في ظل حالة الجفاف ونذرة المياه التي يعرفها المغرب، والتي اقتضت تدخلا ملكيا لإعلان حالة الاستنفار المائي والانكباب على إيجاد حلول لمشكلة نذرة المياه، وترشيد استهلاك هاته المادة الحيوية، عكس التيار هذا افتتحت شركة “الديار” القطرية، ملعبا جديدا للغولف بمنطقة شواطئ “هوارة” بطنجة، والذي شيد على مساحة 110 هكتار، أطلق عليه اسم نادي “هوارة للغولف”.
والسؤال المطروح هنا ليس عن المنشأة في حدة ذاتها، بل في لامسؤولية المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي والشأن العام، فهل يعقل في ظل الأزمة الخانقة التي يعرفها قطاع المياه، وحالة الاختناق والعطش التي تحيط باحتياجات المواطنين من هاته المادة الحيوية، وضمنها إقليم طنجة، أن تتفثق عبقرية المسؤولين بالترخيص لمشروع يستنزف كل الطاقة المائية الممكنة.
المشروع حضرت فعاليات إعلان بداية تمشيطه للفرشاة المائية “وكالة المغرب العربي للأنباء” دون أن تتساءل أو تضع سؤالا حول الهذر المائي الذي ستحدثه هاته المنشأة الرياضية على أهميتها، في ظل واقع مائي صعب، وتوجيهات ملكية بالاقتصاد في استعمال الماء، وإطلاق برنامج وطني كبير لتحلية المياه واستثمار الإمكانات المائية السطحية والجوفية لتحقيق الاكتفاء الذاتي المائي، والإجابة على احتياجات المواطنين من هاته المادة في العالمين الحضري والقروي.
علما أن هاته المنشأة الرياضية تتطلب سقي ملعب الغولف الذي “يتواجد بمنطقة خضراء وغابوية بين مدينتي طنجة وأصيلة تطل على المحيط الأطلسي، ويتوفر على 18 حفرة وملعب آخر مضاء يتكون من 9 حفر، إلى جانب عدد من البنايات على مساحة 2000 متر مربع” بكميات هائلة من المياه في عز الأزمة.
وضع وصفه ناشطون في مجال البيئة ب “الانتحار” في ظل أزمة مناخ قاتلة، وأزمة جفاف تغزو العالم وضمنها المغرب، وعلى قول المثل العربي “آش خصك الالة، قالت خصني الغولف أمولاي”.
التعليقات مغلقة.