إعداد مبارك أجروض
الإدمان، ويطلق عليه أيضاً التعود، وهو عبارةٌ عن حالة نفسية، وسلوكية تؤثر على الإنسان، وتجعله يرغب في القيام بشيء ما من أجل تحقيق الراحة النفسية، كالتعود على تناول طعام معين بشكل دائم، أو غسل اليدين المتكرر.. وغيرها من العوامل الأخرى المؤثرة في الإدمان.
عادةً ما يرتبط المفهوم العام للإدمان من التعود على تناول جرعات زائدة من أدوية معينة، أو أنواع من الأعشاب التي تحتوي على مواد مخدرة، أو شرب كميات كبيرة من مواد كحولية، وهذا ما يؤدي إلى تحول الإدمان إلى مرضٍ شديد، يدفع الإنسان إلى القيام بأي شيء من أجل تحقيق الراحة العقلية، والنفسية التي يريدها من الإدمان، وعند التأخر في علاج المدمن قد ينتج عن ذلك تطور الحالة المرضية عنده، مما يؤدي إلى وفاتهِ.
من الممكن أن يتسبب إدمان المخدرات في حدوث عواقب وخيمة على المدى الطويل، بما في ذلك المشكلات المتعلقة بالصحة البدنية والعقلية، والعلاقات مع الآخرين، والعمل، إلى جانب العواقب القانونية، فكيف يمكن الوقاية من الوقوع في براثن الإدمان ؟
* أسباب الإدمان
توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإدمان:
ـ أسباب نفسية للإدمان
هي الأسباب الرئيسية التي تساهم في توجيه سلوك الإنسان نحو الإدمان، فعادةً يلجأ الفرد إلى الإدمان على شيء ما؛ لأنه يجد راحة نفسية في التعامل معه، وأنه يقدم له كافة أسباب السعادة، فمثلاً: يدمن بعض الأطفال على الألعاب الإلكترونية، ويجلسون لساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب مما يؤدي إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض، ومن أهمها البدانة، وأيضاً من الأمثلة على الإدمان، تناول جرعات زائدة من العقاقير المنومة، أو التي تحتوي على مواد تهدئ الأعصاب، وخصوصاً عند التعرض لمشكلة ما خلال اليوم.
ـ أسباب ثقافية للإدمان
هي الأسباب التي ترتبط بالمجتمعات، وطبيعة نظرته للإدمان، وتعريف الشعوب لمصطلح الإدمان، ففي بعض الدول يكون الإدمان شيئاً عادياً، ويعد من العادات، والتقاليد الشعبية، وخصوصاً الإدمان على تناول بعض أنواع الأعشاب المخدرة، من خلال تدخينها، ومن الأمثلة على ذلك: الإدمان على تدخين عشبة القات في اليمن، والذي يؤدي إلى نتائج مرضية، تؤثر تأثيراً سلبياً على حياة المدمن. أثر الإدمان
* الوقاية من الإدمان
1ـ وقاية النفس من الإدمان
إن أفضل طريقة للوقاية من إدمان أي مخدر غير قانوني هي عدم تعاطي هذا المخدر على الإطلاق. توخَّ الحذر عند استخدام أي عقار موصوف لك قد يسبب الإدمان. يصف الأطباء هذه الأدوية مع تحديد الجرعات الآمنة ويشرف على استخدامها حتى لا يتم إعطاؤك جرعة كبيرة خلال فترة طويلة للغاية. إذا كنت تشعر أنك بحاجة إلى تناول جرعة دواء أكبر من الموصوفة لك، فتحدث مع طبيبك.
2ـ وقاية الأطفال والمراهقين من إدمان العقاقير
اتخاذ الخطوات التالية للمساعدة في وقاية الأطفال والمراهقين من إدمان العقاقير من لدن المدمن:
ـ التواصل مع الأبناء
تحدث إلى أبنائك حول مخاطر استخدام العقاقير وإساءة استخدامها.
ـ الإنصات للأبناء
كن منصتًا جيدًا عندما يتحدث إليك أبناؤك عن ضغط الأقران، وكن داعمًا لجهودهم في مقاومة هذا الضغط.
ـ القدوة الصالحة
لا تعاقر شرب الكحول أو تتعاطَ العقاقير المسببة للإدمان. فعندما يكون الآباء من مدمني المخدرات، يصبح أبناؤهم أكثر عرضة لإدمان المخدرات كذلك.
ـ تعزيز الرابطة مع الأبناء
حسّن من علاقتك بأبنائك. فإن الرابطة القوية والوطيدة بينك وبين طفلك سوف تقلل من خطر تعاطيه المخدرات أو إدمانها.
3ـ الوقاية من الانتكاسات
بمجرد بلوغك مرحلة الإدمان لمخدر ما، فسوف تكون عرضة لخطر الوقوع في أي نمط من أنماط الإدمان. فإذا بدأت في استخدام المخدر، فمن المحتمل أن تفقد السيطرة على استخدامك له مرة أخرى حتى إذا كنت قد تلقيت العلاج بالفعل ولم تعد تتعاطى هذا المخدر لبعض الوقت.
ـ الالتزام بخطة العلاج
راقب رغباتك جيدًا، قد يبدو لك الأمر وكأنك تعافيت تمامًا وأنك لست في حاجة إلى الالتزام بخطوات البقاء بعيدًا عن الإدمان. إلا أن احتمالات البقاء بعيدًا عن الإدمان تكون أعلى بكثير إذا داومت على زيارة الاستشاري الخاص بك، والذهاب إلى اجتماعات مجموعات الدعم، وتناولت الدواء الموصوف لك.
ـ تجنب المواقف عالية الخطورة
لا تعد إلى الحي، الذي اعتدت أن تذهب إليه للحصول على المخدرات. وابق بعيدًا عن الرفقة القديمة، التي كنت تتعاطى بصحبتها المخدرات.
ـ الحصول على المساعدة الفورية في حالة العود استخدام المخدر
إذا بدأت في استخدام المخدر مجددًا، فتحدث إلى طبيبك أو مقدم خدمات الصحة النفسية الخاص بك، أو أي شخص آخر يمكنه مساعدتك على الفور.
التعليقات مغلقة.