إيران تصدر تعليمات أمنية وتتوعد بالانتقام بعد استهداف السفير في لبنان
كشف محسن رفيق دوست، أول وزير للحرس الثوري الإيراني، عن تفاصيل جديدة تتعلق بإجراءات أمنية مشددة تستهدف حماية المسؤولين الإيرانيين من تهديدات سيبرانية متزايدة، وخاصة بعد إصابة السفير الإيراني في لبنان جراء انفجار جهاز بيجر كان بحوزته. هذه الحادثة أثارت الشكوك حول احتمال تنفيذ عمليات اغتيال جديدة عبر اختراقات تكنولوجية في إيران ولبنان.
تعليمات أمنية مشددة
في تصريحات أدلى بها رفيق دوست ونقلها موقع “خبر أونلاين”، أكد أن إيران أصدرت تعليمات صارمة لمسؤوليها بضرورة إبقاء هواتفهم المحمولة بعيدة عنهم، وتوجيهها إلى جهات مختصة لفحصها قبل إعادتها. هذه الإجراءات تأتي في ظل ما وصفه بعمليات اختراق قد تكون بدأت تستهدف مسؤولين إيرانيين عبر أجهزة الاتصال.
رفيق دوست أضاف أن هذه التعليمات تأتي بعد تنامي الشكوك حول الدور الذي تلعبه إسرائيل في عمليات اغتيال تستهدف عناصر وقيادات إيرانية وحليفة، وهو ما قد يدفع طهران إلى الانتقام في الأيام المقبلة. وقد أشار إلى أن الفرق الاستخباراتية الإيرانية، وكذلك الاستخبارات الخاصة، بدأت بالفعل العمل على هذه القضية.
تحذيرات لحزب الله
بالتزامن مع هذه التطورات، أكد رفيق دوست أن زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أصدر قبل بضعة أشهر تعليمات لعناصر الجماعة بعدم حمل الهواتف المحمولة، وذلك كإجراء وقائي لحماية القيادات الميدانية من أي عمليات اغتيال أو هجمات تكنولوجية. تأتي هذه الخطوة بعد تعرض عناصر من حزب الله لهجمات استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية والبيجر، والتي يعتقد أنها تمت عبر عمليات سيبرانية معقدة.
موجة من التفجيرات
وفي لبنان، تعرضت عناصر حزب الله لموجتين من التفجيرات، استهدفت الأجهزة اللاسلكية والبيجر التي كانت بحوزتهم. هذه الهجمات تسببت في ارتفاع حصيلة القتلى، حيث أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن عدد الضحايا وصل إلى 32 شخصاً، فيما لا يزال الآلاف يتلقون العلاج في المستشفيات بسبب إصابات خطيرة جراء التفجيرات التي وقعت يومي 17 و18 سبتمبر.
تهديدات بالرد
على خلفية هذه الهجمات، حملت قيادة حزب الله إسرائيل المسؤولية، متهمة إياها بتنظيم التفجيرات عبر هجمات سيبرانية. حزب الله أصدر بياناً هدد فيه بالرد العادل على هذه العمليات، وسط توتر متزايد بين الطرفين في المنطقة. وتوقع رفيق دوست أن تكون إيران أيضاً في طريقها للانتقام من إسرائيل، مشيراً إلى أن الرد قد يكون قريباً.
تصعيد محتمل
تزايدت المخاوف من تصعيد محتمل في المنطقة، إذ أن العمليات التي تستهدف القيادات العسكرية والسياسية عبر اختراقات تكنولوجية قد تفتح الباب أمام مواجهات أوسع.
وبينما تعكف الفرق الاستخباراتية في إيران ولبنان على تحليل ما جرى، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الهجمات ستؤدي إلى ردود فعل عسكرية أو تكنولوجية من قبل إيران وحلفائها في المنطقة.
يبقى الوضع متوتراً في إيران ولبنان، مع تصاعد التهديدات والاحتياطات الأمنية التي تهدف إلى منع أي هجمات مستقبلية تستهدف المسؤولين أو الشخصيات القيادية.
ومع حديث عن رد محتمل من إيران، قد تشهد الأيام المقبلة تطورات جديدة في الصراع المتصاعد بين طهران وتل أبيب.
التعليقات مغلقة.