وفي مستهل خطبته، ذكر خطيب الجمعة بأن المسلمين يعيشون هذه الأيام، “زمن ركن من أركان الدين” هو ركن الحج، مما يحتم ذكر قدره ومعناه، “حيث تتجه أنظار المسلمين في كل مكان وتتشوق نفوسهم وتهفو قلوبهم وأفئدتهم إلى أداء فريضة الحج وسنة العمرة، وزيارة قبر المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام”.
وأوضح أن للحج “منافع جلية ومقاصد عظيمة من أبرزها تطهير النفس من الذنوب والمعاصي، لتصبح أهلا لفضل الله تعالى وإكرامه في الدنيا والآخرة، ولتبلغ هذه النفس مرتبة التقوى الموصلة إلى الفوز بأعلى الجنان”.
وأضاف أن من أعظم مناسك الحج، الوقوف بصعيد عرفات الذي يشهد أكبر تظاهرة إيمانية للحجيج، تلبية لدعوة رب العالمين، وأذان إبراهيم الخليل، ويوم عرفة يوم مشهود، يباهي الله تعالى فيه ملائكته بعباده الصادقين. إنه يوم الحج الأكبر الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام “الحج عرفة”.
وأشار الخطيب إلى أن الحج يشكل لقاء للعبادة ومؤتمرا للتعارف والتآلف والتآزر، مشددا على أن حصول هذه الفوائد والمنافع والاستفادة منها مشروط بتوفر عدة أمور، منها “ضرورة حضور الإخلاص لله عز وجل في هذه العبادة الجليلة. ومن ذلك أيضا اعتماد النفقة الحلال، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”.
وأبرز خطيب الجمعة أن من الشعائر الفضلى في هذه الأيام المباركة، أضحية العيد، هذه السنة العظيمة التي ترمز إلى الطاعة المطلقة لله تعالى، وهي سنة مؤكدة في حق المستطيع القادر على توفير ثمنها، أما العاجز الفقير فقد عفا عنه الدين، ولم يلزمه الشارع الحكيم بالأضحية.
وذكر بأنه قد صح في الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين، واحد عن نفسه وأسرته، والثاني عمن لم يضح من أمته، هداية منه عليه أزكى الصلاة والسلام إلى التخفيف عن الضعفاء.
وفي ختام خطبة الجمعة، ابتهل الخطيب، إلى العلي جلت قدرته بأن ينصر أمير المومنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يسدد خطاه، ويحقق مسعاه، وأن يجزيه عن رعاية أركان الدين خير الجزاء، وأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير السعيد مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى الله بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين الجليلين محمد الخامس والحسن الثاني، وأن يطيب ثراهما، ويكرم مثواهما.
التعليقات مغلقة.