أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

آلام الركبة كعلامة على الإصابة بهشاشة العظام

إعداد د. مبارك أجروض

تعد آلام الركبة من الأمراض الشائعة التي تصيب الأشخاص من جميع الأعمار. وقد تنجم آلام الركبة عن إصابة، مثل تمزق أحد الأربطة أو الغضروف. كما أن هناك بعض الحالات المرضية ـ مثل التهاب المفاصل والنقرس والالتهابات ـ يمكن أن تسبب آلام الركبة.

تستجيب العديد من حالات آلام الركبة الطفيفة استجابة جيدة لإجراءات الرعاية الذاتية. كما يمكن للعلاج الطبيعي واستخدام سناد الركبة أيضًا أن يساعدا في تخفيف آلام الركبة. ومع ذلك، فقد تتطلب آلام الركبة في بعض الحالات إصلاحًا جراحيًا.

يعد مفصل الركبة من أهم مفاصل الجسم، التي تتعرض لضغوطات كبيرة، وهو ما يجعلها عرضة للتآكل وظهور أعراض المرض عليها، ما يظهر على شكل آلام مفصل الركبة.

وللعلاج، لابد بداية من التعرف على السبب لاعتماد العلاج المناسب، والذي يعيد الحياة كما كانت بدون ألم في هذه المنطقة الهامة للحركة.

وأوضح الجراح الألماني توبياس يونج أن السبب الأكثر شيوعاً لألم الركبة هو البلى الطبيعي، وهو ما يعرف غالباً بمصطلح هشاشة العظام.

ومن جانبه، أضاف جراح العظام الألماني البروفيسور ديتر فيرتس أنه يمكن أن يكون للهشاشة أسباب مختلفة، على سبيل المثال تآكل وتمزق في الغضروف، مما أدى بدوره إلى نوع من التفاعل الالتهابي في المفصل. وفي مثل هذه الحالات يتم إنتاج المزيد من السوائل، وتصبح المفاصل دافئة ويظهر بها الألم.

ويعد انحناء الساق سواء للخارج أو الداخل سبباً شائعاً لظهور علامات هشاشة العظام. ويمكن أن تؤدي زيادة كتلة الجسم إلى زيادة الحمل على الركبتين.

* الأعراض

قد يختلف موقع وحدة ألم الركبة بناء على سبب المشكلة. العلامات والأعراض التي تصاحب أحيانًا ألم الركبة تشمل التورم والتصلب والاحمرار والدفء عند اللمس والضعف أو عدم الاتزان وأصوات فرقعة أو طرقعة وعدم القدرة على فرد الركبة تمامًا

* أمراض روماتيزمية

وسبب آخر محتمل لألم الركبة هو الأمراض الروماتيزمية والعمليات الالتهابية المرتبطة بها. وهناك بالطبع إصابات من الرياضة أو الحوادث، ولكن من الممكن أيضاً حدوث تمزق في الرباط الصليبي والأربطة الجانبية، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى هشاشة العظام على المدى الطويل.

ومن الهام جدا معرفة السبب وراء آلام الركبة. وأوضح ديتر فيرتس أنه يتعين فحص تاريخ المريض بعناية شديدة من أجل استخلاص النتائج. ويرى توبياس يونج أن الأسئلة الرئيسية تتمحور حول هل يأتي ألم الركبة من المفصل ؟ أم أنه من أعراض مشاكل مفصل الورك أو منطقة الحوض أو المفصل العجزي الحرقفي أو العمود الفقري القطني ؟

وعندما يتم العثور على السبب، يكون العلاج ممكناً في كثير من الأحيان، ولكن ليس دائما، بدون جراحة. وأوضح فيرتس أنه يمكن علاج إصابات الأنسجة الرخوة حول الركبة أو تمزق ألياف العضلات أو المشاكل المتعلقة بالأوتار بشكل جيد، على سبيل المثال من خلال العلاج الطبيعي، لكن لا يتم اللجوء للتدخل الجراحي إلا بعد التأكد من عدم تحقيق النتيجة المرجوة إلا به.

* الركبة الاصطناعية

وفي حالة هشاشة العظام، يمكن أن تكون الركبة الاصطناعية حلاً محتملاً طالما لم ينجح العلاج الطبيعي أو مسكنات الألم أو الحقن أو الضمادات في تحقيق التحسن وعدم قدرة المريض على التحرك بسهولة.

وأكد فيرتس أن هذا يمكنه تحقيق درجة عالية من التحرر من الألم والمرونة وعدم التأثير سلبا على الحياة اليومية.

* الخلايا الجذعية

ويمكن أن يكون العلاج بالخلايا الجذعية خياراً آخر لتلف الغضروف مع مفاصل صحية بدون اختلالات، لكن توبياس يونج يرى أنه يجب بداية التعرف على السبب ومعالجته. وإذا كان تلف الغضروف ناتجا عن إصابة أخرى، فلن يلتئم إذا لم يتم حل المشكلة الأساسية.

وأياً كان العلاج، الذي يتم اختياره، ففي أفضل السيناريوهات يمكن بعد ذلك استمرار الحياة كالمعتاد وبدون آلام في الركبة.

التعليقات مغلقة.