أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أوبك تؤكد أن منطقة جنوب شرق آسيا تمثل محورًا استراتيجيًا في مستقبل الطاقة العالمي

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

في تصريحات هامة خلال مؤتمر الطاقة في آسيا 2025 الذي انطلق في كوالالمبور، أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، أن منطقة جنوب شرق آسيا باتت تمثل محورًا استراتيجيًا لمستقبل الطاقة العالمي، خاصة في ظل التسارع الحاصل في تحولات القطاع وتزايد الطلب الإقليمي على مصادر طاقة مستدامة، آمنة، وتكلفتها معقولة.

وتناول الغيص في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي يُقام على مدى ثلاثة أيام ويجمع خبراء وصناع قرار من مختلف دول العالم، التحديات المتعلقة بالتوازن بين أمن الطاقة، والاستدامة، والقدرة على تحمل التكاليف، مؤكدًا على ضرورة الاستثمار المستدام في قطاع النفط لضمان استمرارية الإمدادات وتلبية الطلب المتزايد.

وأشار إلى أن منظمة أوبك تقدر الحاجة إلى استثمارات بقيمة 17.4 تريليون دولار أمريكي حتى عام 2050، منها حوالي 640 مليار دولار سنويًا، بهدف دعم عمليات المنبع والمصب ضمن سلسلة القيمة للطاقة، لضمان استقرار الأسواق العالمية.

وفي سياق حديثه عن مزيج الطاقة العالمي، ذكر الغيص أن النفط لا يزال يمثل حوالي 30% من هذا المزيج، مما يجعله مصدرًا حيويًا في حياة الإنسان اليومية، على الرغم من التقدم الكبير في مشاريع الطاقة المتجددة. وأوضح أن العالم يحتاج إلى نهج شامل يجمع بين جميع مصادر وتقنيات الطاقة لتحقيق أهداف تحول الطاقة.

كما توقّع أن تواصل منطقة آسيا، وخصوصًا دول الآسيان، قيادة النمو العالمي في استهلاك الطاقة بحلول عام 2050، حيث من المتوقع أن تستحوذ على 70% من هذا النمو، مع إضافة أكثر من 800 مليون سيارة، يتوقع أن ثلثها ستكون كهربائية، إلى أسطول المركبات.

وفيما يتعلق بالمدن الجديدة، أوضح الغيص أن التمدن السريع سيؤدي إلى انتقال نصف مليار شخص إلى مدن جديدة بحلول 2030، أي ما يعادل إنشاء 50 مدينة بحجم كوالالمبور خلال خمس سنوات فقط، وهو ما يضاعف الطلب على الطاقة بشكل كبير.

وفي سياق التعاون، أكد الغيص أن استقرار أسواق الطاقة يعزز بيئة الاستثمار، مشيدًا بالشراكة المستمرة بين منظمة أوبك ودول الآسيان، وخاصة ماليزيا التي كانت من أوائل الأعضاء الداعمين ضمن إطار (أوبك+)، والتي تعتبر نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الدول المصدرة والمستوردة للطاقة.

وشدد على أن اتفاق باريس للمناخ يهدف إلى خفض الانبعاثات من جميع المصادر، مع التأكيد على أن الاعتماد الحصري على مصادر الطاقة المتجددة لن يكون كافيًا لتلبية الطلب العالمي المتزايد. واستعرض المبادرات الطاقوية لدول أوبك، مثل السعودية التي تهدف لإنتاج 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030، والإمارات التي تستثمر في مشاريع الطاقة الشمسية والنووية.

وفي الختام، أشار إلى أن توقعات أوبك تشير إلى ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 24% بحلول 2050، مع استمرار آسيا في تسجيل أعلى معدلات النمو في الاستهلاك. وأكد الغيص على أهمية اتباع مسارات متعددة لتحقيق مستقبل نظيف وآمن للطاقة، مشددًا على أن لا مسار واحدًا لتحول الطاقة ولكن الحاجة إلى جمع كل المصادر والتقنيات في سبيل بلوغ أهداف الطاقة المستدامة.

ويشهد مؤتمر الطاقة في آسيا 2025 مشاركة أكثر من 180 متحدثًا وأكثر من أربعة آلاف مشارك من صناع القرار والخبراء، حيث يناقش قضايا السياسات، والتقنيات، والاستثمارات في مجال تحول الطاقة، وذلك تحت شعار «تحقيق طاقة آسيا».

التعليقات مغلقة.