أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية

إعداد د. مبارك أجروض

تنقسم أسباب الولادة القيصريّة، أو الجراحة القيصريّة بين إجراءٍ مُخططٍ له يمكن إخضاع المرأة له اعتبارًا من الأسبوع التاسع والثلاثين من الحمل، أو إجراءٍ اضطراري إجباري ضمن الحالات الطارئة التي يُعتقد فيها أنّ الولادة الطبيعيّة المهبليّة تشكّل مخاطرة صحّية وتمثل الولادة القيصرية في بعض الحالات، بديلاً للولادة الطبيعية كما هو الحال عند الشعور بالخوف والقلق، وفي أخرى لا بد من إجراء الولادة القيصرية كما هو الحال إذا كانت المشيمة تسد طريق الخروج.

ولقد أوضح البروفيسور فرانك لوفين، نائب رئيس الجمعية الألمانية لأمراض النساء والتوليد، أن المخاوف الكبيرة والعوائق النفسية تجاه الولادة الطبيعية تندرج ضمن الأسباب، التي تدعو للجوء للولادة القيصرية، ونذكر بعضها هنا:

* وضعيّة الطفل

إنّ اتخاذ الجنين لوضعيّة المقعد داخل الرحم بحيث تكون أقدامه أو مؤخرته للأسفل، أو الوضعية العرضيّة الجانبيّة في الرّحم يدفع الأطباء إلى اللجوء إلى الولادة القيصريّة المُخطط لها، وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّه من الممكن قلب وضعية بعض الأجنة قبل بدء المخاض أو إخضاعهم للولادة المهبليّة بالاستعانة بتقنيات خاصّة، وعليه يُمكن القول إنّ وجود الطفل بأحد الوضعيتين السابقتين لا يعني الولادة القيصرية بشكلٍ مؤكد.

* فقر الدم الحاد

وأضاف لوفين أنه في بعض الحالات لا يوجد مفر من اللجوء للولادة القيصرية، على سبيل المثال إذا كان الجنين يعاني من فقر الدم الحاد أو أن المشيمة تسد طريق الخروج. ومن جانبها، قالت طبيبة أمراض النساء الألمانية ألكسندرا فينكل، إن مشكلة الولادة القيصرية هي أن النساء عادة ما يحتجن إلى وقت طويل للتعافي بعد الولادة القيصرية، مشيرة إلى أن الولادة القيصرية هي عملية كبيرة تسبب الألم، وبالطبع يمكن أيضا أن ترافقها بعض المضاعفات.

* المشاكل المتعلّقة بالمشيمة

ويمكن تصنيف الحالات المتعلّقة بمشاكل المشيمة إلى حالتين على النحو التالي:

ـ المشيمة المُنزاحة، وتعني المشيمة الموجودة بالقرب من عنق الرحم فتغطيه كُلّيًّا أو جزئيًّا مما يحول دون إمكانية إتمام الولادة المهبليّة، أو قد يتسبّب بزيادة خطر حدوث النزيف أثناء المخاض.

ـ انفصال المشيمة، ونعني بذلك انفصال المشيمة عن جدار الرحم، والذي يجعل الولادة القيصريّة أكثر أمانًا للأمّ وطفلها.

* ملابس الحمل الداخلية

وتوصي فينكل بأن ترتدي النساء ملابس الحمل الداخلية لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد العملية، لمزيد من الراحة ولعدم تشكيل أي ضغط على أي موضع من الجسم. وبعد ذلك يتم التبديل إلى قمصان النوم لتقليل لمس الجرح، الذي غالباً ما يكون مؤلماً. وإذا كان الجرح يسبب الحكة، فإن وضع ضمادة في المُجمّد، ثم استخدامها لتبريد الندبة القيصرية قد يساعد في تقليل الحكة.

* عمر المرأة

وفقًا لدراسةٍ أجرتها مجلة (PLOS One) عام 2019، فقد تمّ العثور على وجود علاقة طردية بين تقدم المرأة في السن واحتمالية خضوعها للولادة القيصريّة، حيث خلصت الدراسة إلى أنّ النساء اللاتي لم يسبق لهنّ الولادة وأعمارهنّ تتراوح بين 35 و39 عامًا امتكلنّ ضِعف احتمالية الخضوع للولادة القيصرية، أمّا اللاتي بلغن أربعين عامًا فأكثر فقد وصلت احتمالية خضوعهنّ للولادة القيصرية إلى أكثر من ثلاثة أضعاف.

* أطعمة غنية بالألياف

ومن المشاكل، التي تلي الولادة القيصرية، الخوف من استخدام المرحاض، وذلك بسبب الضغط. وعلى الرغم من أن هذه المخاوف غير مبررة، إلا أنه يوصى بالإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كالخضروات والفواكه ومنتجات الحبوب الكاملة والإكثار من شرب السوائل، وذلك من أجل الحد من الامساك ولتنشيط حركة الأمعاء. ومن أجل جعل الوقت بعد الولادة القيصرية في المنزل مريحاً قدر الإمكان، يجب أن تتلقى الأمهات الدعم من الأقارب أو خدمة تمريض متخصصة في المنزل لمدة 14 يوما على الأقل، حيث تكون الحركة بعد العملية مقيدة لفترة أطول منها بعد الولادة الطبيعية.

* إصابة المرأة بأمراض معيّنة

إنّ إصابة المرأة بأمراض معيّنة تجعل من الولادة المهبلية الطبيعيّة أمرًا صعبًا، وتؤدي إلى استبعادها لما قد تُسببه من إضرارٍ بالمرأة والجنين، ومن أبرز هذه الأمراض؛ أمراض القلب، والسكّري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى.

* وزن المرأة

إنّ لوزن المرأة الزائد بشكلٍ كبير دورٌ في زيادة احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصريّة، وفي الحقيقة يعود السبب في ذلك إلى أنّ النساء البدينات يحتجن لوقتٍ أطول لإتمام الولادة الطبيعيّة المهبليّة وربما ينتهي بهنّ الأمر إلى أن يخضعن للولادة القيصرية، ومن ناحيةٍ أُخرى فإنّ عوامل الخطر التي غالبًا ما تُصاحب السمنة؛ مثل سكري الحمل تزيد من احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصريّة.

 

التعليقات مغلقة.