أكدت الجمعية الرياضية للأشخاص في وضعية إعاقة – سوس أكادير، مرة أخرى، أنها رقم صعب في معادلة كرة السلة الوطنية على الكراسي المتحركة، بعدما انتزعت بطاقة التأهل إلى نهائي كأس العرش لموسم 2024/2025 عقب فوزها المستحق على النادي الرياضي المراكشي، في مباراة نصف النهاية التي احتضنتها قاعة مراكش، وانتهت بنتيجة 61 مقابل 54.
وقدم الفريق السوسي أداءً رفيعاً يعكس عمق التجربة وتماسك المجموعة، حيث تحكم في مجريات اللقاء، خاصة في فتراته الحاسمة، ونجح في كبح اندفاع الفريق الخصم رغم الحضور الجماهيري المكثف ودينامية اللعب على أرضه. وتمكنت العناصر السوسية من قلب موازين المواجهة في الربع الأخير، مستفيدة من الانسجام التكتيكي والتركيز العالي، إلى جانب حسن استغلال اللحظات الفاصلة في المباراة.
هذا الانتصار لم يكن مجرد تأهل إلى النهائي، بل هو تأكيد على هيمنة سوس أكادير على ساحة كرة السلة على الكراسي المتحركة وطنياً، خاصة بعد تتويجه بلقب النسخة الماضية، وهو الآن في طريقه للدفاع عن لقبه بثقة واستحقاق.
وبينما تترقب الجماهير موعد النهائي، تتعالى الأصوات في أوساط المتابعين الرياضيين للإشادة بمستوى الفريق الذي أضحى مثالاً في التسيير الرياضي المنظم، والعمل القاعدي الجاد، والتكوين المتخصص في رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، وهو ما مكنه من تحقيق نتائج رياضية مبهرة ومراكمة رصيد معنوي وجماهيري كبير.
ويمثل وصول الجمعية السوسية إلى النهائي مرة أخرى، تتويجاً لمسار طويل من الجهد والتضحية، ورسالة قوية بأن التحديات الجسدية لا تقف أمام الطموحات الكبيرة حينما تكون مدعومة بالإرادة، والتخطيط، والرؤية الواضحة. كما يشكل هذا التأهل دفعة معنوية قوية لمواصلة ترسيخ ثقافة الاندماج الرياضي وتعزيز حضور رياضة ذوي الإعاقة في المشهد الوطني.
وبين التطلعات والطموحات، يواصل فريق سوس أكادير كتابة سطور مشرقة في كتاب الرياضة المغربية، في انتظار محطة التتويج النهائي، التي قد تكرّس مجدًا جديدًا لفريق اعتاد أن يصنع المجد… لا أن ينتظره.
التعليقات مغلقة.