اعتبر رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن المغرب بعد الزلزال الذي ضربه قبل حوالي 3 أسابيع أصبح المغرب يقف عند مفترق طرق حاسم في تاريخه، وشدد خلال كلمة افتتاح اجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين بمراكش، على أن المغرب عازم على بناء مجتمع تضامني وعادل.
واعتبر رئيس الحكومة أن المغرب اليوم يعيش لحظة مفصلية تخلق فترة مواتية للتدبر في توجهاتنا، لذلك فنحن مدعوون لاستثمارها بالشكل الأمثل، مضيفا أن الحكومة تعكف من هذا المنطلق على تنزيل الرؤية الاستراتيجية المتبصرة للملك محمد السادس والتي تحدد الطموحات والأهداف التنموية وروافع التغيير، التي من شأنها إطلاق الطاقات وتسريع مسيرة البلاد نحو التقدم والازدهار.
وقال إننا عازمون على بناء مجتمع تضامني وعادل. فتطبيقا للتوجيهات الملكية السامية، أطلقنا ابتداء من سنة 2021، سلسلة من الإصلاحات الرامية إلى تعزيز تماسك المؤسسات وأنظمة الحماية الاجتماعية.
وأبرز أن احتضان مدينة مراكش لأشغال الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين، تعبير عن الصمود القوي لبلادنا في مواجهة الأزمات المتعددة: فقد تم اتخاذ تدابير استعجالية على الصعيدين اللوجيستيكي والإنساني، وذلك بشكل فوري عقب الزلزال، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس.
وتابع أن المواطنون المغاربة، داخل وخارج أرض الوطن، أظهرو روح التضامن بشكل عفوي ومتميز، بحيث تعبؤوا منذ الساعات الأولى للزلزال، من أجل تقديم الدعم والمساعدة للساكنة المتضررة.
وأبرز أنه تمت هيكلة مشاريع لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمناطق المتضررة، من خلال برنامج طموح، استباقي ومتكامل، يروم إعادة بناء المساكن المتضررة وإعادة تأهيل البنيات التحتية، وفك العزلة ترابيا عن هذه المناطق. كما تم تسريع امتصاص العجز الاجتماعي، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية بها.
ووقف أخنوش على الجهود المغربية لتسريع عجلة التنمية والأهمية التي توليها للرأسمال البشري والذي يوليه المغرب مكانة مهمة لتعزيز النظام الصحي وتحسين جودة نظام التعليم وتشجيع البحث العلمي والابتكار، مسترسلا الى أن المجتمع الذي يمكن مواطنيه من التحكم بزمام مستـقبلهم، وخاصة الشباب والنساء، يمتلك مفتاح تحقيق النمو والإدماج الاقتصادي.
واعتبر رئيس الحكومة أن مسار التنمية يتعين عليه أن يكون ليس فقط دامجا، بل كذلك مستداما وصديقا للبيئة، مشددا في هذا السياق على أن المملكة المغربية تعد من بين الدول الرائدة في تطوير الطاقات المتجددة، حيث راهن الملك محمد السادس، على هذا القطاع منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين.
وأفاد أن المغرب يطمح لمضاعفة الإنتاج في الطاقة الريحية والشمسية لثلاث مرات، مع السعي لتكريس تموقع المغرب كفاعل رئيسي في قطاع الهيدروجين الأخضر، مما سيعزز سيادتنا الطاقية.
كما شدد على أن الجفاف وندرة المياه، وهي تداعيات مباشرة للاحتباس الحراري، تشكل إحدى الأولويات الاستراتيجية الوطنية أيضا، ودفعت المغرب إلى إطلاق مشاريع مبتكرة لتحلية مياه البحر بشراكة مع القطاع الخاص، كما يتم تنفيذ طرق سيارة للربط بين الأحواض المائية، وذلك لتزويد المناطق التي تعاني من نقص في المياه، انطلاقا من مناطق أخرى تتوفر فيها هذه الموارد بكثرة.
التعليقات مغلقة.