إعداد مبارك أجروض
كثير من الأشخاص عندما يشعرون بجفاف الفم يلقون اللوم على عدم شرب المزيد من المياه أو مرض السكر من النوع 2، وهذا أمر صحيح في حد ذاته، لكن هذا لا يسري على كل الناس، حيث إن هناك العديد من الأسباب الأخرى الخفية التى تسبب هذا الجفاف. فهنالك ما يشير إلى أن جفاف الفم مرد أسبابه إلى عدم إفراز الغدد اللعابية في فمك ما يكفي من اللعاب لإبقاء فمك رطبًا. يرجع جفاف الفم غالبًا إلى الآثار الجانبية لبعض الأدوية أو مشاكل الشيخوخة أو نتيجة العلاج الإشعاعي للسرطان. نادرًا ما يرجع جفاف الفم إلى وجود أحد الأمراض التي تصيب الغدد اللعابية مباشرةً. ومن المعلوم أن اللعاب يساعد في منع تسوس الأسنان من خلال إبطال مفعول الأحماض التي تنتجها البكتيريا، وكذلك الحد من نمو البكتيريا وإزالة جزيئات الطعام. كما يحسّن اللعاب أيضًا من إمكانية التذوق ويسهل من عملية المضغ والبلع. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الإنزيمات في اللعاب في عملية الهضم.
يختلف انخفاض إفراز اللعاب وجفاف الفم من كونه مجرد ضرر لشيء ما له تأثير كبير على صحتك العامة وصحة الأسنان واللثة، وكذلك الشهية والاستمتاع بالطعام. وبذلك فإن جفاف الفم هو عبارة عن مشكلة صحية تحدث نتيجة انخفاض حجم كمية اللعاب في الفم. ففي حالات جفاف الفم الشديدة يصبح من الصعب على الشخص التحدث! أو تناول الطعام أو هضم الطعام. مما يؤدي إلى سوء التغذية. إن جفاف الفم الشديد وخلل عمل الغدد للعابية قد ينتج عنه حالات القلق واضطرابات دائمة في الفم والبلعوم. مما يؤثر على طبيعة حياة المريض.
إن مشكلة جفاف الفم تصيب تقريباً 10% من لأفراد. وتعتبر أكثر شيوعاً لدى النساء. واضطرابات إنتاج اللعاب تؤثر على الأفراد الكبار في السن والأفراد الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية بشكل متكرر.
* فوائد وأهمية اللعاب
اللعاب هو جزء أساسي من صحة الفم.
ـ الخصائص المزلقة الموجودة في اللعاب تزود راحة وحماية للأنسجة الفموية من الإصابة بالتقرحات وغيرها من حركات الاحتكاك التي تحدث أثناء مضغ الطعام والتحدث.
ـ يعمل اللعاب على موازنة الحموضة. ويساعد في حماية صحة الفم من البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان.
ـ يساعد اللعاب في هضم الطعام وتمعدن الأسنان.
ـ كما يتميز اللعاب بدوره الأساسي في حاسة التذوق. فيعتبر مثل مذيب لمحفزات التذوق. عندما تكون كمية اللعاب غير كافية، جميع هذه الوظائف يتم تعطيلها.
* أسباب جفاف الفم
من أكثر الأسباب شيوعاً المؤدية لجفاف الفم هو تناول بعض الأدوية. هنالك العديد من الأدوية من تأثيراتها الجانبية أن تقلل إنتاج اللعاب وتؤدي إلى جفاف الفم. مثلا: أدوية علاج ضغط الدم المرتفع ـ مضادات الهيستامين ـ مضادات الاكتئاب ـ المدرات البولية ـ مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ـ الستيروئيدات القشرية مثل مادة بريدنيزولون ـ أمفيتامين.
هنالك أكثر من 400 دواء شائع الاستخدام ومن تأثيراته الجانبية جفاف الفم. ففي بعض الأحيان فإن مشكلة جفاف الفم تزول من تلقاء نفسها. لكن عادةً فإن جفاف الفم يستمر طيلة فترة استخدام الدواء. ومن الأسباب الأخرى المؤدية إلى جفاف الفم تتضمن: التجفاف ـ العلاج بالأشعة لعلاج الأورام السرطانية للرأس والرقبة ـ أمراض الغدد اللعابية ـ استئصال الغدد اللعابية ـ داء السكري ـ التدخين أو مضغ التبغ ـ خلل التوازن الهرموني ـ الاعتماد في عملية التنفس على الفم انقطاع التنفس أثناء النوم والذي يرافقه مشكلة الشخير عادةً ـ التهاب الجيوب الأنفية ـ التليف الكيسي ـ النكاف ـ قصور الغدة الدرقية.
* اضطرابات تناول الطعام
مثل الشره المرضي أو فقدان الشهية العصبي، كما قد يحدث انخفاض في إنتاج اللعاب في حال انسداد القناة اللعابية الأساسية أو العدوى. ومن العوامل الخطيرة المؤدية لجفاف الفم تتضمن ما يلي: حالات التوتر والقلق والاكتئاب ـ أمراض الزهايمر والباركنسون غالباً ما تؤدي إلى التجفاف مما يجعل المريض أكثر عرضة لجفاف الفم ـ بالإضافة لذلك فإن السكتة الدماغية قد تسبب أيضاً جفاف الفم حتى وإن كانت الغدد اللعابية تعمل بشكل كافٍ ويعود ذلك إلى تقلص القدرة على إدراك الأحاسيس الفموية ـ حدوث تلف للعصب أو التعرض لصدمة أو إصابة على الرأس أو الرقبة مما قد يؤثر على الأعصاب التي تزود الإحساس للفم و ينتج عنها الإحساس بجفاف الفم ـ ضيق التنفس قد يحدث نتيجة القلق أو نوبة فزغ، مما يؤدي لجفاف الفم، لكن في بعض الأحيان فإن ضيق التنفس قد يكون مؤشر على وجود مشكلة صحية كامنة مثل الأزمة القلبية ـ غالباً ما يحدث جفاف الفم في الحمل أو فترة الإرضاع ويكون نتيجة التجفاف أو التقلبات في مستوى الهرمونات ويرافقه غالباً الغثيان.
* أعراض جفاف الفم
الإحساس بجفاف الفم والبلعوم ـ العطش المتكرر ـ صعوبة التحدث أو المضغ أو البلع ـ زيادة الحاجة لتناول السوائل للقدرة على البلع ـ ضعف حاسة التذوق ـ تشقق الشفاه ـ جفاف العين ـ بحة في الصوت ـ يصبح لون اللثة باهت ـ الصداع والدوار ـ رائحة الفم الكريهة ـ جفاف المجاري الأنفية ـ السعال الدائم ـ جفاف زوايا الفم ـ الغثيان ـ التقرحات الفموية ـ لسان أبيض يدل على وجود عدوى الفطريات مثل الخميرة أو داء المبيضات ـ الشعور بحرقة أو وخز في الفم واللسان والبلعوم ـ نزف اللثة ـ تسوس الأسنان.
* علاج جفاف الفم
ينبغي علاج سبب جفاف الفم إن كان ذلك ممكناً، وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من جفاف الفم الناجم عن تناول أدوية لا يمكن إيقافها أو تبديلها بأدوية أخرى، فيمكن تعديل مواعيد تناولها لتكون في النهار بدلًا من الليل، لأن جفاف الفم ليلاً يزيد أكثر من خطر تسوس الأسنان بالمقارنة مع جفاف الفم نهاراً، وفي حال توفر أشكال سائلة من الصنف الدوائي، فمن الأفضل اعتمادها بدلًا من الحبوب أو الكبسولات. يجب تجنب الأصناف الدوائية التي تحتاج إلى أن توضع تحت اللسان قدر الإمكان. يجب على المرضى شرب كميات وافرة من المياه قبل ابتلاع الكبسولات والأقراص الدوائية أو حتى قبل وضع أقراص النتروغليسرين تحت اللسان. كما ينبغي على المريض تجنب استخدام مزيلات الاحتقان ومضادَّات الهيستامين.
ـ يكون ذلك عن طريق علاج السبب، بما في ذلك إيقاف المريض من تناول العقاقير المسببة لجفاف الفم إن كان ذلك ممكناً
ـ يمكن في بعض الأحيان وصف أدوية تزيد من إنتاج اللعاب
ـ وصف سوائل بديلة عن اللعاب
ـ اتباع قواعد النظافة الفموية والعناية بالأسنان بصورة منتظمة.
التعليقات مغلقة.