أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أمراض التهابات اللثة..

إعداد مبارك أجروض

يعتبر التهاب اللثة من الأمراض الطفيفة والشائعة في اللثة (مرض الأنسجة المحيطة بالأسنان) التي تسبب الهياج والاحمرار والانتفاخ (الالتهاب) في اللثة، وهو الجزء المحيط بجذور أسنانك من لثتك، من المهم أخذ التهاب اللثة بجدية ومعالجته دون إبطاء. التهاب اللثة، ولربما لا يلاحظ الشخص أنه مصاب بالتهاب اللثة. ولكن من المهم أن يتعامل المصاب به بجدية ويعمل على علاجه على الفور. فالتهاب اللثة قد يؤدي إلى مرض أكثر خطورة بكثير، وهو التهاب دواعم الأسنان، وينتهي بفقدان الأسنان.

* أعراض مرض التهاب اللثة

وتكون اللثة السليمة قوية ولونها وردياً فاتحاً. وإذا كانت اللثة لديك منتفخة وحمراء قاتمة وتنزف بسهولة، فقد يكون لديك التهاب اللثة. ونظراً لأن التهاب اللثة من النادر أن يكون مؤلماً، فقد تكون مصاباً بالتهاب اللثة من دون أن تكون على علم بذلك، وتشمل علامات التهاب اللثة وأعراضه تورم اللثة، انتفاخ اللثة وليونتها، انحسار اللثة، أحياناً، ألم باللثة، نزيف اللثة بسهولة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو بالخيط، ويظهر ذلك أحياناً على شكل احمرار أو لون وردي على الفرشاة أو الخيط، تغير لون اللثة من اللون الوردي الصحي إلى اللون الأحمر القاتم ورائحة كريهة من الفم.

*أسباب مرض التهاب اللثة

يكمن السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب اللثة في سوء نظافة الفم، وهو ما يشجع على ظهور لويحات الأسنان. واللويحة هي طبقة رقيقة لاصقة غير مرئية تتكون بشكل رئيس من البكتيريا. وتتشكل اللويحات على أسنانك عندما تتفاعل النشويات والسكريات الموجودة في الطعام مع البكتيريا الموجودة بصورة طبيعية في الفم. وتزول اللويحات عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يومياً على الأقل وبالخيط مرة واحدة يومياً. ويلزم الأمر إزالة اللويحات يومياً لأنها تعود إلى التشكل بسرعة، عادة خلال 24 ساعة.

ويمكن للويحات التي تمكث على الأسنان أكثر من يومين أو ثلاثة أيام أن تزداد صلابة تحت خط اللثة وتتحول إلى قلح الأسنان (الجير). ويمكن لجير الأسنان أن ينشأ أيضاً من المحتوى المعدني الموجود في اللعاب. ويزيد الجير من صعوبة إزالة اللويحات ويشكل طبقة حامية للبكتيريا. وفي العادة لن تستطيع التخلص من جير الأسنان بتنظيفها بالفرشاة أو بالخيط ـ ستحتاج إلى قيام اختصاصي أسنان بتنظيفه حتى تتم إزالته، وكلما طال وجود اللويحات والجير على أسنان، زاد التهيج الذي يُحدثانه للثة، وخصوصاً الجزء المحيط بقواعد الأسنان. وبمرور الوقت، تصبح اللثة منتفخة وتنزف بسهولة. وكذلك قد ينتج عنه نخر الأسنان (تسوس الأسنان).

*عوامل خطورة مرض التهاب اللثة

إن التهاب اللثة مرض شائع، ويمكن أن يظهر لدى أي شخص. وفي البداية، يعاني الكثير من الأشخاص مشكلات في اللثة أثناء فترة البلوغ ثم تختلف درجة شدتها طوال الحياة. ومن العوامل التي يمكنها زيادة خطر الإصابة بالتهاب اللثة؛ سوء نظافة الفم، تدخين التبغ، داء السكري، التقدّم في السّن، نقص المناعة بسبب سرطان الدم أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية(VIH)  متلازمة العوز المناعي المكتسب (السيدا) أو غيرها من الحالات، بعض الأدوية، العدوى ببعض الفيروسات أو الفطريات، جفاف الفم، التغيرات الهرمونية، مثل التغيرات المرتبطة بالحمل أو بالدورة الشهرية أو باستخدام حبوب تنظيم النسل، سوء التغذية، سوء استعمال العقاقير، تركيبات الأسنان غير المتسقة.

*مضاعفات مرض التهاب اللثة

يمكن أن يتطور التهاب اللثة غير المعالج إلى مرض في اللثة ينتشر إلى النسيج الموجود تحتها وإلى العظم (التهاب دواعم الأسنان)، وهي حالة أكثر خطورة يمكنها أن تؤدي إلى فقدان الأسنان، وكذلك قد يؤثر التهاب دواعم الأسنان وسوء نظافة الفم بشكل عام في الصحة العامة للجسم. وقد تكون الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان مرتبطة بالحالات التالية، رغم أن هذا الأمر لم يتضح بالكامل ـ ولم يحسم الباحثون بعد ما إذا كان مرض التهاب دواعم الأسنان يسبب بالفعل أياً من الحالات من عدمه؛ الأزمة القلبية، السكتة الدماغية، أمراض الرئة والولادة المبكرة أو وضع طفل ذي وزن منخفض عند الولادة، وذلك بالنسبة للنساء.

*تشخيص مرض التهاب اللثة

وفي العادة يشخص طبيب الأسنان التهاب اللثة استناداً إلى الأعراض فضلاً عن فحص الأسنان واللثة والفم واللسان. وسيبحث طبيب الأسنان عن اللويحات والجير على الأسنان ويفحص مدى احمرار اللثة وانتفاخها وقابليتها للنزيف. وإذا لم يجد طبيب الأسنان سبباً واضحاً لإصابتك بالتهاب اللثة، فقد يوصيك بالخضوع لتقييم طبي للكشف عن وجود أي حالات صحية أخرى وراء الإصابة.

*الوقاية من مرض التهاب اللثة

تكمن الطريقة المثلى للوقاية من التهاب اللثة في اتباع برنامج جيد لنظافة الفم والأسنان، يبدأ في بداية العمر ويستمر مدى الحياة. ومن أجل تنظيف كامل بالفرشاة أو الخيط، ينبغي أن تستمر عملية التنظيف من ثلاث إلى خمس دقائق. ويساعد التنظيف بالخيط قبل التنظيف بالفرشاة على إزالة بقايا الطعام والبكتيريا التي حررها الخيط. ويتعين عليك زيارة طبيب الأسنان أو المتخصص في تنظيف الأسنان بصورة منتظمة للحصول على تنظيف متخصص للأسنان، ويكون ذلك عادة كل ستة إلى 12 شهراً. وإذا كانت لديك عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية إصابتك بالتهاب اللثة، فقد تكون بحاجة إلى الحصول على تنظيف متخصص للأسنان على فترات أقل تباعداً.

التعليقات مغلقة.