عداد د. مبارك أجروض
يقوم الكثيرون بزيارة الطبيب بشكل دوريّ بهدف الاطمئنان على حالتهم الصحية وتقييمها، ويتخلل ذلك أخذ عينة دم وعينة بول لإجراء مجموعة من الفحوصات الشاملة التي يراها الطبيب مناسبة لتقييم صحة الشخص بشكل عام، أو إجراء فحوصات تفصيلية إضافية حسبما تستدعي الحالة، إذ تُعتبر نتائج الفحوصات أحد المؤشرات التي يُستدل منها على صحة الشخص وسلامته. ليس الرجل بحاجة إلى إحصاءات تخبره أن الرجال هم أقل زيارة لعيادات الأطباء من النساء، فالنساء أكثر مراجعة للطبيب من الرجال بنسبة 100% لإجراء فحوصات، وأشعة، وطلب استشارات صحية وقائية، على الرغم من أنهن أقل عرضة للوفاة من أحد الأسباب العشرة للوفاة.
يتراجع العديد من الرجال على مر السنين عن زيارة الطبيب الذي فحصهم وهم أطفال وبين أول حالة صحية لهم وهم في خمسينياتهم، ولا ينبغي عليهم أن ينتظروا حتى يأخذهم الذعر على صحتهم حتى يراجعوا الطبيب، فإن فحوصات الصحة الوقائية تكون للرجال الأصحاء، كما أن هذه الزيارات يمكن أن تؤدي أيضًا إلى اكتشاف سرطانات خطرة في وقت مبكر بما يكفي لإنقاذ الأرواح. وهذه هي الفحوصات التي يجب أن تجريها الرجل في الوقت الحالي.
<< فحوصات من الضروري إجراؤها كل عام
* فحص السكر في الدم
من الضروري إجراء فحوصات سنوية لمستويات الغلوكوز بالنسبة للرجال لتقليل احتمال الإصابة بأمراض قلبية كبيرة. ومرض السكري، مرض مزمن يتميز بارتفاع نسبة السكر في الدم، ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من المضاعفات مثل تلف الكلى وعدم القدرة على الانتصاب بسبب تلف الأعصاب. ويعد اختبار الغلوكوز السنوي أفضل طريقة لتشخيص مرض السكري قبل أن يصبح أكثر تقدمًا. يمكن إدارة بدايات مرض السكري بشكل مناسب مع النظام الغذائي والتمارين الرياضية. وإذا لم تكن إدارة نمط الحياة مع النظام الغذائي والتمارين كافية، فهناك أدوية عن طريق الفم و/أو حقن بالأنسولين.
* فحص الجلد
الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي من سرطان الجلد، أو الذين يعانون من حروق شمس كبيرة عندما كانوا أصغر سنا، معرضون لخطر الإصابة بسرطان الجلد. إن سرطان الجلد يمكن أن يؤثر على الرجال في أي عمر، لذا فمن المهم جداً إجراء فحوصات جلدية سنوية من قبل طبيب الأمراض الجلدية، وفي المنزل، يجب على الرجال أن يراقبوا عن كثب الشامات والوحمات، إذ يمكن أن تدل التغييرات الطفيفة على المسببات، والانتباه لاستخدام واقيات الشمس بصورة متواصلة فهي أمر بالغ الأهمية.
* اختبار مستضد البروستاتا النوعي L’antigène prostatique spécifique
يصاب واحد من كل سبعة رجال بسرطان البروستاتا، وبخلاف سرطان الجلد، فإن سرطان البروستاتا هو الشكل الأكثر شيوعًا للسرطان لدى الرجال الأميركيين. وإن اختبار مستوى مستضد البروستاتا النوعي في الدم APS، بالإضافة إلى فحص المستقيم اليدوي، هي أفضل طريقة للكشف عن سرطان البروستاتا. يجب فحص جميع الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 50 و70 عامًا سنويا، وإذا كان لدى الرجل تاريخ عائلي من سرطان البروستاتا أو تاريخ غير معروف، يجب أن يبدأ اختبار APS عند سن الأربعين.
* اختبارات كل 3 سنوات
تنظير القولون للرجال (والنساء) فوق سن الخمسين، حيث يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون، وتشمل عوامل الخطر الأخرى، بالإضافة إلى عمر الشخص، التاريخ الطبي لمرض التهاب الأمعاء أو اتباع نظام غذائي ترتفع فيه الدهون الحيوانية. إذا لم يكن لدى الرجل تاريخ عائلي لسرطان القولون، فيجب إجراء فحص للقولون في سن الخمسين، ويتم إجراء فحص القولون المستقبلي كل ثلاث إلى10 سنوات، بناءً على نتائج كل تنظير للقولون.
* فحوصات كل 4 سنوات
فحص ضغط الدم والكوليسترول: ارتفاع ضغط الدم هو السبب الأول في الإصابة بالجلطة عند الرجال، وهو أمر خطير للغاية إذا ترك دون إدارته. كما أن ارتفاع الكوليسترول يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاكل خطيرة في القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. العديد من الصيدليات المحلية قادرة على فحص ضغط دمك دون الحاجة إلى موعد، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 20 سنة يجب أن يخضعوا لفحص الكولسترول كل ثلاث إلى خمس سنوات، ثم سنوياً بعد سن الخمسين.
<<فحوصات تجرى مع كل فرصة يتم الحصول عليها
* مخطط صدى القلب
يتم اكتشاف العديد من عوامل الخطر القاتلة مع اختبار بسيط للكولسترول ومراقبة ضغط الدم، وكذلك إدارة الوزن. ولكن إذا كان هناك تاريخ عائلي لأمراض قلبية، أو إذا كنت تعرف بالفعل أن لديك ارتفاعا في مستوى الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن تضمن اختبارات صدى القلب أو اختبارات الجهد القلبي تلافي حدوث تلف كبير في القلب.
* اختبار أنزيمات الكبد
اختبار أنزيم الكبد هو جزء من فحص الدم العادي ويبحث عن أي ضرر للكبد يمكن أن يأتي من مصادر مختلفة، بما في ذلك الكحول. من المهم بالنسبة للرجال أن يتم فحص هذه الأنزيمات، لأنها يمكن أن تكون عالية بسبب الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، واستهلاك الكحول، والاضطرابات الالتهابية، واضطرابات الغدة الدرقية، والسمنة، وبعض السميات.
* اختبار هرمون تحفيز الغدة الدرقية Hormone stimulant la thyroïde
تساعد الغدة الدرقية كل خلية في جسمك عن طريق إفراز الهرمونات التي تنظم عملية الأيض. وأي تغييرات في الهرمونات التي تنتجها يمكن أن تؤثر على حياة الرجل، وتسبب زيادة الوزن، والخمول، والإرهاق، أو التعب. ويمكن إجراء اختبار عن طريق الدم يسمى اختبار هرمون تحفيز الغدة الدرقية (HST) من قبل الطبيب للتحقق من وظيفة الغدة الدرقية. وكثير من أعراض الغدة الدرقية سواء تدني أو فرط النشاط هي للأسف أعراض يشعر بها العديد من الرجال ولكنهم يعتبرونها جزءاً طبيعياً من الحياة. ولكن إذا أظهر الاختبار وجود حالات غير طبيعية، فيمكن عادة إصلاحها من خلال العلاج.
* فحص الرئة
سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطانات التي يمكن الوقاية منها، وفي تسعين في المائة من الحالات، يوجد سرطان الرئة في الأشخاص الذين يدخنون. أما البقية فهم عادة أشخاص لديهم استعداد وراثي لتطويره الورم أو الأشخاص الذين تعرضوا للدخان السلبي أو المواد الكيميائية الحارقة. والوقاية أمر أساسي، لأنه غالباً ما يكون اكتشاف سرطان الرئة نتيجة عرضية لعمليات الكشف التي تتم لأسباب أخرى، كما أن فحص سرطان الرئة أمر مثير للجدل، لأن الفحوصات التي تستخدم للكشف تستخدم جرعة عالية من الإشعاع. لذا فإن خبراء سرطان الرئة يبحثون في الجرعات المنخفضة من الأشعة المقطعية، والتي قد تستخدم مستقبلًا لفحص سرطان الرئة، ولا يُنصح بالأشعة السينية السنوية كأداة للفحص.
<< العيش في حياة أكثر صحية
هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن أن تقي الرجال من الإصابة بالأمراض، مثل:
ـ ممارس التمارين الرياضية: ممارس التمارين ثلاث أو أربع مرات كل أسبوع، لمدة 30 إلى 45 دقيقة، ويفضل أن تشمل التمارين مزيجاً من تمارين القلب والأوعية الدموية وتدريبات تقليل الوزن.
ـ اتباع نظام غذائي متوازن: تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون ويشتمل على مزيج من الخضار والفاكهة والبروتين والألياف واللحوم الخالية من الدهون والكربوهيدرات المعقدة، وقلل من الأطعمة السريعة والسكريات المضافة.
ـ شرب الماء: المحافظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب كميات كافية من السوائل.
ـ تجنب التدخين: 90% من تشخيص سرطان الرئة في الأشخاص الذين يدخنون. التدخين يزيد أيضا من خطر العديد من أنواع السرطان الأخرى والأمراض المزمنة.
ـ أخذ الكفاية من النوم: يحتاج الجسم إلى حوالي سبع ساعات في الليلة على الأقل.
ـ اجتناب شرب الكحول.
التعليقات مغلقة.