إيران بعد التحول السوري: هل هي حرب أهلية أم دروس مستفادة؟
جريدة أصوات
عام 2017، والناجمة عن تدهور الوضع الاقتصادي، ظهرت مخاوف من محاكاة السيناريو السوري. في تلك الأوقات، أطلق المتظاهرون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار: “إيران ليست سوريا”، حيث حذروا من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية. يعود ذلك القلق إلى ما شهده المجتمع الإيراني من تجارب سابقة تتعلق بمواجهة النظام، وقد تناول الناشط الحقوقي والصحافي الإيراني مهدي محموديان تلك الظاهرة، مشيراً إلى المخاوف من تحول الاحتجاجات إلى فوضى سياسية، لاسيما بعد انهيار نظام الأسد.
محموديان أوضح في مقال له أن أحداث سوريا أظهرت كيف يمكن أن تؤدي التدخلات الأجنبية والمعارضة المتواصلة للنظام إلى انهيار الدولة وتحولها إلى واقع فوضوي. ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن عدم الاستقرار في إيران لا يشير بالضرورة إلى خطر مشابه، حيث أن النظام حتى الآن نجح في مواجهة التحديات الداخلية.
على الرغم من أن الظروف في إيران تختلف بشكل كبير عن تلك الموجودة في سوريا، حيث تعاني الأخيرة من حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد، إلا أن العديد من الخبراء الإيرانيين ينبهون إلى الدروس التي يمكن استنتاجها من الأوضاع السورية. صادق زيبا كلام، المحلل السياسي، ذكر أن فقدان نظام الأسد لقاعدة الدعم الجماهيري كان أحد الأسباب الرئيسية لتسريع انهياره.
وفي هذا السياق، زعم بعض السياسيين الإيرانيين أن تحسين الوضع الاقتصادي والاستجابة لمطالب الجمهور يمكن أن يساعد في تقليص الفجوة بين النظام والشعب، مع تسجيل دعوات متزايدة لتخفيف القيود الاجتماعية مثل قانون الحجاب ورفع القيود عن وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن على النقيض من ذلك، جاء خطاب الزعيم الإيراني علي خامنئي ليؤكد ضرورة عدم تجاهل الأعداء، مشيراً إلى أن التحديات الداخلية تعود إلى مؤامرات خارجية. يبدو أن خامنئي والجهاز الحاكم يفضلون التركيز على تعزيز الدعم الأيديولوجي، بدلاً من الاستجابة للمطالب الشعبية.
ختامًا، تدل المؤشرات على أن النظام الإيراني يظل تحت ضغط مستمر، في حين تبقى الأزمات المتعددة التي تواجهه، مثل التضخم وارتفاع نسبة الفقر، محكوماً بتاريخه وتجربته الماضية، مما ينذر بمزيد من التوترات في المستقبل
التعليقات مغلقة.