شهدت “اليمن” قبل خمس عشر عاماً ظاهرة الزواج السياحي المتمثل بزواج النساء اليمنيات من رجال من دول الخليج، وبرزت هذه الظاهرة بشكل ملفت للنظر حينها، ونتج عن ذلك الكثير من الآثار والتبعات السلبية على الفتاة ومستقبل حياتها، حيث ان معظم ذلكم الزواج يبوء بالفشل.
هذا النمط من الزواج يكون بغرض المتعة والرفاهية ولمدة محددة، وعقبها يتم الطلاق، بل إن بعضهن تعرضن للضرب والاعتداء، وعشن المعاناة جراء هذا الزواج القائم على البحث عن الثروة والرفاهية، والعيش والبقاء في إحدى دول الخليج.
وقد تمت إثارة الموضوع إعلامياً إلى حين تم اتخاذ أكثر القرارات والتدابير للحد من تلك الظاهرة وتلاشت تماماً.
بلا شك تنعكس الصورة الجميلة التي رسمتها تلك الفتاة بأنها ستعيش في كنف زوج خليجي ثري، وأنه سيمنحها السعادة والعيش الكريم، وبأنه ستكون معه أسرة وبيت يملؤه الأطفال والمحبة والسعادة، فضاء مخيلتها، وما هي إلا أيام حتى تنقلب تلك الاحلام الوردية إلى كابوس بشع مليء بالاهانات وسوء المعاملة والحرمان من أبسط حقوقها الزوجية.
حينها فقط تكتشف تلك الزوجة بأنها منحت ربيع عمرها وزهرة أيامها لرجل بعمر والدها أو جدها، هو أشبه بذئب أرعن متعجرف ينظر للمرأة بأنها منتج يتم استهلاكه، ومن ثم يتم رميه إن لم يعد صالحا للاستهلاك …
وكم من فتيات حلمن بفارس خليجي يأتي بفرسه وينتشلهن من الفقر والمعاناة في بلدهن، وإن حلت تلك اللحظة يسيل لعاب أولياء الأمور أمام حفنة من الريالات العالية القيمة والصرف، فيسلمون بناتهم لأشباه الرجال، وإن كانت إجراءات الزواج شرعية وقانونية لكنها لا تكفل حق تلك الفتاة ولا تفرض على الزوج شروط عدم الاستغناء عنها بدون سبب.
وعلى مايبدو، فقد برزت تلك الظاهرة، حاليا، في عدد من الدول العربية كالمغرب والجزائر وتونس، وبلاشك وارتباطا بارتفاع معدلات العنوسة وغياب وعي اجتماعي بالتعدد.
وفي ظل ارتفاع مهور وتكاليف الزواج ارتباطا بوجود نسبه كبيرة من الشباب في حالة عطالة عن العمل غير قادرين على الزواج وتحمل مسؤولية بيت وأسرة.
كما أن غياب وعي ومسؤولية من الوالدين وأولياء الأمور في تخفيض وتيسير أمور الزواج، وتجاهل منهجية رسولنا المصطفي صلى الله عليه وسلم في موضوع الزواج، من حيث الأخذ بالدين والخلق والاستقامة للمتقدمين لبناتهم بغرض الزواج الشرعي، وليس أي معيار آخر.
كما ان النظرة القاصرة لبعض العائلات برفض ان يتزوج ابنها بفتاة تكبره بالعمر يعد من المعوقات الموجودة في عكوف عدد من الشباب عن الزواج وارتفاع معدل العنوسة لدي الفتيات.
كل ذلك سيضاعف من التفكير السلبي للفتاة للزواج برجل ثري من خارج بلدها يحقق لها ما تحلم به من سعادة واستقرار ورفاهية لها ولأسرتها .
ومع غياب دور وزارة الإعلام ووسائل الاعلام والخطباء والوعاظ في نشر الوعي الأسري والمجتمعي بقيم العفاف وتيسير تكاليف الزواج ونفقاته، ودعم الشباب العاطل عن العمل بفرص عمل يستطيع من خلاله البحث عن شريكة العمر، وتكوين بيت وأسرة تقوم على التفاهم والعشرة والمودة.
التعليقات مغلقة.