أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

إطلالة الشروق في لعبة شناقة أو فراقشية عسكر الجزائر

بقلم : محمد حميمداني

 أن تطل الشروق كأداة إعلامية ، لا خلاف حول حريتها في أن تطل وقتما تشاء ، و كما تشاء ، و أن تعبر عما تشاء ، إن كان لها رأي أصلا ، لأن الرأي يبنى في معابد الحرية التي تفتقدها القناة ، باعتبارها  مجرد بوق لعسكر الجزائر .

 فقناة ، أو مجموعة الشروق الجزائرية ، و مخا يجب أن يعرفه كل مغربي و جزائري حولها ، أنها جزء لا يتجزأ من عسكر الجزائر ، و أنها هي التعبير الرسمي عن هاته المؤسسة و أحلامها و أطماعها و مصالحها ، فهي مجموعة إعلامية تابعة للجيش الجزائري أي أنها جزء من كل ، كما هو حال مجلة الجيش الجزائري ، و بالتالي إذا عرف السبب بطل العجب ، فمحرروها جزء من الرتب العسكرية الجزائرية ، و من هنا تلاقي المصالح و سر الحملة المفتعلة للتغطية على إخفاقات عسكر الجزائر داخليا و خارجيا .

  فالأنظمة العسكرية ، بطبيعتها العسكرية هاته ، لا يمكن أن تعيش إلا في ظل تسعير الأزمات الخارجية مع الجيران ، و خلق جو من التوترات الحدودية للفوز بغنائم الحرب من خلال الميزانيات الاستثنائية التي تضخ من أجل هاته الغاية ، و الاستفادة من الامتيازات الممكنة في هاته الحالة ، فليس غريبا إذن أن تفتعل أزمة الصحراء للدفاع عن مصالحها ، أي مصالح العسكر ، و ليس عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، فعن أي حق يتحدث عسكر الجزائر ، و عن أي تقرير مصير ، و هو يشعلون فتيل الأزمات لإطالة أمد الصراع ، و يعطلون كل المساعي الأممية و الإفريقية لإيجاد حل عادل لهذا الصراع .

 و لا غرو في هذا إن فهمنا أن هذا التصعيد الإعلامي ضد رمز السيادة الوطنية أتى في ظل الهزائم الدبلوماسية التي تلقتها الجزائر أمميا و إفريقيا و عربيا ، و هو تصعيد لا ينفصل عن اختلاق الأزمات في المعبر الحدودي الكركرات ، و تهليل أبواق دعاية العسكر بالحرب القائمة و القادمة ضد المغرب ، و تسخير كافة الوسائل الممكنة لإطالة أمد الأزمة ، ضمانا لاستمرارية ضخ السيولة في حسابات جنرالات الجزائر و أدواتهم الإعلامية .

 و أهم ما في المسرحية ، السيئة الإخراج ، أنها أتت للتغطية على الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن الجزائري ، اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا ، و ما اشتداد مسلسل خنق الحريات العامة و الاعتقالات في صفوف كل أحرار و حرائر الجزائر ، و تلفيق التهم لكل للأصوات المعارضة لحكم العسكر و زبانيته ، إلا تعبير عن ذلك ، و التي خرج الشعب الجزائري للتنديد بها و أدى ضرائب المطالبة بالحرية و رفع الظلم و الحكرة التي يرزح تحت نيرها بقوة القمع و التمديد بالقوة ، و لعل هرم السلطة الدمية في يد العسكر الجزائري ، قد عبر عن هاته النوايا الخبيثة اتجاه المغرب و المغاربة ، حتى في مقابلة لكرة اليد لم تحضر فيها الروح الرياضية ، لأن الرؤساء يهنئون منتخباتهم على إنجازاتهم التاريخية في حصد البطولات و ليس الخيبات ، كما اختلط عليه ، حينما هنأ فريقه فقط لأنه فاز في مقابلة واحدة على المنتخب المغربي .

 في ثقافة السوق المغربية نجد نمطين من المجرمين هناك من يطلق عليهم “الفراقشية” و هم الذين يقومون بالسطو على ممتلكات و أرزاق الناس من الماشية و الخيرات ، و هم عسكر الجزائر في الحالة الجزائرية ، في بلد غني بالنفط و الغاز ينتظر حسنات من الجارة الشقيقة تونس من اللقاحات ضد فيروس كورونا ، لأن الفيروس الحقيقي داخل المجتمع الجزائري قد أتى على الأخضر و اليابس ، و لم يترك للشعب الجزائري سوى الأزمات و الخيبات من خلال افتعال حروب ، معروفة أغنياؤها ، و الضحية الشعب الجزائري .

 و هناك الصنف الثاني المعروف في السوق كذلك ، بالشناقة ، و هم من يستحوذون على السوق من خلال احتكار السلعة ، و بالتالي رفع الأثمان بما يغني جيوبهم ، و هم عسكر الجزائر و زبانيته من الإعلام الساقط ، الذين يصطنعون الأزمات ، و يغلقون ليس الحدود البرية فقط ، بل الأخطر كل إمكانية لتخطي حدود العسكر باسم الوطن و الوطنية التي لا تعني إلا مزيدا من تراكم الأموال في جيوب جنرالات الجيش و زبانيته ، و في الجهة المقابلة مزيدا من تفقير و قمع حريات الشعب الجزائري .

 إن الشعبين المغربي و الجزائري شقيقين في كل شيء أبى من أبى و كره من كره ، جمعتنا و تجمعنا به عدة روابط ، خبرناها مباشرة أثناء لقاءنا بهم و مجالستنا لهم على موائد الطعام و الإحساس و النقاش ، و لم تكن اللغة حائلا لمعرفتنا بالآثار الاستعمارية التي خلفها الاستعمار الفرنسي في الجزائر التي كان يعتبرها فرنسا الثانية لقتل هويتها ، و التي لم يستطع بقوة الشهداء الأبطال و تضحياتهم أن ينتزعها ، لتحيا الجزائر حرة أبية ، لا أن تسقط في حبائل استعمار عسكر الجزائر الذي حصد كل شيء ، و ترك للشعب الجزائري البطل و الشقيق تراكم الفقر و الخيبات .    

التعليقات مغلقة.