من المنتظرأن تستأنف الاجتماعات، صباح اليوم وفي غضون الأيام المقبلة، من أجل تتبع برنامج “ورزازات شمس الواحات ” الذي يعرف تعثرا كبيرا من شأنه أن يزيد من تعميق أزمة السياحة بورزازات.
فقد سبق أن ترأس عامل إقليم ورزازات، يوم الاثنين 9 يناير 2023، بمقر العمالة،اجتماعا خصص لتتبع وتنفيذ اتفاقيات شراكة لتنويع وتنشيط العرض السياحي بالإقليم والتي يعود تاريخ التوقيع عليها الى حوالي سنتين (شهر مارس 2021 )، كما قامت الشركة المغربية للهندسة السياحية بإطلاق طلب العروض الخاص بدراسة مشاريع هاته الاتفاقية خلال شهر نونبر 2021.
لكن على ما يبدو من خلال اجتماع 9 يناير 2023 بمقر عمالة ورزازات فإنه لم يتم تسجيل أي تقدم في المشروع و”بدا” وكأن هاته اللجنة تجتمع لأول مرة رغم أن بداية الكلام عن هذا المشروع يعود إلى أواسط سنة 2018، مرورا بتوقيع الاتفاقيات عام 2021، الخ….
فإلى حد كتابة هاته السطور، يسود نوع من الضبابية في المشروع الذي لم يتحرك قيد أنملة، ما عدا المجهودات التي تبدلها الجمعيات المحلية للمساهمة في الحد من الأزمة التي تعيشها ورزازات، وفي لامبالاة غير مفهومة من وزارة السياحة والشركة المغربية للهندسة السياحية وخصوصا من طرف لجنة التتبع التي يبدو أنها لم تقم بواجبها كما هو منصوص عليه في الاتفاقية.
وهذا ما يفسر جو التخبط الذي ساد اجتماع يوم 9 يناير وما تلاه من اجتماعات، وما “سيليه” بسبب لامبالاة وزارة السياحة وفقدان البوصلة من طرف لجنة التتبع الإقليمية التي يرأسها عامل الإقليم.
لكل هاته الأسباب وغيرها، سبق لكل الفعاليات المدنية، وعلى رأسها النسيج الجمعوي أن دقت ناقوس الخطر مطالبين بتدخل الجهات المختصة (عبر نداءات متكررة من بينها الرسالة المفتوحة الموجهة للسيد رئيس الحكومة والسيد وزير الداخلية المحترمين) مطالبين إياهما بالتدخل لإنقاذ ورزازات من الضياع، كما أن الأمر يستوجب عملية تدقيق تقوم بها الجهات المختصة للوقوف على أسباب تعثر المشروع والقيام بالمتعين.
هذا فقد أبدت بعض الفعاليات قلقها حول مصير المجهودات التي بذلتها في غياب الجدية اللازمة من طرف “الشركة المغربية للهندسة السياحية” والتي سبق أن كانت محل تقارير أعدها المجلس الأعلى للحسابات حول عملها فيما ثم الإصرار على ضرورة إنضباطها والوفاء بإلتزاماتها بعيدا عن الحلول الترقيعية التي أضحت تقترحها من قبيل شراء آليات للخياطة أو النجارة كمساهمة منها ربما باستعمال صندوق برنامج فرصة التي تقوم بتسييره”.
ومن المحتمل أن يعرف هذا الملف تحولا مفاجئا بالنظر إلى إصرار عامل الإقليم على إخراج بعض الأنشطة إلى الوجود في أقرب الأوقات دون أن تلقى مطالبه تجاوبا واضحا من طرف مسؤولي الشركة المغربية للهندسة السياحية التي تصر على البدء بأشغال التهيئة، وهو ما يتطلب تسوية الوضعية القانونية لبعض العقارات، الأمر الذي يعني أن المشروع سيعرف تأخيرا إضافيا نظرا لغياب تمويلات آنية إضافية.
تجدر الإشارة، إلى أن حجم الاستثمار الإجمالي لإنجاز برامج ومشاريع اتفاقية الشراكة المتعلقة بإنجاز المشروع المندمج “ورزازات شمس الواحات”، تصل إلى حوالي 38 مليون درهم، بين عمالة ورزازات، والمجلسين الإقليمي والجماعي لورزازات، والوكالة الوطنية لمناطق الواحات والأركان، والشركة المغربية للهندسة السياحية.
كما تهدف هذه الاتفاقية، على الخصوص إلى خلق فضائين للتنشيط السياحي على شكل “مجمعين للعروض المتحفية” بكل من مدينة ورزازات ومركز آيت بن حدو، وخلق منطقة مركزية للتنشيط السياحي بمدينة ورزازات بمحاذاة قصبة تاوريرت، والتثمين السياحي للفضاءات المطلة على “قصر أيت بن حدو”، بالاضافة إلى مشاريع أخرى كجامع الفن وتنظيم “كرنافال” للسينما.
و تنص الاتفاقية، بالإضافة إلى التزامات الأطراف الموقعة على الاتفاقية (المجلس الإقليمي والجماعي لورزازات ووزارة السياحة والشركة المغربية للهندسة السياحية، الخ..) ، على التزام عمالة ورزازات بترأس اللجنة الإقليمية للإشراف والتتبع وتقييم البرنامج، التي تم إحداثها، والتنسيق بين كافة الشركاء والمصالح الإدارية الإقليمية التي من شأنها أن تساهم في عملية تدارس ومصادقة وترخيص مختلف مراحل ومكونات المشاريع، وكذا تسهيل عملية استغلال الأنشطة المرتبطة بها في أحسن الظروف، وهو الشيء الذي فشلت في القيام به إلى حدود الآن.
التعليقات مغلقة.