أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

إجوكاك التي في البال

عبد الاله الجوهري

انجرف التراب ومات بضع رجال ونساء وأطفال، وبعد؟..
لا شيء غير صمت الصفحات والمواقع والقنوات، إلا من خبر جد مقتضب، ودعاء بالمغفرة والرحمة للأموات، ولاشيء آخر سوى مزايدات بعض الفاشلين الذين لايميزون بين الحدث والحدث، ولا بين أن تعلن تضامنك مع تونس في رحيل رئيسها، أو موت فنان من حجم فاروق الفيشاوي، أو أن يكون لك أصدقاء في الجزائر التي يكرهونها، أو تكون لك مشاعر خاصة تتميز عن مشاعرهم المتكلسة…

ضحايا، أو لنقل شهداء بشكل أصح، ماتوا تحت التراب، لأن الدولة المغربية لها في أجندتها السياسية والإجتماعية ما هو أهم من الإنسان، لها مشاكلها في المحافظة على الوضع الإعتباري للبرلمانيبن، ومشاكل كيفية إقناع الناس بفضائل الساعة الإضافية، وإشكالية تحرير أسعار بعض المواد وإسكات أصوات الحقوقيين، والإجهاز على مجانية التعليم، وترسيخ الفرنسية بدل لغة البلاد.. ، وهلما جرا من القرارات الحكيمة التي جرت بلدنا جرا للمرتبة 128 ضمن مؤشر التنمية العالمي..

شهداء إجوكاك يشبهون شهداء انتفاضة الكوميرا( حسب تعبير المقبور إدريس البصري) الذين لم يطلب منهم أحدا التظاهر ضد الزيادات في أسعار الخبز، فساكنة إجوكاك كذلك لا أحد طلب منهم ركوب حافلة مهترئة أو المرور وقت انهيار التراب، كما لا أحد أجبرهم على أن يكونوا مغاربة يعيشون في قمم الجبال الماكرة لأن هناك مدن فسيحة، ولا أحد طلب منهم أن يكونوا فقراء لأن الفقر مذلة في بلد يمتلك كل الثروات، نعم لا أحد لا أحد، ما داموا يعيشون في بلد الحريات المضمونة والزيادات المرهونة بقرارات البنك الدولي وتعاليمه الحكيمة في جر المغرب لأسفل الترتيب التنموي العالمي…

رحم الله شهداء انهيار التراب ، وعزاؤنا في مسؤولينا الذين لا يشبعون من الزيادات في الأجور والتعويضات وامتلاك الحصانة التي تقيهم ذل السؤال أو المساؤلة..
رغم ما سبق، أعترف أنني مغربي وأفتخر..

التعليقات مغلقة.