أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أعوان السلطة عماد الدولة على المستوى الداخلي للبلاد لكن تظل الحلقة الأضعف بهرم وزارة الداخلية

الدارالبيضاء - أحمد أموزك

الدارالبيضاء – أحمد أموزك

 

المقدم كرتبة، او عون السلطة، هي مهنة ليست لديها قوانين تؤطرها ، و لا مهام محددة ، فعون السلطة تسند له جميع المهام التي يتشارك فيها الموظفون و رجال الامن و الإستعلامات  و المخبرون ، بحيث لا يمكنه عصيان أي أمر كيفما كان، و تحت أي ظرف من الظروف، لذلك و في أغلب الأحيان يفرض عليه بأن يدير للمواطن ظهره ، إذا اقتضى الأمر ، و بالمقابل فإن المواطن لا يعرف ظروف اشتغال عون السلطة ، و هذا ما يجعل المواطن لا يلتمس له الأعذار .

 

فعون السلطة، أو المقدم، يشتغل وفق نظام خاص لا يرتبط بالنظام الأساسي للوظيفة العمومية ، رغم أنه يعتبر عماد الدولة على المستوى الداخلي ، و فئة أعوان السلطة يسهرون على الأمن و الاستقرار و التنمية المحلية ، وعبر جهاز أعوان السلطة يكون التخطيط الإنمائي في الأقاليم و الجهات ، و عبرهم يتم التنفيذ و التنزيل بناء على متطلبات الساكنة من “مدارس ، و مستشفيات ، و طرق و مناطق خضراء ….الخ” .

 

غير انه في الفترة الأخيرة اعتمدت وزارة الداخلية على عمليات كبيرة عبر توظيف أكبر عدد من المقدمين ، عبر تجنيدهم في عمل الإدارة ، و جعلهم بالمكاتب بدل الدوائر و الأحياء السكنية .

 

المقدم له إرتباط قوي و دائم بدائرة إشتغاله ، ينقل لرؤسائه المباشرين كل المعلومات ، و في بعض الأحيان غير مجبر بمعرفة مدى أهميتها من عدمه ، لرئيسه المباشر حق تمييزها و تكييفها  .

 

عون السلطة رجل المهام الصعبة و المجند للقيام بأية مهام ، لا يهمه التوقيت الزمني، بل هو مجبر على تنفيذ التعليمات ، فهو دائم اليقظة و على إستعداد تام في أي لحظة و على أهبة دائمة ليلا و نهارا ، عيون متفتحة على كل الاحوال من خلال توظيفه لحراس السيارات و بائعي ” الديطاي ” و كل عيونه بالمنطقة .

 

بالإضافة إلى عمله ” المقدم ” بتقديم الوثائق الإدارية و التواصل مع المجتمع المدني و تقديم تقارير عن أنشطة المساجد و خصوصا خطبة يوم الجمعة ، و حضور اجتماعات و أنشطة الجمعيات، و كل الحركات و السكنات بنفوذ منطقته ، فضلا عن مراقبة و تتبع اشغال البناء و الأنشطة الفلاحية ، نظافة الأحياء و الأزقة السكنية، دون أن ننسى العمل الجبار الذي قام به خلال فترة جائحة كورونا  .

 

لكن يظل اشتغال ” عون السلطة ” مبهما في ظل عدم تفعيل نظام أساسي لعمله ، و منعه من ممارسة حقه النقابي للدفاع عن حقوقه الوظيفية، لذا يظل الحلقة الأضعف بهرم وزارة الداخلية .

التعليقات مغلقة.