د/ موفق السباعيٍ
إن الدعاء هو: مخ العبادة، بل هو العبادة. وفي الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير( الدُّعاءُ هو العِبادةُ ).
وكل العبيد – حينما يصابون بضائقة، أو يقعون في مصيبة، أو يتعرضون لخطر داهم، لا حيلة لهم في دفعه – يتوجهون إلى الله تعالى؛ يدعونه بحرقة ولوعة، واستغاثة مخلصة وصادقه؛ ليكشف عنهم ذلك البلاء.
والله تعالى يصور هذا المشهد البشري الخائف المتذلل المتواضع المستكين إلى الله أروع تصوير ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢) ﴾ يونس.
الملايين دعوا الله في رمضان
ومن أجل ذلك، فإن ملايين المسلمين – سواءً أكانوا سوريين أم سواهم – قد دعوا الله تعالى في رمضان، وفي العيد، وانهمرت الدموع من مآقيهم؛ فجرت أنهاراً وبحاراً، ولا يزالون يدعونه.. أن يحطم، ويفتت نظام طاغوت الشام، وأن يعجل بالفرج المبين على الجميع..
التعليقات مغلقة.