الدكتور جواد مبروكي
أذني تلتقط دوما في الأحاديثالمغربية الدعاء الآتي “وَ اللهيْسْهّْلْ عْليكْ أبنتي وْ يْجيبْ ليكْشي وْلْد الناس يْسْتْرْكْ“،لصالح الإناثسواء عازبات أومطلقات. والذي يزعجني فيهذا الدعاء هو ” لِ ْيسْتْرْكْ“! أتساءل عن أي شيء سيسترهاالرجل؟ يزعجني كذلكلأنهيذكرني بنصيحة أسمعها بعدأي مصيبة قام بها شخص مامن المحيط القريب “اِوَ سْتْرْ ماسْتْرْ الله“. ولهذا أتساءل عن أيمصيبةتقوم بها الإناث لكينطلب لهن بالتعجيل في الزواجلكي يسترهن الرجال؟
قبل عرض تحليلي، أدعو المرأةالعربية أن تتوقف عن طلبالمساواة في الحقوق بينالجنسين لأنني أعتبر هذاتقصيراً في حقالرجل، وعليهاأن تطالب أوّلا بتفوقها وتميُّزهاعليه تحت شعار “إِذا كانتالمرأة عورة فالرجل أعور“.
يحتوي التحليل على نقطتين،الأولى حول العيوب الوهميةلدى المرأة والثانية حول واقعالرجل وعيوبه الكثيرة والتيتكتمها المرأة“وْكَ تْسْتْرُو“.
1- أسباب هلوسة عيوب المرأةالتي يجب سترها
أ– لأنها أنثى؟
بالنسبة للذكر المغربيوالعربي، المرأة “ناقصة” فيكل الأمور كما نسمعهبالتكرار“المرأة ناقصة ديناوعقلا“. وكأن للمرأة “إعاقات”كثيرة وهي في حاجة للرجللكي ينقذها ويصلح لها كلإعاقاتها و “يسترها“. لكنأتساءل، إذا كانت المرأة معاقةفعلا، فهي في حاجةللحمايةمن الناحية القانونية وكل ماتقوم به لصالح الذكر وإرضائهيجب أن يُعتبر استغلالاإجراميا لشخص معاقويصبح حينئذ كلالأزواجمجرمين؟
ب– لأنها عورة؟
تُعتبر المرأة ناقصة وعورة وفيحاجة لمن يحميها ويسترعورتها. ولهذا وجب عليهاالجلوس في البيت وإذا خرجتمنه يجب عليها أنتستتربألبسة معينة لحمايتها منالاغتصاب الجنسي من طرفالرجل الذي هو في تمام العقلوالحكمة والقوة. ولكن أتساءل،كيفللمرأة أن تكون عورةومعاقة وناقصة وتُشكل فيالحين خطراً على توازن إيمانالذكور لأنهم ضعفاء أمام امرأةكلها عيوب؟ فمنالمعاق هنا؟الرجل أم المرأة؟ ومن الضعيفوالقوي؟ الرجل أم المرأة؟ منالذي يجب أن يستر ضعفهوإعاقته، الذكر أم الأنثى؟
رغم كل الدلائل التي نراها فيالعالم و التي تبرهن عن قوةالمرأة وتفوقها على الذكر في كلالميادين، السياسيةوالاقتصادية والعلوم،ونرىالمرأة الأستاذة الجامعيةوالوزيرة والمحامية والطبيبةوالمهندسة ورائدة فضاءورئيسة دولة، لا زال الذكور فيمجتمعاتناالعربية يشهرون أنالمرأة عورة وناقصة عقلا وديناويفرض عليها أن تستتر بأكفانسوداء في حياتها قبل أنتستتر بأكفان بيضاء.
ت– لأن لها بكرة؟
رغم أن 20% من الإناث تولدبدون بكرة فكل فتاة بدونهاتُعتبر مصيبة عظمى. وأتساءل، إذا كانت الأنثىمعاقة وناقصة عقلاودينافلماذا نحكم عليها بهذهالصرامة؟ وإذا فقدت بكرتهافهي غير مسئولة عن هذا لأنهاناقصة ومعاقة وحتى لو حدثهذا بإرادتها،تبقى قاصرة. إذا،لا بد وأن هناك رجلا استغلتأخرها الذهني وإعاقتهاواستغلها جنسيا ويستحقالسجن.
2- عيوب الرجل
في الواقع، المرأة هي التيتستر عيوب الذكر و سوف أذكركالتالي نوعين فقط:
أ– الضعف الجنسي
عِلميا المرأة أقوى من الذكرجنسيا. مثلا بعد انتهاءالعلاقة الجنسية، الذكر فيعجز كامل أن يكرر علاقةجنسية أخرى للتو،ويحتاجوقتا من الاستراحة. وهذا الوقتيختلف من ذكر إلى آخر، بينبضعة دقائق إلى ساعاتوحتى بعض أيام. أماالمرأة،باستطاعتها تكرير العلاقةالجنسية الواحدة تلوىالأخرى وبدون انقطاع. فيالواقع المرأة أجدر بالزواج بعدةرجال لأنها قادرةعلى إرضائهمجنسيا بأكملهم في نفس الليلةمما يستحيل على الذكر.
دائما في المجال الجنسيالرجل يعاني بسرعة مع مرورالسنين بالضعف الجنسيمقارنة مع المرأة. كما أنه يعانيمن عقدة حجمقضيبه.
نرى هنا أن المرأة هي التيتستر عيوب الرجل ولا تبوحبها لأن فكرها ونظرتها للزواجمختلفة عن الذكر ومتطورة جدالأن اهتماماتهاالأساسية فيالحياة الزوجية لا تقتصر علىالجنس على غرار الرجل.
ب– عجز الذكر عن العيش بدونامرأة
المرأة تفوق الرجل في النضجالعاطفي والذهني ولهااستقلالية عظيمة أكثر بكثيرمن الرجل. وبإمكانها الحياةبدون رجل وأن تحققتوازنهاالعاطفي وحتى الجنسي. أماالذكر يستحيل عليه العيشبدون امرأة ويرى نفسه ضائعا كطفل صغير بدون أمّ. وهذه مسألة طبيعية. نرى مثلاالزوجة بعد فقدان زوجها لا تتزوج مرة ثانية في معظم الأوقات وترعىأطفالها حتى مماتها. أما الزوج الذي يفقد زوجته، غالبا ما يتزوج مرةثانية وفي نفس السنة. نرى هنا ضعف الذكر وحاجته لمن يستره.
في الواقع كان على الدعاء أن يكون كالتالي “وَ الله يْجيبْ ليكْ اَوْلْدي شيامرأة لِ تْسْتْرْ عْيوبْك”!
خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربيوالعربي
التعليقات مغلقة.