آن الأوان إلى أن نتساءل إلى أين تسير الأمور؟؟؟
بقلم د. علي محمد الزنم / عضو مجلس النواب
نقول وبالله التوفيق والهادي إلى سواء السبيل، أولا أن المرحلة التي نمر بها وتمر منها المنطقة من المراحل الصعبة والحرجة في تاريخ الأمة منذ عقود، والموقف الذي خطه القائد الشجاع السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، في نصرة أهلنا في غزة، والله إنه من أعظم المواقف وأقدسها على الإطلاق منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر وآل 14 من أكتوبر وما تلاها من محطات وطنية، وحتى يومنا هذا، فقد صنعت تاريخا مجيدا وغرست موقفا مشرفا لليمن الأرض والإنسان جيلا بعد جيل سيظل محفورا في ذاكرة الأجيال وشعوب العالم الحر الذي لايقبل الضيم على أحد.
وها نحن نصل اليوم إلى أحداث جسام، والمنطقة تتجه نحو تصعيد خطير للغاية، ولا أقول نحن السبب في ذلك كما يروج له المرتزقة، فالتواجد الأجنبي على البحار والقواعد العسكرية المتواجدة في المنطقة منذ عقود من الزمن هي السبب، لأن أعداء الأمة هم من أرادوا لنا وللعرب أن نكون هكذا، وهنا يأتي دور العقل والمنطق ودراسة الوضع بشكل أعمق ومن كل الجوانب والزوايا، وأن نضع نصب عينينا أيها القائد الشجاع الذي يصدق أهله وشعبه بأن على عاتقك شعب يصل قوامه إلى أربعين مليون نسمه فوضك وصبر معك وشاركك معركة الدفاع عن الوطن ضد المرتزقة وتحالف الشر، وكان ولا يزال يشكل المدد الحقيقي بالمال والرجال ونظير ذلك، وهو يستحق أن يكافأ ويخفف عنه جزء من المعاناة التي خلقها العدوان وتجاوزها وعي الشعب والقيادة على حد سواء، إلا أنني أصدقك القول بأن هناك من لا يجد قوت يومه وهو يتصدر المواقف المشرفة لهذا البلد صابرا محتسبا ولديه نظرة للمستقبل من أجل أولاده ووطنه بأن غدا سيكون أفضل من اليوم، وهنا يأتي دور القيادة الشجاعة التي تضع الأمور في نصابها.
وعليه ندرك بإيمان مطلق بأن مستقبل البلد والمنطقة بيد الله وحده، وهو المسير والمدبر للكون كله، ومع كل هذا قال في محكم كتابة [بل الإنسان على نفسه بصيرة]، وهناك قرارات هامه واستراتيجية لها تبعاتها وأثارها وتعود على مستقبل اليمن والمنطقة العربية، ولا أطيل، فما أقصده من كل هذه المقدمة هو أن دخولنا في معركة جديدة، وبالذات مع تحالف آخر تقوده نفس الأدوات التي شنت على بلدنا حربا وحصارا لمدة تسع سنوات، وتم الإنتصار عليها بفضل الله ثم بحنكة القيادة وتضحيات الجيش واللجان الشعبية ومساندة الشعب اليمني الأبي.
هذه المرة قد تختلف عن سابقتها، فمواجهة تحالف البحر لا تنسى بأن المتربصين بنا كثر ولا زالت جبهاتنا مفتوحه وقابلة للاشتعال في أي وقت، يتقدمهم مرتزقة رخاص لم يعد الأمر بأيديهم كيمنيين بل أصبحوا كما تعرفون أدوات ومليشيات وشرطي يوجهونهم حيث أرادوا الأذية بهذا الوطن، وكذا دول الجوار التي تتربص بنا، وهي مشاركة في الحلف السابق والحالي بطريقة أو بأخرى، ومن الحكمة تفويت الفرصة بالطريقة المناسبة التي ترونها بعين البصيرة.
وها هم اليوم يهددوننا بالتصنيف الأهوج الذي يهددوننا به، لا سيما وأن ملف التسوية المرتقبة مع المملكة العربية السعودية لم يتم إنجازه حتى هذه اللحظة، كل ذلك يعني بأن الحاقدين كثر، ونحن خارجين من حرب لم تخمد نارها حتى اليوم ،والدخول في تصعيد جديد يجب إعادة الحسبة بدقه فيه وإشراك الآخرين بالرأي ليكون رأي الجماعة أقوى اقتداء بنبي الأمة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كيف قبل بصلح الحديبية رغم ما فيه من عوار، وحاور الأخرين بحكمة وبصيرة وجعل السيف آخر القرارات.
والله يقول لنبيه والوحي ينزل [وشاورهم في الأمر وإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين] وهي قاعدة للمسلمين جميعا لتقييم الوضع الداخلي والخارجي ووضع الشعب ومعيشته ومدى تحمله وغيرها من الجوانب التي تعطي مؤشرا واضحا للإقدام على اتخاذ قرار الحرب أو السلم أو المفاوضة، وأنبهكم إلى نقطة هامة، فبعض من في الداخل متربصين ينتظرون أي انتكاسة لا قدر الله ليقوموا بدور بن ملجم ممن هم مرتبطين بالإمارات والسعودية وغيرهما.
وأخيرا هذه سطور عابرة لم نكتبها خوفا مما يجمع لليمن في البر أو في البحر أو في الجو والله ما تهتز لنا شعرة على الصعيد الشخصي لكن دراسة فقه الواقع والبيئة المحيطة بنا مهم جدا.
وفي الأخير بعد الوصول إلى قناعة واطمئنانـ فإذا عزمت فتوكل على الله.
وقبل هذا يجب أن يكون هناك تواصل مع الدول التي نعتقد بالتقارب معها لبعض الغايات والأهداف كروسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، وفي المقدمة محور المقاومة هكذا بوضوح، فهناك مصالح مشتركة يجب تفعيلها لمواجهة تكثل يستهدفنا جميعا ويجب أن نعد العدة لها بما في ذلك شركاؤنا، إن جاز لي التعبير.
وما وصلنا إليه اليوم من قوة ومناعة، وأصبح لنا بفضل الله (ذرعا وسيفا)، كل هذا محل أنظار الخصوم، وهم يحيكون ليل نهار للنيل منا لأنهم لا يمكن أن يقبلوا بدولة في شبه الجزيرة العربية قوية وحرة، تصدح بالحق وتواجه الباطل، هم تعودوا على قيادات يدها ممدودة إليهم ويتماهون معهم ومع توجهاتهم الخبيثة التي تحاك ضد الشعوب الحية ولمصلحة الكيان الصهيوني والدول المطبعة معه.
آمل أن أوفق في إيصال فكرتي وما يجول بخاطري للجميع، وفي المقدمة القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلة بالمشير مهدي محمد المشاط.
التعليقات مغلقة.