التقت أصوات شعرية معاصرة، ليلة الجمعة 29 بمقر دار الشعر بمراكش (المركز الثقافي الداوديات) لتخط قصيدتها في ليلة خصصت لنصوص الذات وشعريتها. فقرة “أصوات معاصرة”، والتي تنظمها دار الشعر بمراكش، تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب، قطاع الثقافة، ضمن برمجتها الشعرية، عرفت مشاركة الشعراء: مصطفى قلوشي، زبيدة أوبحو، صلاح الدين بشار. فيما رافقت فرقة ثنائي “صبا الجنوب” (أنس العروسي، وجلال احمدة)، في مصاحبة موسيقية أضفت المزيد من ألق الشعر على اللقاء.
أصوات معاصرة، تنفتح من خلالها دار الشعر بمراكش على المنجز الشعري اليوم، من خلال أصواته الجديدة، ونافذة على أصوات شعرية من راهن الشعر المغربي، أمست اليوم، تفتح آفاقا جديدة للقصيدة وتجاربها. وهي أحد الفقرات الثابتة في برنامج دار الشعر بمراكش، نافذة على الشعر المغربي المعاصر اليوم، من خلال أقلامه الجديدة والتي ترسم أفق الشعر المغربي ومستقبله. وهي رهان للكشف عن تمثلات جيل جديد من الشعراء المغاربة، لوظيفة الشعر في عالم اليوم، خصوصا مع هذا الحراك اللافت السنوات الأخيرة، والذي قدم الكثير من الأسماء الشعرية وأضحت رافدا من روافد مستقبل الشعر المغربي.
قرأ الشاعر مصطفى قلوشي، صاحب دواوين (غارات الجنون، زنابق سوداء، سماء جاحدة، ليس إلا، بقليل من الجظ)، بعضا من منجزه الشعري، في سفر بين دواوينه، يقول في شعرية العزلة:
“تليق بك هذه العزلة
الغابة التي تحمل
عبء الأرض على أكتافها
لا تأبه لفأس حطاب
غير أنها تدرك فداحة الخسارة
إن كفت العصافير عن الغناء..”
وجاءت الشاعرة زبيدة أوبحو، من مدينة النوارس والريح الصويرة، كي ترسم بكلماتها، هذه الذات الباحثة عن التجلي، صاحبة ديوان وجع الصدى، ترى أن:
“المشاعر في تشرين الثاني
ورقة على حافة غصن
ترتجف وحيدة”
وانتقل الشاعر صلاح الدين بشار، في حوارية بين ذاته والكلمات، حين ترى في الميثولوجيا بعضا من الكشف. الشاعر حين ينتقل بين تجارب الكتابة من الشذرة الى أنماط أخرى، يعبر اليوم الجسر وحيدا..
” أعبر جسر النار المعلق/ بين جمر الخطو وغصة الأحباب،/ ما عادوا يودعون بالمناديل :/ جفت المآقي والسكك ، / سوى صفير يفح من صليل ظهيرة / تعج بالدم والسياط والوحل المعجون/ بسواد الكمد ونفخ السنوات العجاف/ تأكل زاد الطريق ..”
التعليقات مغلقة.