناخت كغيرها من المناطق المغربية الامازيغية بموسم.. ءيدبويلماون..او بوجلود..كما يحلوا للبعض ان يسميه..لكن قبل ان اتطرق الى موضوع..بويلماون..او بوجلود..لابد ان نقرب القاري الكريم الى تعريف دقيق حول علاقة المقدس بالمدنس..فالمقدس هنا هو جسم الانسان اما المدنس فهي جلد الحيوان.فماهو ادا المقدس ..وماهو المدنس ..وما العلاقة بينهما..ثم كيف يحتفل امازيغ منطقة تازناخت بهدا الموسم…اسئلة كثيرة لابد لنا ان نجيب عنها ولو بشكل مقتضب..فما هو المقدس..وماهو المدنس…

تعدُّ جدليَّة المقدس والدنيوي من بين الإشكالات الأساسيَّة التي حظيت باهتمامٍ كبيرٍ، من قبل ثلة من الفلاسفة والمفكرين والباحثين، المهتمين بالقضايا الدينيَّة، وخاصَّة القضايا المتصلة بالعلاقة الحاصلة بين المقدس والدنيوي، بما هي علاقة بين العالم المحسوس والمادي، والعالم الأخروي، على الرغم من اختلافها وتشعُّبها، والتي ما فتئت تنكشف في المجتمعات، بهدف دراستها ودرء الغموض الذي يكتنفها. بيد أنَّ هذا الاهتمام ليس قديماً وإنَّما حديث، على الرغم من أنَّ بول ريكور يقرُّ بأنَّ المقدس قديم، ولكنَّ مع ذلك، فإنَّه ينتمي إلى عالم اليوم، وإن كان زمنيّاً قديماً، فهو حديث من حيث اعتباره موضوعاً للبحث والدراسة وإعمال النظر، حيث انكشف في المجتمعات الغربيَّة ابتداءً من الفترة المعاصرة، حينما بدأ النقاش في أوساط الباحثين والمفكرين والفلاسفة حول مسألة العلاقة الحاصلة بين المقدس والدنيوي، وهذا ما يجعل منه موضوعاً راهنيّاً. ولذلك، ينبغي على الباحث الذي يشتغل على هذه الإشكاليَّة أن يتروَّى قبل افتراض، أنَّ للتضاد والتوافق الحاصل بين المقدس والدنيوي حقيقة موضوعيَّة، وخاصَّة البحث عن كتاب في القرن الرابع عشر مثلا، يُقدم فيه مُؤلفَهُ المقدس باعتباره متضادّاً ومتبايناً مع لاالدنيوي. إنَّ المغزى من تحليل مُفردات الدين والمقدس والدنيوي، يتمثل أساساً في درء الصعوبات، التي قد تطرحها بعض الافتراضات حول الدين، والتضاد والتوافق الحاصل بين المقدس والدنيوي، ومن ثم إيجاد الأرضيَّة الملائمة لفهم واستيعاب هذه المفاهيم بدقةٍ ووضوحٍ أكبرٍ، حتى ينتفي الغموض الذي يكتنف علاقة المقدس بالدنيوي. لكنَّ، قبل الخوض في تحليل هذه الإشكاليَّة، وإبراز مختلف القضايا التي تثيرها، لابدَّ أولاً من صياغة بعض الإشكالات التي يثيرها هذا الموضوع، وهي إشكالات مهمَّة وأساسيَّة، لأنَّها تفتح المجال لإعمال التفكير بكل آلياته التي تصبو إلى التجديد والإبداع، وليس إلى النقل والاجترار، وهذا ما سنعسى إلى تبيانه في هذا المقال، فما المقصود بالمقدس؟ وما المقصود بالدنيوي؟ وما العلاقة الحاصلة بين المقدس والدنيوي؟ هل هي علاقة تضاد وتباين أم علاقة توافق وتماثل؟ وإذا كانت علاقة المقدس بالدنيوي هي علاقة تضاد وتباين، فما هي النقاط التي يتضادا فيها ويتباينا معاً؟ وإذا كانت علاقة المقدس بالدنيوي هي علاقة توافق وتماثل، فما هي النقاط التي يتوافقا فيها ويتماثلا معاً؟ وهل يمكن رسم حدّ فاصل بين المقدس والدنيوي أم إنَّه يصعب رسم حدّ فاصل بينهما؟ وما الباعث على رسم هذا الحد الفاصل؟ أليس الحد الفاصل هو الكفيل بتجنب الاصطدام الذي من الممكن أن يقع بينهما؟ وألا يُعدُّ الحد الفاصل حلاًّ لتجاوز الغموض الذي يكتنف علاقة المقدس بالدنيوي؟.لكنَّ، قبل الخوض في تحليل هذه الإشكاليَّة، وإبراز مختلف القضايا التي تثيرها، لابدَّ أولاً من صياغة بعض الإشكالات التي يثيرها هذا الموضوع، وهي إشكالات مهمَّة وأساسيَّة، لأنَّها تفتح المجال لإعمال التفكير بكل آلياته التي تصبو إلى التجديد والإبداع، وليس إلى النقل والاجترار، وهذا ما سنعسى إلى تبيانه في هذا المقال، فما المقصود بالمقدس؟ وما المقصود بالدنيوي؟ وما العلاقة الحاصلة بين المقدس والدنيوي؟ هل هي علاقة تضاد وتباين أم علاقة توافق وتماثل؟ وإذا كانت علاقة المقدس بالدنيوي هي علاقة تضاد وتباين، فما هي النقاط التي يتضادا فيها ويتباينا معاً؟ وإذا كانت علاقة المقدس بالدنيوي هي علاقة توافق وتماثل، فما هي النقاط التي يتوافقا فيها ويتماثلا معاً؟ وهل يمكن رسم حدّ فاصل بين المقدس والدنيوي أم إنَّه يصعب رسم حدّ فاصل بينهما؟ وما الباعث على رسم هذا الحد الفاصل؟ أليس الحد الفاصل هو الكفيل بتجنب الاصطدام الذي من الممكن أن يقع بينهما؟ وألا يُعدُّ الحد الفاصل حلاًّ لتجاوز الغموض الذي يكتنف علاقة المقدس بالدنيوي؟

تأخذ كلمة “Sacer” في اللغة اللاتينيَّة معنى المقدس، وتساوي جانباً؛ أي الجانب الذي قدم لنا الكهنوت، وهي وظيفة الكاهن (أي رجل الدين عند النصارى واليهود). وفي اللغة العربيَّة، نجد كلمة حَرام “Harram” قد تمت ترجمتها بالمقدس “Sacré”، غير أنَّ كلمة حَرام في اللغة العربيَّة حمَّالة وجهين؛ فهي من جهة أولى تدل على الشيء المحظور، أي شيء ممنوع فعله، ولا يحلُّ انتهاكه، والعكس من ذلك، نجد كلمة حلال التي تعني كل ما هو مسوِّغ ومسموح به. ومن جهة أخرى، تشير إلى الأماكن المقدسة، من قبيل المسجد الحرام (البلد الحرام الذي فيه الكعبة)، وكذا البيت الحرام (الكعبة المشرفة)، كما يشير أيضاً، إلى الأشياء والأسماء المقدسة، على سبيل المثال لا الحصر، الشهر الحرام. ومن خلال الاشتقاق، تم إعطاء كلمة حَريم “Harem” باعتبارها بديلاً لكلمة المقدس، وتحمل كلمة حَريم دلالة بيت النساء، وهو ما يُسمى ببيت الحريم أي بيت قائم بذاته تسكنه النساء. تفترض فكرة المقدس وجود نوع من التفوق، ولكنَّها تفترض أيضاً، نوعاً من عدم الاستقلال والخضوع والاستكان. إنَّ الأصل الاشتقاقي لكلمة الدنيوي “Profane” يأتي من اللفظ اللاتيني “Profanum”، والذي يتكون من كلمتين، هما: “Pro” التي تعني قبل، و“Fanum” التي تعني مكان مكرَّس لشيء ما، فالكنيسة مثلاً مكان مكرَّس؛ أي مباركة ومخصَّصة لخدمة الله ولكنَّ، ما طبيعة المقدس؟ وما طبيعة الدنيوي؟ يُشير الأصل اللاتيني لكلمة المقدس إلى ما ينتمي إلى مجال الآلهة والدين، بينما لفظ الدنيوي يشير إلى ما يوجد خارج الكنيسة أو المعبد. وحينما تم تأسيس المدرسة السوسيولوجيَّة الفرنسيَّة في نهاية القرن التاسع عشر، ظهر مفهوم المقدس ــ المقصود هنا صناعة المقدس الذي يتوجه نحو تقديس الخرافات والعادات والتقاليد باعتباره صنفاً خارج مفهوم القداسة، الذي يقصد به هنا كل أشكال التقديس التي تستمد من الإله والكتاب المقدس. يرى فيليب برايتون “Philippe Breton”، بأنَّ المقدس لا يمكن أن يدعي أية أسبقيَّة عن الدين، لأنَّه في الأصل أنتج داخل الدين ومؤسَّساته. ولكنَّ، بالرغم من وضوح هذا التصور، فإنَّه لا يخلو من اعتراضات جمة، لأنَّه إذا كان المقدس يوجد بشكل كامل في الدين، فإنَّه لا مانع في ذلك من القول بأنَّه مؤسس له، بنفس طريقة الوحي، والإله الواحد، ورجال الدين، والعقيدة، والكتاب المقدس. وإذا كانت هذه العناصر كلها هي أساس الدين، والمقدس، فإنَّها بكل تأكيد مدخل لفكرة الإله الواحد، الذي ينتمي إلى العالم المقدس، وليس إلى العالم الدنيوي. إنَّ كل المعتقدات الدينيَّة المعروفة، على الرغم من اختلافها وتشعُّبها، وسواء كانت بسيطة أو معقدة، لها نفس المميزات المشتركة، حيث تفترض مُسبقاً تصنيفاً للأشياء، واقعيّاً أو مثاليّاً، تمثله الإنسانيَّة جمعاء، في صنفين، وفي نوعين متضادين، من خلال توظيف جملة من الكلمات المتميزة والبينة، التي تترجم بشكل جلي ودقيق مفهومي المقدس والدنيوي. إنَّ تقسيم العالم إلى مجالين، حيث هناك من جهة أولى، مجال يضم كل ما هو مقدس، وهناك من جهة ثانيَّة، مجال يضم كل ما هو دنيوي، هو السمة المميزة للفكر الديني. وما المقصود بالدنيوي… يُعرفُ ميرسيا إلياد “Mircea Eliade” المقدس باعتباره مضادّاً ومتبايناً مع الدنيوي، وغالباً ما يتم التعبير عن هذا التضاد والتباين الحاصل بين المقدس والدنيوي، من حيث كونه تضادّاً وتبايناً بين الواقعي وغير الواقعي؛ بيد أنَّ الإنسان المتدين مثلا، يرغب في أن يعيش في عمق المقدس، وكذا أن يشارك في الواقع، أي في الدنيوي، وهو بذلك يسعى للحفاظ على الكون المقدس.

بويلماون او بوجلود.. او بولبطاين.. هي ظاهرة” قديمة تعود بنا الى زمن النسان البدائي عندما يصطاد الحيوانات ويأكل لحمها وبالتالي يلبس جلودها. هم ادا شباب يلبسون جلود الأضاحي ابتداء من عشية اليوم الأول للعيد كي يحيوا هذه الظاهرة التراثية الضاربة في القدم، يتجمعون على شكل مجموعات صغيرة، كل واحد تنظم كرنفالها لوحدها الذي تجوب به أزقة وشوارع مدنها، وهناك من هذه المجموعات من اتفقت على التواجد بساحة معينة بدل التشتت في كل مكان، يقول التاريخ أن هدفهم هو نشر الفرحة والسرور بين المغاربة في أجواء العيد السعيد، بينما يقول الواقع أن “بوجلود” تحول في الكثير من الأوقات إلى مصدر إزعاج للساكنة وإلى أداة للتسول وطلب الصدقة المقنعة بالاحتفال، بل إن هذا المخلوق الهجين تحول لجلاد انتقام ينفذ أحكام شخصية بين الكثير من المتنازعين.. مباشرة بعد وجبة غذاء أول أيام عيد الأضحى، تبدأ أولى أفواج مجموعات بوجلود” في التقاطر على الأحياء السكنية، تتكون المجموعة ما بين 6 و20 شخصا، بعضهم يضرب الطبل وفق ضربات متتالية محدثا لحنا شبيها بالألحان الإفريقية الصادحة، وبعضهم يرقص على هذه النغمات، وبعضهم الآخر يقوم بطرد الأطفال الذي يتبعونه ويبعدهم إلى أقصى مدى ممكن، أما بعضهم الآخر، فيتكفل بعملية طرق المنازل وطلب المال من الساكنة أو اعتراض سبيليهم والتهديد بالضرب بحوافر الخرفان إن لم يعطوهم بعض المال..ولكن دون ان ننسى مدى ثاتير الثقافة الامازيغية اليهودية في هدا الكرنافال..الدي يعتبره البعض بالمسرح القديم المتنقل .لان جميع الشروط المسرحية متوفرة في هدا الطقس فهناك شخصيات رئيسية وثانوية

الحزان…اسم يهودي وهو فقيه اليهود

تامو..ابنة الحزان وهي ايضا من الاسماء اليهودية

شموتيت..وهو المهرج او دلك الكوميدي المعروف الدي غالبا مايلتصق بالناس .ثم الفرقة الموسيقية التي تتبعهم وترافقهم من منطقة الى اخرى ومن بلد الى اخر ومن قرية الى اخرى..

وكخلاصة عامة. يمكن القول…ان جدليَّة المقدس والدنيوي التي ما فتئت تنكشف في المجتمعات المتدينة، من حيث كونها إشكاليَّة أساسيَّة ومُهمَّة، يلزم دراستها ودرء الغموض الذي يكتنفها، حظيت باهتمامٍ كبيرٍ من قبل ثلة من المفكرين والباحثين والفلاسفة، على الرغم من اختلاف وتنوع قنواتهم الفكريَّة، والمهتمين بالقضايا التي تثيرها تلك الجدليَّة القائمة بين عالمي المقدس والدنيوي، بما هي علاقة بين المستور والمكنون من جهة، والجلي والبادي من جهة أخرى. وبالرغم من التضاد والتباين الذي قد يتبدى بين عالمي المقدس والدنيوي، فإنَّ هناك بعض التداخل بينهما، ولهذا فالحدود بين المقدس والدنيوي غير ثابتة، فهي قابلة للتغير والتحول، فضلاً عن كونها مُلتبسة، ويكتنفها الغموض. وقد تأخذ تلك العلاقة في أحيانٍ معينة صورة تضاد وتباين، وفي أحيانٍ أخرى صورة توافق وتماثل، ولذلك اتسمت تلك العلاقة الحاصلة بين عالمي المقدس والدنيوي بالجدليَّة، التي لا تكف عن التحرك والتجدد والتغير.

المراجع

Jeffery Aubin, La religion, et l’opposition sacré et profane, dans les diuinae institutiones de Lactance: les limites d’une dichotomie moderne, érudit, Faculté de théologique et de science religieuses, Université Laval, Québec, Volume 70, Numéro 2, 2014, p. 229

[2] يقصد به أحد أشهر الأربعة الحُرُمَ، التي كان العرب يُحرمون فيها القتال، وهي: أولاً ذو القعدة، وثانياً ذو الحجّة، وثالثاً المُحرَّم، وأخيراً رجب، وتسمى الأشهر الحُرُمَ.

[3] شاع هذا الاسم في الحضارة العثمانيَّة، حيث صار هذا الاسم أحد مظاهر الثقافة العثمانيَّة. وكان يقصد ببيت الحريم كل من يسكن في حرم السلطان، وكان يصل عدد النساء اللواتي يسكن في هذا البيت إلى ثلاث وثلاثون امرأة، ثلاث منهنَّ فقط مَحْظيَّاته، والأخريات خادمات العرف.

انظر: عبد السلام كمال، مظاهر حضاريَّة من الثقافة العثمانيَّة، بروج للنشر والتوزيع، مصر، الطبعة الأولى، 2017، ص.

التعليقات مغلقة.