أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

آمنة بوعياش: الاستشارات مع الأطفال مقاربة مبتكرة لتعزيز مشاركتهم في القضايا التي تهم

جريدة أصوات

آ

 أكدت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن الاستشارة الوطنية مع الأطفال التي أُطلقت مؤخراً تمثل تتويجًا لمسار طويل من الاستشارات الجهوية التي شملت كل مناطق المملكة، بهدف إرساء مبدأ المشاركة الفاعلة للأطفال في قضاياهم وبلورة رؤيتهم.

وفي كلمة لها خلال حفل الإطلاق، أوضحت بوعياش أن هذا المسار، الذي بدأ في كلميم في فبراير 2023 واختُتم في السمارة في فبراير 2024، تميز بتجربة غير مسبوقة استمرت لمدة سنة، حيث انعكس فيها وعي الأطفال وتفاعلهم العميق مع مختلف المواضيع ذات الصلة بحقوقهم، بذات الوقت الذي شكل فيه استثمارًا مهمًا في تكوين رأي ووعي مجتمعي يتجاوب مع مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل.

وأضافت أن تنظيم هذه الاستشارات، بشراكة مع القطاعات الحكومية، هدف إلى تمكين الأطفال من التعبير عن آرائهم بكل حرية، وأشارت إلى أن هذه المبادرة ستُكلل بإعداد تقرير تسلمه لجنة حقوق الطفل الأممية في سبتمبر المقبل، وهو ما يمثل محطة هامة في مسار الترافع بحقوق الطفولة بالمغرب.

وعبرت رئيسة المجلس عن تقديرها لعفوية وتفاعل الأطفال خلال الاستشارات، لافتة إلى أنهم أظهروا وعياً ناضجاً وإرادة واضحة لصياغة توصيات قابلة للتنفيذ، وقالت إن تجربتهم تعكس أن الأطفال ليسوا فقط مستفيدين من السياسات، بل فاعلون أساسيون وشركاء في قراراتها وتقييمها.

كما أشادت بوعياش بالدور المحوري للشركاء المؤسساتيين والمجتمع المدني، مؤكدة أن النجاح في المأسسة الحقيقية لمشاركة الأطفال، يتطلب إطاراً قانونياً وإجراءات واضحة، موضحة أن هذا النهج يرقى من المشاركة الاستشارية إلى “مشاركة تعاقدية” تؤطر العمل مع الأطفال، وليس فقط عليهم.

وفي سياق كلامها عن مبدأ المشاركة، شددت على ضرورة اعتماد النصوص القانونية في مدونة الطفل القادمة، انسجاماً مع ما نصت عليه المادة 12 من اتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد أن الأطفال فاعلون وشركاء رئيسيون في صياغة سياسات حماية حقوقهم.

وأشارت بوعياش إلى أن الأطفال من مختلف الجهات استطاعوا أن يصنعوا تجربة نوعية على الصعيد الإفريقي والدولي، مشيرة إلى أن “نداء الرباط” يمثل محطة مهمة، حيث يعبر الأطفال عن أنفسهم كفاعلين حقيقيين في منظومة الحماية وصياغة السياسات العامة.

وفي ختام كلمتها، أكدت أن نجاح هذه المبادرة يدل على أن مشاركة الأطفال، إذا ترسخت بقوانين واضحة، ستتحول من عمل استشاري إلى “مشاركة تعاقدية” تتعاون من خلالها المؤسسات مع الأطفال لصياغة مستقبل يليق بحقوقهم، مبرزة أن هذه التجربة أسست لنهج جديد يصب في تمكين الأطفال وتعزيز حضورهم كفاعلين في المجتمع

التعليقات مغلقة.