أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظروا الساعة..

عبد الحكيم نوكيزة*

إلى حد الساعة، لم يصدر رد فعل علني على الاقل من قبل وزارة الصحة العمومية على الاستقالة الجماعية التي قدمها 130 طبيبا في الدار البيضاء، احتجاجا على الوضع المتردي للمستشفيات العمومية على جميع المستويات.

وزارة الصحة التي الصمت إزاء هذه الاستقالة،كان المفترض أن تكون اول من ترعبه هذه الخطوة التي غامر بها هذا العدد الهائل من الأطباء، ليس فقط لأن الأمر يتعلق ب130 طبيبا، ولكن لأن صمتها يعني عدم الاهتمام بانعكاسات هذه الاستقالة على مصير ازيد من 10000مريض، باعتماد مقياس توزيع الساكنة على عدد الأطباء في المغرب.

وكان المفترض ان يكون للوزارة رد فعل سريع ،ثانيا،لان الاستقالة كانت جماعية،وما اجتمعت الأمة على ضلال.وكان عليها ان تتحرك ثالثا وتكون أكثر من يصيبه الرعب،لان هؤلاء المستقيلين حركتهم ضمائرهم المهنية وليس مطالبات بتحسين أوضاعهم المعيشية التي لا تسر هي الاخرى صديقا ولا تفيض عدوا.

ثم رابعا، كان على الوزارة أن تتحرك لأن هذه الخطوة جاءت عشية فضح رسمي لواقع الصحة العمومية من قبل المجلس الأعلى للحسابات، ومضامين هذا التقرير تؤكد كلها أن ما يحتج عليه الأطباء ومرضى المملكة من إهمال وعطالة تجهيزات وسوء ترشيد للموارد البشرية، وسوء اجراة لنظام راميد، ومواعيد عرقوب التي تعطى للمرضى، والتي قال تقرير جطو إنها تصل إلى 10 اشهر،والحقيقة انها أكثر من ذلك بكثير إذا احتسب تجديد موعد بموعد اخر.

يمكننا أن نقدم ألف سبب يفرض على وزارة الصحة ان تتحرك، لتقول للرأي العام ما تفكر فيه على الأقل، لمعالجة اختلالاتها الخطيرة، لكن الواضح انه لانية لما يسمى وزارة الصحة حتى في إشغال نفسها حتى بمجرد التفكير في هذه الواقعة،أحرى أن تجد حلولا للواقع.

لقد تمت قبل حوالي سنة إقالة وزير طبيب، لم يقتنع الراي العام بأسباب إزاحته ولا بكفاءة المستقدم إلى القطاع من مكتب للتشغيل.

ولذلك كان من حق البعض أن يتساءلوا ما اذا كانت الدولة قررت تحويل وزارة الصحة إلى مكتب للتشغيل؟ وتساءل آخرون ما إذا كانت الدولة قد فوتت هذا القطاع الاستراتيجي إلى حزب رديف في الحكومة ليحل به صراع أنك الداخلية؟ وذهب البعض إلى أبعد من ذلك فرضية أن يكون الغاضب في حكومة الظل على صديقه القديم، وراء تعيين الأكثر فشلا في هذا الحزب على رأس قطاع اجتماعي بامتياز، ليسلط على هذا الحزب غضب الامة وينهي وجوده، ولا بأس أن يكون ذلك على حساب مرضى المملكة السعيدة؟

أي هذه الاحتمالات أقرب إلى الحقبقة؟ الله أعلم، لكن الثابت الذي لا خلاف عليه، هو أن الأمور في هذا البلد قد أسندت إلى غير أهلها.. وانتظروا الساعة.

التعليقات مغلقة.