إسبانيا تعلن فك ارتباطها التكنولوجي مع إسرائيل وتنهي صفقات الأسلحة بقيمة 287 مليون يورو

أعلنت الحكومة الإسبانية اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 عن قرارها التاريخي بوقف كافة التعاونات التكنولوجية والعسكرية مع إسرائيل، بالإضافة إلى إلغاء عقود الأسلحة التي تشمل تصنيع 168 مدفعًا و1680 صاروخًا مضادًا للدبابات من طراز “Spike LR2” بقيمة إجمالية تصل إلى 287 مليون يورو. يأتي هذا التحول في سياق استراتيجية “الانفصال التكنولوجي” الذي يهدف إلى تعزيز السيادة الوطنية وتقليل التبعية للتكنولوجيات الأجنبية، خاصة في ميدان الدفاع.

ورغم الإعلان الرسمي عن تعليق الصفقات، جاءت المفاجأة حين كشفت تقارير عن استمرارية تنفيذ بعض العقود السرية، الأمر الذي أثار انتقادات حادة داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية. وفي رد فعل عملي على ذلك، أعلنت وزارة الدفاع عن خطة لتصميم وتطوير نظام إطلاق الصواريخ المتعدد (SILAM) باستخدام تقنيات محلية، في خطوة تهدف لتعزيز القوة التكنولوجية المستقلة للبلاد.

يوضح هذا القرار، الذي يأتي في سياق مواقف سياسية داعمة للفلسطينيين، مدى تغير سياسات إسبانيا الخارجية، حيث اعترفت رسميًا بدولة فلسطين وانضمت إلى الدعوى القضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. ويرى المراقبون أن هذه القرارات قد تضع إسبانيا في مقدمة أوروبا الداعمة للقضية الفلسطينية، في حين تعكس رسالة واضحة بأن المبادئ الإنسانية والحقوق تتصدر على حساب المصالح العسكرية التقليدية.

هذا التحول، رغم التحديات والتكلفة العالية، يبرهن على رغبة إسبانيا في إعادة ترتيب أولوياتها السياسية والتكنولوجية، مما قد يؤثر على موازين القوى والتحالفات في المنطقة الأوروبية والعالمية بشكل عام