المصطفى االزواوي
برنامج تنوعت فقراته بدءا بتنظيم مائدة مستديرة في “صناعة الكتاب..” بمشاركة الأساتذة “عبد الكريم جويطي” و”حميد ركاطة” و”ذة سميرة شاعر” وممثلي دور النشر بالمعرض؛ مرورا بأمسية شعرية من تنشيط المتألقة “ياسمين الحاج”، إضافة إلى حفل توقيع 29 إصدارا لأدباء ومبدعين جاؤوا من كل مدن الجهة،من خنيفرة، بني ملال، ازيلال، الفقيه بنصالح وخريبكة.
وفي تصريح للجريدة أكد الكاتب “ادريس حافظ الطلبي” أنه ساهم في المعرض بديوان زجلي تحت عنوان” فعلي يلكاني”، قام بتقديمه الفنان شيخ العيطة “الحسين سطاتي”، الذي قال في حقه اثناء تقديم هذا الديوان الصادر عن منشورات جامعة المبدعين المغاربة: “لقد قرأت وأعدت قراءة هذا الديوان بتمعن، وفي كل مرة كنت أحس بعمق الكلمات وأحس بمتعة أكثر، بل أجد هذا الديوان الزجلي بمثابة “عيطة”، تجمع ألوان من الفرجة “عيوط خريبكَية”، بصفتي فنان شعبي “شيخ للعيطة”، لقد وجدت رسائله المشفرة عبارة عن نداء، صرخات من الأعماق، واستنجاد، واستنهاض للهمم، كما هو مذكور في مجموعة من أنات الألم المذكورة في عدد من القصائد.. وأنا ألج عوالم الزجال “الكَوال” “مولاي ادريس”، كانت القصيدة تأخذني في عالم الإبداع والبوح، نحو عوالم الحلم والألم والأمل، فتأسرني عفويتها الموغلة في جذور الإنسانية، والمحلقة في تفاصيل الحياة اليومية، بلغة دارجة عامية مغربية ضاربة في عمق البادية المغربية بالريف الخريبكَي لسهل الشاوية ورديغة، وبمصطلحات غابرة أوشكت أن تُقبر (اللكَمة، ناوي نكَرج هينوكة الكلام، يليعني بقرصة، ندرزك هضرة وكلام، فين كَنوكَ لحروزة، حال دركَومو، بكَرة غارزة دات وجابت في ليام… قد ما ضياقت الخية، قبل ما يكَديهم بجوج…)، تلك اللهجة التي نجد فيها نغما وطربا وحلاوة، كنا وماازلنا نتداولها فيما بيننا بفخر واعتزاز، وهي جزء لا يتجزأ من هويتنا الثقافية المغربية.
إن “فعلي يلكَاني”، هو ديوان زجلي يؤكد أن المتلقي إزاء مبدع يمتلك ناصية أدواته الفنية والجمالية، يقدم لنا “عيوط” مستحدثة تتغنى بالجمال بما فيه جمال الطبيعة التي يريد تدميرها وتخريبها في سبيل الوصول إلى مُراده: ( نوكح لبحر بلا ما بلا شطابة، نريتل المرس ونزيد الغابة / شكون يكَطع فينا زي الخوف..تولي الغابة نزاهة وتتسامى فيها لكفوف)، وجمال الأنثى: ( سالف يسد باب الشمس الكَادية في قلوب العشاق بحالي…لوكان الكلمة كلمتي نسرج ليك عود الليل نخبيك بين ضلوعي..”، وفي عيطة أخرى: ( الربطة ماشي هزطة..زعطة بكَجام الغوص…بضاض يكَدي في عروق الجوف …)، وتتغنى كذلك بالخيل والفروسية رمز النخوة والأصالة بالريف المغربي، وتستنهظ الهمم ( كَصاص الخيل..الخيل تتجارى وتترابع/ عركَها يتساكف…ندها قتالة/ مول الفز ماهو علام…ما يفرز علفات ما يطرز بوجات..يطم ويلم ويحرز)، مستعملا في ذلك جميع آليات التشبيه والترميز والتلميح بدل التصريح، “عيوط” مرشوشة بباقات زهر تتنوع ألوانها: ( قبل ما يعرش الورد في جنان الرمان)، وتفوح بعبير من خلجات روحه وفكره وذاكرته، كما نجد بعض القصائد تتغني بقيم الحب والوفاء والحرية والحق، وعبر مجالات مختلفة موزعة بين قضايا الذات والمجتمع..مستخدما في كل قضية يثيرها المحكي اليومي والمفردة الدارجة بالعامية المغربية المتداولة لتشكيل صور مفعمة بالعفوية والدهشة: نجده قد استخدم الأمثلة الجارية على ألسن العامة لتأكيد المعنى الذي يهدف إليه:
التعليقات مغلقة.