إعداد مبارك أجروض
يعتبر فيروس كورونا مجموعة من الفيروسات التي تؤثر على القناة التنفسية للثدييات، بما في ذلك البشر، هذه الفيروسات هي المسؤولة عن 15-30% من حالات نزلات البرد. لكن لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب ! بل قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مهددة للحياة. وبعض أنواع فيروسات كورونا تنتقل بين الحيوانات، وبعضها ينتقل بين الحيوانات والبشر، والبعض الآخر ينتقل من شخص لشخص آخر.
* أعراض العدوى بفيروس كورونا
يؤدي فيروس كورونا بشكل أساسي إلى أعراض نزلات البرد. وفي بعض الأحيان من الممكن أن يؤدي لأمراض القناة الهضمية خاصةً لدى الأفراد اليافعين والصغار. وتتضمن الأعراض الشائعة للعدوى بفيروس كورونا ما يلي: سيلان الأنف ـ الصداع ـ السعال ـ التهاب البلعوم ـ ارتفاع درجات الحرارة والحمى ـ الشعور بالإعياء والتعب العام.
وفي حالات نادرة، يسبب فيروس كورونا أمراض خطيرة الالتهاب الرئوي ـ صعوبة في التنفس ـ متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد ـ متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ـ وفي الحالات الأكثر شدة، يؤدي إلى فشل الأعضاء. على سبيل المثال، الفشل التنفسي أو الفشل الكلوي أو حتى الوفاة.
* بداية ظهور فيروس كورونا
تم اكتشاف فيروس كورونا للمرة الأولى عام 1937، في القصبة الهوائية للطيور المصابة بالفيروس. مما أدى إلى خطورة عالية على مخازن الدواجن. وعلى مدى أكثر من 70 عاماً، وجد الباحثون أن فيروسات كورونا تصيب الحيوانات بما في ذلك الفئران والجرذان والكلاب والقطط والخنازير. أما فيروسات كورونا التي تصيب البشر، أول مرة تم اكتشافه كان عام 1960. حيث وجد في أنف مريض بنزلات البرد. ثم تم اكتشاف ستة أنواع من فيروسات كورونا هي الممرضة للإنسان. وفي عام 2002 انتشر وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد في 37 دولة، أولها الصين. وأدى إلى إصابة أكثر من 8000 شخص ووفاة أكثر من 750 حالة. ومن بعد ذلك انتقل فيروس كورونا في بادئ الأمر من الحيوانات. معظم المرضى الذين تم تشخيصهم بالمرض، إما كانوا يعملون في أسواق بيع المأكولات البحرية، أو ممن يتسوقون في كثير من الأحيان من سوق المأكولات البحرية في وسط المدينة الصينية. هذا المركز يبيع أيضاً الحيوانات الحية والمذبوحة حديثاً ! والعائل المضيف الأول المسبب للعدوى بفيروس كورونا يعود غالباً للخفافيش.. إن الفيروسات الجديدة المسببة للعدوى المزعجة عادةً ما تنشأ في الحيوانات المضيفة، كما هو الحال لدى فيروس الإيبولا وفيروس الانفلونزا مثلاً. وفي 31 دجنبر 2019، ظهرت العديد من حالات الالتهاب الرئوي في مدينة ووهان في الصين. وتم تأكيد أن الحالات سببها نوع جديد من فيروسات كورونا التي لم يسبق اكتشافها لدى البشر سابقاً، وهذا النوع الجديد من فيروسات كورونا يعرف باسم فيروس كورونا 2019 (the 2019 Novel Coronavirus or 2019-nCoV).
* فترة حضانة المرض
تتمثل فترة حضانة العدوى بفيروس كورونا 2019، بأسبوعين (14 يوم) بعد التعرض للفيروس. فقد تم تأكيد إصابة أول حالة عدوى في كندا في 25 يناير 2020، لدى شخص كان قد زار مدينة ووهان في الصين مؤخراً. وظهرت عليه أعراض المرض بعد 14 يوم. وبعد يومين (في 27 يناير 2020) تم تأكيد إصابة زوجته بالعدوى كذلك. فقد كانت نتيجة فحوصاتها إيجابية أي أنها تحمل العدوى أيضاً !
* كيفية انتقال العدوى:
معظم حالات العدوى لدى البشر تحدث غالباَ خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع.
ـ خلال السعال والعطاس، في حال عدم تغطية الفم والأنف جيداً. فتتناثر قطرات اللعاب في الهواء وينتشر الفيروس.
ـ مصافحة اليد أو الاتصال المباشر مع الشخص المصاب بالفيروس. مما يؤدي لانتقال الفيروس من شخص لآخر.
ـ لمس الأسطح أو الأشياء الملوثة بالفيروس. ثم لمس الأنف أو الفم أو العين.
ـ في حالات نادرة قد ينتقل الفيروس عبر البراز. في حال لمس الوجه بعد قضاء الحاجة وعدم غسل اليدين جيداً.
* في حال العدوى بفيروس كورونا
إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة لأعراض نزلات البرد. بإمكانك حماية الأفراد المحيطين بك من انتقال العدوى لهم من خلال:
ـ البقاء في المنزل فترة المرض.
ـ تجنب الاتصال المباشر مع الآخرين
ـ تنطيف وتعقيم الأشياء التي تلمسها والأسطح.
ـ تغطية الفم والأنف بواسطة منديل أثناء السعال أو العطاس. ومن ثم رمي المنديل في القمامة وغسل اليدين جيداً.
* كيف يتم تشخيص العدوى بفيروس كورونا ؟
يتم تشخيص المرض من قبل الطبيب أو مقدمين الرعاية الطبية بالاعتماد على الأعراض والفحوصات المخبرية. في بعض الحالات، من الضروري الحصول على كافة معلومات سفر المريض والدول التي زارها مؤخراً.
* علاج العدوى بفيروس كورونا
حتى الآن لا يوجد علاج محدد للقضاء على العدوى. فمعظم الأفراد الذين يعانون من العدوى الشائعة لفيروس كورونا يتماثلون للشفاء من تلقاء أنفسهم. تعتمد فترة الشفاء من المرض على قوة الجهاز المناعي. ومعظم حالات الوفاة حدثت لدى الأفراد الذين يعانون من مناعة ضعيفة على اعتبار أن الالتهاب الرئوي في هذه الحالة سببه فيروسي. إذاً لن تفيد المضادات الحيوية في علاج المرض. فبعد قدوم المريض للمشفى، يتم الحصول على الدعم اللازم للتعزيز صحة الرئتين وغيرها من الأعضاء المتضررة. بالإضافة لضرورة الحصول على السوائل اللازمة. ومن الضروري استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن إذا كنت تشكو من أي أعراض أو إذا سافرت مؤخراً للمناطق التي تواجه حالات العدوى خاصةً الصين. في غالب الأحيان يقترح الطبيب اتخاذ بعض الخطوات التي تساعد على تخفيف الأعراض. نشير إلى أنه كلما خضع المريض للعلاج في وقت باكر، تكون فرصة الشفاء والتعافي سريعاً أكبر.
* كيفية الوقاية من العدوى بفيروس كورونا
ـ تنصح منظمة الصحة العالمية باتخاذ الخطوات التالية للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، خاصةً أنه لا يوجد لقاح بعد، للوقاية من المرض والحد من انتقال الفيروس.
ـ غسل اليدين بشكل متكرر باستخدام الماء الدافئ والصابون، أو المحلول المطهر لليدين الذي يحتوي على الكحول.
ـ تغطية الفم والأنف بواسطة المنديل أثناء العطاس أو السعال.
ـ استخدامات كمامات للوجه عند التواجد في الأماكن المزدحمة. إن ارتداء كمامات للوجه لتغطية الفم والأنف، قد تحدّ من انتقال العدوى بفيروس كورونا لكنها لا تمنعها.
ـ تجنب الاتصال المباشر مع أي شخص لا يبدو بصحة جيدة (خاصةً من يعاني من ارتفاع درجات الحرارة أو السعال)
ـ التماس العناية الطبية مباشرةً إذا كان الشخص يعاني من الحرارة أو السعال أو صعوبة التنفس. وإعلام الطبيب في حال سفره مؤخراً لخارج البلاد.
ـ تجنب الاتصال المباشر مع الحيونات أو الأسطح التي على تماس مباشر مع الحيوانات، خاصةً عند زيارة الأسواق التي تحتوي على الحيونات في الدول المتضررة (الصين).
ـ تجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهية جيداً.
ـ التماس كافة أساليب النظافة أثناء العامل مع اللحوم النيئة أو الحليب أو أعضاء الحيوانات لتجنب التلوث أو انتشار العدوى من الطعام غير المطهي. وارتداء قفازات أثناء التعامل مع اللحوم النيئة.
يشير الخبراء أن أفضل طريقة للوقاية من الجراثيم الممرضة التي تنتقل في الهواء مثل فيروس كورونا أوغيره، هي بغسل اليدين بشكل متكرر. وتجنب لمس الوجه أو العينين قدر الإمكان. وتجنب الاحتكاك مع أي فرد تبدو أعراض المرض ظاهرة عليه.
التعليقات مغلقة.