أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أول حالة غش يتم ضبطها عبر جهاز ذكي في امتحانات البكالوريا بتيزنيت

بقلم: حسن هرهار

في مشهد غير مسبوق داخل مراكز الامتحانات بمدينة تيزنيت، تم صباح اليوم الجمعة تسجيل أول حالة غش تم ضبطها بواسطة جهاز إلكتروني متطور تم تجريبه لأول مرة في المدينة خلال الدورة الاستدراكية للبكالوريا.

الجهاز الجديد، الذي تم تثبيته بهدوء داخل قاعات الامتحان، رصد إشارات مريبة في اللحظات الأولى من الامتحان، قبل أن يحدد مصدرها بدقة. بعد عملية تحقق دقيقة، تم ضبط مرشح بحوزته وسيلة إلكترونية غير مرخصة، ليتخذ رئيس المركز الإجراءات القانونية مباشرة، وسط دهشة بعض الحاضرين.

مصدر من داخل المركز وصف التجربة بـ”الناجحة”، مؤكدا أن الجهاز اشتغل بكفاءة عالية وتمكن من الكشف عن محاولة الغش دون أي ضجيج أو تعطيل لسير الامتحان.

التكنولوجيا تطرق أبواب تيزنيت

الجهاز لا يشبه أي وسيلة مراقبة تقليدية. فهو عبارة عن وحدة ذكية لرصد الموجات والإشارات، متصلة بنظام تتبع داخلي يسمح بالتدخل الفوري عند تسجيل أي نشاط مشبوه.
ووفق ما أفاد به إطار تربوي كان حاضرا أثناء الواقعة، فإن “الجهاز استطاع رصد محاولة الغش بدقة، وحدد موقعها دون الحاجة لتفتيش عشوائي أو تدخل يدوي”.

هذه التقنية الجديدة، التي تستخدم لأول مرة في تيزنيت، جاءت استجابة لتحديات الغش المتطور، خصوصا في ظل انتشار الوسائط الإلكترونية الخفية.

تيزنيت تثبت مرة أخرى ريادتها

ليست هذه المرة الأولى التي تثبت فيها تيزنيت قدرتها على التجديد في قطاع التعليم. المدينة التي عرفت دائما بانضباط مراكزها ونزاهة أطرها، قررت اليوم أن ترفع السقف في معركة الشفافية داخل فضاءات الامتحان.

العديد من التلاميذ عبروا عن ارتياحهم، معتبرين أن هذه الخطوة تعزز تكافؤ الفرص وتمنح الأفضلية للمجتهدين. “من الجيد أن يكون هناك نظام ذكي يحمي تعبنا من التلاعب”، تقول مرشحة من داخل أحد المراكز.

بين الحذر والارتياح

في المقابل، لم تخل الأجواء من بعض الترقب، إذ تحدث مراقبون عن ضرورة التوعية المسبقة بمثل هذه الأجهزة لتفادي التوتر وسط المترشحين.
“الجميع كان يعلم أن المراقبة ستكون مشددة، لكن دخول التكنولوجيا بهذا الشكل كان مفاجئا”، يعلق أحد الأساتذة، مضيفا أن “ما جرى اليوم في تيزنيت قد يكون بداية لمرحلة جديدة تماما في محاربة الغش”.

تيزنيت، المدينة التي لطالما اعتبرت نموذجا في التنظيم والتدبير، تخطو اليوم بثقة نحو مستقبل امتحانات أكثر نزاهة. لم تكن مجرد تجربة تقنية، بل كانت رسالة واضحة.

التعليقات مغلقة.