أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“أفيخاي أدرعي” العاهرة التي تحاضر عن الشرف

رضا سكحال

وجه المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، يوم أمس الخميس، عبر حسابه على منصة “إكس”، رسالة إلى الشعب اللبناني.  قال فيها: “إلى اللبنانيين، لقد خذلتم لبنان بتقاعسكم، ألم يحن الوقت ليعلو صوت الحق منكم؟ لبنان فيروز، صباح، ووديع الصافي…كيف لشعب عريق ومثقف أن يكون ضحية لإرهاب يحمل أيديولوجية تعود إلى العصر الحجري؟”.

وأضاف،  “لطالما كان الشعب اللبناني رمزًا للثقافة والمعرفة، فكيف لشعب ساهم في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن يصبح تحت سيطرة حزب لا يعرف قيمة الإنسان ولا يحترم حقوقه؟”.

اعتقد أن “أفيخاي” يا إما مجنون منذ أن كان نطفة في رحم أمه، أو حتى قبل أن يقتحم جدار رحمها، كما اقتحم الجيش الذي يتحدث باسمه مساكن مدن الفلسطينيين  ويروعهم. وإما أن ناطق  جيش الاحتلال يتعاطى المخدرات. وفي كلتا الحالتين يعتبر الأمر هلوسة، وجب وضع حد لها.

أتعلم أن سكان الشرق الأوسط كانو يعيشون في سلام، اللبنانيين والسوريين، المصريين والفلسطينيين، كل هؤلاء كانوا يستمتعون بالحياة، يحبون السلام، لا يسعون للقتال، يكرهون الدماء…القصة يا “أفيخاي” ابتدأت منذ أن  باع لكم “بلفور” أرضا لا حق لكم بها.

روعتم المنطقة بعاصباتكم، وارتكبتم المجازر، أول من  قطع الرؤوس، كان أجدادك، وأول من قتل النساء الحوامل، كان من تحمل جيناتهم، وأول من سفك برك الدماء بوحشية منقطعة النظير كان بني صهيون يا “أفيخاي”.

افتح كتاب التاريخ، طالع أيها الكسول أحداثه، إقرأ عن مجازركم، عن مذابحكم، عن اغتيالاتكم، عن بطشكم، عن تجبركم…

سأذكرك بقوس أفتحه، لعل العاهرة التي تقطن داخلك، تشعر بقيل من الحياء، فتصمت، وتريحنا من ثرثرتك:

  • مجزرة حيفا الأولى، والتي حدثت في السادس من مارس سنة 1937، ألقى أفراد عصابتكم قنبلة على سوق حيفا، مما أدى إلى استشهاد 18 مواطناً عربياً، وأُصيب 38 آخرين بجراح.
  • مجزرة القدس، كانت في السادس من ديسمبر سنة 1937، ألقى أحد عناصر عصابتكم الصهيونية قنبلة على سوق الخضار المُجاور لبوابة نابلس في مدينة القدس، مما أدى إلى استشهاد عشرات من المواطنين العرب، وإصابة الكثيرين بجراح.
  • مجزرة حيفا الثانية، والتي حدثت في السادس من يوليو عام 1938، فجر أجدادك سيارتين ملغومتين في سوق حيفا، مما أدى إلى استشهاد 21 مواطنًا عربيًا، وجُرح 52 آخرين.
  • مجزرة يافا \ السرايا القديمة، كانت في شهر أبريل ستة 1948، كان الهدف من العملية هو الاستيلاء على الأحياء العربية في حيفا و كان حدثًا هامًا في المراحل الأخيرة من حرب التطهير العرقي في فلسطين مما أدى إلى الحرب العربية الإسرائيلية 1948.
  • مجزرة صبرا وشاتيلا، سنة 1985، حيث تم نسف أحد الملاجئ، الذي كان يحوي مئات الشيوخ والأطفال والنساء، ماتوا جميعا ، تبعها في 18 يونيو 1985 خروج الفلسطينيين من حرب المخيمات، إذ خرجوا من المخابئ بعد شهر كامل من الخوف والحصار والجوع، والذي دفعهم لأكل القطط والكلاب ، وخرجوا ليشهدوا حطام بيوتهم التي هدم 90% منها وذهب 3100شخص بين قتيل وجريح و 15 ألف من المهجرين أي 40% من سكان المخيمات.

هذه لمحة بسيطة عن ما اقترفتم بحق الشعب الفلسطيني، أما عن المجازر التي شهدتها خلال التاريخ الراهن، فأنت أدرى بها.

يا “أفيخاي”، فيروز تنتمي لصف المقاومة، تتمنى لكم الزوال، كغيرها من ملايير هذا العالم، هي التي غنت للقدس، وغنت ليافا، ولحيفا، وللبنان ولشعبها، ولسوريا، حتة ابنها زياد، لا يتردد في قصفكم بأغانيه، بعد أن رضع من ثدي أمه الكرامة.

الكرامة، التي لا تعرف عنها شيء، لأن المحتل يفتقدها، فيروز أشرف من أمثالك، حتى وديع الصافي، لو كان يملك القدرة لحمل السلاح ضدكم، أتعرف لماذا؟

لأنه محب للحياة. يغني للفرح، يرقص للبهجة، وأنتم أعداء الحياة، تسلبون البسمة من الشعوب، جعلتم من منطقة الشرق الأوسط منطقة كئيبة تنفيذا لأوامر أسيادكم. دمرتم مستقبل شعوبها، عبثهم بالأمن العام العالمي، ارتكبتم المجازر، جل وزرائكم حمقى ومختلين.

ولن أذكرك بالسيدة جوليا بطرس، لأن أطرافكم ترتعد جبنا حين يذكر اسمها…هي التي تغني للبندقية وللمقاومة…

أنتم من أدخلتم المنطقة في نفق مظلم، وها أنتم مصرون على إكمال مسلسل إجرامكم، والمضي في طريق حقارتكم.

يا “أفيخاي”، أنت كالعاهرة التي تحاضر عن الشرف، مع الاعتذار لها، لكونها لم تستعمر بلدا، أو تقتل كائنا، أو تخرب مدينة، أو ترمي بقنبلة، أو تطلق رصاصة، أو تهدد منطقة…فاقد الشيء لا يعطيه يا ناطق الاحتلال.

أضحكتني حين ذكرت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، شيء مفرح حقا، أنك ما زلت تتذكر هذا الإعلان، وجيشك أحرق صكوكه حين أحرق غزة. ومزق أوراقه، حين مزق شعبها، وعرى سطوره وتنكر لها، حين عرى الأسرى واغتصبهم، وحين رمى الجثة من فوق المباني والأسطح.

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.