أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أهمية الكربوهيدرات في الغذاء الصحي

إعداد مبارك أجروض

تعتبر الكربوهيدرات من العناصر الغذائية المثيرة للجدل إلى حد كبير خاصة في أيامنا الحالية. حيث تشير المبادئ التوجيهية الغذائية إلى أننا نحصل على حوالي نصف احتياجنا من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات.من ناحية أخرى، يدعي البعض أن الكربوهيدرات تسبب الاصابة بالسمنة والنوع الثاني من مرض السكري، وينبغي على معظم الناس تجنبها، والحقيقة هي أن هناك جانب من الصحة في ادعاءات كلا الجانبين، ويبدو أن مدى الحاجة إلى الكربوهيدرات يعتمد إلى حد كبير على حاجة الفرد منها حيث يشعر بعض الناس أن صحتهم أفضل عند تناول كميات أقل من الكربوهيدرات، في حين أن البعض الآخر لا يواجه أي مشاكل صحية عند أكل الكثير من الكربوهيدرات.

والحقيقة أن الكربوهيدرات ليست سيئة إلى هذه الدرجة، فقد يكون بعضها أفضل صحيًا من أنواع أخرى. وغالبًا ما يُنظر للكربوهيدرات نظرة سيئة، وبالأخص عندما يتعلق الأمر بزيادة الوزن. ولكن الكربوهيدرات ليست سيئة بمجملها. وبسبب فوائدها الصحية العديدة، فيجب أن يكون للكربوهيدرات مكان في نظامك الغذائي. في الواقع، يحتاج الجسم إلى الكربوهيدرات لتعمل وظائفه بشكل جيد. ولكن قد تكون بعض الكربوهيدرات مفيدة لك عن غيرها. افهم المزيد عن الكربوهيدرات وكيف تختار الكربوهيدرات الصحية.

* تعريف الكربوهيدرات

الكربوهيدرات هي أحد أنواع العناصر الغذائية الكبرى، كما سبق ذكره، الموجودة في العديد من الأطعمة والمشروبات. وتوجد معظم الكربوهيدرات بشكل طبيعي في الأطعمة ذات الأصل النباتي، مثل الحبوب. يضيف مصنعو المواد الغذائية أيضًا الكربوهيدرات إلى الأطعمة المصنعة في صورة نشا أو سكر مضاف.

تتضمن المصادر الطبيعية المتوفر بها الكربوهيدرات ما يلي:

ـ الفاكهة

ـ الخضراوات

ـ الحليب

ـ المكسرات

ـ الحبوب

ـ البذور

ـ البقوليات

* أنواع الكربوهيدرات

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الكربوهيدرات:

ـ السكر

السكر هو أبسط أنواع الكربوهيدرات. يتوفر السكر بصورة طبيعية في بعض الأطعمة، مثل الفواكه والخضراوات والحليب ومنتجاته. تتضمن أنواع السكر؛ سكر الفاكهة (الفركتوز) وسكر المائدة (السكروز) وسكر الحليب (اللاكتوز).

ـ النشا

النشا هي صورة معقدة للكربوهيدرات، حيث إنها مصنوعة من عدة وحدات سكر ممزوجة ببعضها. يوجد النشا بشكل طبيعي في الخضراوات والحبوب والفاصوليا الجافة المطهية والبازلاء.

ـ الألياف

الألياف أيضًا من الكربوهيدرات المعقدة. توجد الألياف بشكل طبيعي في الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والفاصوليا الجافة المطهية والبازلاء.

غالبًا ما تظهر مصطلحات مثل “كربوهيدرات منخفضة” أو “كربوهيدرات صافية” على ملصقات المنتجات، ولكن لم تُنظم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هذه المصطلحات، لذا لا يوجد معنى قياسي لها. عادةً يُستخدم مصطلح كربوهيدرات صافية للدلالة على كمية الكربوهيدرات في المنتج باستثناء الألياف أو باستثناء الألياف والكحوليات السكرية.

ربما تكون قد سمعت أيضًا عن المؤشر الجلايسيمي. يقوم المؤشر الجلايسيمي بتصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات حسب إمكانية رفع تلك الأطعمة لمستوى سكر الدم.

الأنظمة الغذائية لتقليل الوزن وفقًا للمؤشر الجلايسيمي عادةً ما توصي بالحد من الأطعمة الأعلى في المؤشر الجلايسيمي. وتتضمن الأطعمة ذات أعلى تصنيف نسبي في المؤشر الجلايسيمي البطاطس والذرة، والخيارات الصحية الأقل مثل أطعمة الوجبات الخفيفة والحلويات التي تحتوي على دقيق مكرر. هناك العديد من الأطعمة الصحية في أسفل المؤشر الجلايسيمي، مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضراوات والفاكهة ومنتجات الألبان قليلة الدسم.

* كمية الكربوهيدرات التي يحتاجها الجسم

توصي المبادئ التوجيهية للنظم الغذائية للأمريكيين بأن تُشكل الكربوهيدرات نسبة تتراوح بين 45 إلى 65 بالمائة من مجموع السعرات الحرارية اليومية. لذا، إذا حصلت على 2000 سعر حراري في اليوم، فينبغي أن يكون بين 900 إلى 1300 سعر حراري من الكربوهيدرات. وهذا يعني حصولك على ما بين 225 إلى 325 جرامًا من الكربوهيدرات في اليوم.

يمكنك إيجاد محتوى الكربوهيدرات من الطعام المعلب على ملصق الحقائق الغذائية. يوضح ملصق الحقائق الغذائية إجمالي الكربوهيدرات، وهي تتضمن النشا والألياف والكحوليات السكرية والسكر الموجود طبيعيًا والمضاف. ربما أيضًا تُدرج هذه الملصقات إجمالي الألياف والألياف الذائبة والسكر بشكل منفصل. ربما أيضًا يمكنك إيجاد حاسبات للمواد الغذائية عبر الإنترنت أو إيجاد معلومات على موقع الويب الخاص بالمُصنع.

* أهمية الكربوهيدرات للصحة

برغم النظرة السيئة للكربوهيدرات، إلا أنها مهمة لصحتك لعدة أسباب.

ـ الكربوهيدرات كمصدر للطاقة

يستخدم الجسم الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة. يتم تكسير السكريات والنشويات إلى سكريات بسيطة أثناء عملية الهضم، ثم يتم امتصاصها في مجرى الدم فيما يعرف باسم سكر الدم (جلوكوز الدم). ومن هنا، يدخل الجلوكوز إلى خلايا الجسم بمساعدة الأنسولين. يستخدم الجسم بعض الجلوكوز للحصول على الطاقة التي تقويك للقيام بجميع الأنشطة، سواء ممارسة رياضة العدو أو حتى التنفس ذاته. يتم تخزين الجلوكوز الزائد في الكبد والعضلات وغيرها من الخلايا لاستخدامه لاحقًا أو يتم تحويله إلى دهون.

ـ الكربوهيدرات للوقاية من المرض

تقترح بعض الأدلة أن الحبوب الكاملة والألياف الغذائية من الأطعمة الكاملة تساعد على تقليل خطورة إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية. أيضًا قد تقي الألياف من السمنة وداء السكري من النوع الثاني. الألياف ضرورية أيضًا لبلوغ أفضل صحة للهضم.

ـ الكربوهيدرات للتحكم في الوزن

أوضحت الشواهد أن تناول كميات وفيرة من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة قد يساعدك على التحكم في وزنك. حيث تساعد كتلتها ومحتواها من الألياف على التحكم في الوزن أكثر من خلال الشعور بالشبع من سعرات حرارية أقل. وعلى عكس الشائع عن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كربوهيدرات منخفضة، هناك دراسات قليلة جدًا توضح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات الصحية تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.

* اختيار الكربوهيدرات بحكمة

تعتبر الكربوهيدرات جزءًا ضروريًا لأي نظام غذائي صحي، كما أنها توفر العديد من المواد الغذائية المهمة. لكن الكربوهيدرات متفاوتة في مقدار نفعها. فيما يلي كيفية تناول كربوهيدرات صحية في نظام غذائي متوازن:

ـ التركيز على الفواكه والخضراوات الغنية بالألياف

اختر الفاكهة والخضراوات الكاملة والطازجة والمجمدة والمعلبة بدون سكر مضاف. فهي خيارات أفضل من عصائر الفاكهة والفاكهة المجففة، والتي تعتبر مصادر مركزة من السكر الطبيعي وبالتالي تحتوي على المزيد من السعرات الحرارية. أيضًا، تضيف الفاكهة والخضراوات الكاملة الألياف والماء والامتلاء، مما يساعدك على الشعور بشبع أكثر باستخدام سعرات حرارية أقل.

ـ اختيار الحبوب الكاملة

تعتبر الحبوب الكاملة أفضل مصدر للألياف والعناصر الغذائية المهمة الأخرى، مثل السيلينيوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم، أكثر من الحبوب المكررة. تخضع الحبوب المكررة لعملية يتم التخلص خلالها من أجزاء من الحبوب – بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية والألياف.

ـ الالتزام بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم

يعتبر الحليب والجبن والزبادي ومنتجات الألبان الأخرى مصادر جيدة للكالسيوم والبروتين، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى. ومع ذلك، اختر المنتجات قليلة الدسم منها، للحد من السعرات الحرارية والدهون المشبعة. وانتبه لمنتجات الألبان التي بها سكر مضاف.

ـ الحرص على تناول المزيد من الفاصوليا والبقوليات

إن البقوليات -والتي تشمل الفاصوليا والبازلاء والعدس – من ضمن أكثر الأطعمة تغذية وتنوعًا. وتعتبر البقوليات عادة قليلة الدسم؛ ولا تحتوي على الكوليسترول، وغنية بالفولات والبوتاسيوم والحديد والماغنيسيوم. كما أنها تحتوي على الدهون المفيدة والألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان. ولأنها مصدر جيد للبروتينات، يمكن أن تكون البقوليات بديلاً صحيًا للحوم والتي تحتوي على دهون مشبعة وكوليسترول أكثر.

ـ الحد من السكر المضاف

على الأرجح لا يعتبر الكميات القليلة من السكر المضاف ضارة. ولكن لا توجد فائدة صحية من استهلاك أية كميات من السكر المضاف. في الواقع، قد يؤدي الإفراط في السكر المضاف، كما هو الحال مع السكر الطبيعي في بعض الحالات، إلى مشكلات صحية مثل تسوس الأسنان، وسوء التغذية وزيادة الوزن.

لذلك، اختر الكربوهيدرات التي تستهلكها بحكمة. يجب الحد من الأطعمة المضاف لها سكر والحبوب المكررة، مثل المشروبات السكرية والحلويات والحلوى، حيث إنها غنية بالسعرات الحرارية وبها القليل من المواد الغذائية. بدلاً من ذلك، تناول المزيد من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.

التعليقات مغلقة.