قالت إحدى الوثائق إن المغرب أبرم قبل أسابيع اتفاقية مع شركة روسية تابعة لشركة روساتوم للطاقة النووية المملوكة للدولة، وذلك على هامش القمة الروسية الإفريقية الثانية التي عقدت في سان بطرسبرغ والتي مثل جلالة الملك محمد السادس فيها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.
اتفاقية فرضت التغيرات المناخية التي يعرفها العالم التوقيع عليها، في إطار البحث عن خيارات جديدة لضمان الأمن المائي، من خلال استعمال الطاقة النووية لتحلية مياه البحر، والتي يعتبرها المغرب خيارا مستداما، ومحركا للتنمية والنمو طويل الأمد، وذلك وفق ما كشفت عنه ورقة بحثية بمعهد الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق قال المعهد، الذي يوجد مقره بالعاصمة الأمريكية، إن الشركة المغربية لتحلية المياه والطاقة قد وقعت في 27 يوليوز 2023، مذكرة تفاهم مع شركة روساتوم سمارت يوتيليتيز، لتطوير محطات تحلية المياه في المغرب باستخدام تكنولوجيا روساتوم من أجل توفير المياه للزراعة والصناعة والاستهلاك البشري.
وأضافت الوثيقة أن الشركة الروسية لا تخضع لعقوبات الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وهو ما شجع المسؤولين المغاربة على إضفاء الطابع الرسمي على مذكرة التفاهم هاته، تفعيلا لمذكرة تعاون سبق أن تم توقيعها عام 2017، من قبل الحكومة المغربية وروساتوم “كجزء من المشاركة الاقتصادية البطيئة والحذرة للرباط مع الكرملين في أعقاب زيارة الملك محمد السادس التاريخية إلى موسكو في عام 2016″.
وأرجع المعهد الأمر إلى نذرة المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والحاجة لتحقيق الأمن الغذائي، علما أن الوضع المائي تفاقم بشكل كبير بسبب تغير المناخ، مبرزا أن إنتاج الأغذية الزراعية في معظم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستهلك ما يقارب 80٪ أو أكثر من إمدادات المياه.
وتراهن الشركة المغربية من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم هاته مع الجانب الروسي إلى تطوير محطات تحلية المياه المتنقلة التي تعمل بالطاقة النووية لتوفير المياه العذبة عند الطلب في المواقع التي تعاني من الخصاص، والتي تنذرج ضمن خطة المملكة المغربية لتشييد محطات تحلية جديدة بغية بلوغ تحدي تحلية 1 مليار متر مكعب من المياه سنويا بهدف تلبية 50% من حاجيات الاستهلاك من المياه الصالحة للشرب عبر التحلية.
وسجل المركز في ورقته البحثية أنه وفقًا للتقديرات الجيولوجية، فإن صخور الفوسفاط المغربية تحتوي على واحد من أكبر احتياطيات خام اليورانيوم في العالم، المعتمد في محطات الطاقة النووية، ويستخدم أكثر من 90٪ من الفوسفاط المستخرج في تصنيع الأسمدة الاصطناعية.
وأضاف أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، تقوم بتصنيع حمض الفوسفوريك، وهو منتج وسيط في صناعة الأسمدة الفوسفاطية التي يمكن استخلاص اليورانيوم منها، إذ إنه في السنوات القليلة الماضية، عكفت المجموعة المغربية على دراسة الدور الذي يمكن أن تلعبه استعادة اليورانيوم في استدامة عملياتها الخاصة.
وقوى هذا الاهتمام وأدى الارتفاع العام في أسعار اليورانيوم.
التعليقات مغلقة.