أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

احتفال “أذربيجان” بالذكرى 31 لاستقلالها تزامنا مع استرجاع أراضيها المحتلة

سعادة سفير جمهورية أذربيجان المعتمد بالمملكة المغربية "السيد أوكتاي قربانوف"

 

تحتفل جمهورية “أذربيجان” بذكرى إعادة استقلالها، الذي يصادف يوم 18 أكتوبر من كل سنة، والذي يعد من أبرز صفحات تاريخ أذربيجان الحديث، لأنه في مثل هذا اليوم من عام 1991، وفي اجتماع المجلس الأعلى لجمهورية “أذربيجان” تم اعتماد القانون الدستوري واستقلال البلاد، وبذلك القانون تم إعلان جمهورية “أذربيجان” كوريثً شرعيا لجمهورية “أذربيجان الديمقراطية”، التي تم تأسيسها في 28 مايو 1918 وعاشت بين عامي 1918 و 1920.

 

وقد مرت الجمهورية خلال السنوات الأولى من الاستقلال بصعوبات عديدة، حيث واجهت مشاكل داخلية وخارجية، حتى أوشكت البلاد أن تقع في حرب أهلية، كما حدث في كثير من الدول المجاورة التي نالت استقلالها عن “الاتحاد السوفياتي”، في نفس تلك الفترة، والتي كانت ظروفها متشابهة مع ظروف “أذربيجان”، وما زاد من صعوبة ومرارة هذه الفترة أيضاً هو استغلال “أرمينيا” لتلك الظروف وقيامها بشن حرب عليها، وبالتالي احتلالها إقليم “قراباغ الجبلي” وسبعة من المحافظات الأخرى المجاورة له، الأمر الذي دعا مجلس الأمن الدولي إلي إصدار أربع قرارات تطالب “أرمينيا” بالانسحاب من أراضي “أذربيجان” المحتلة، في اعتراف واضح وصريح من المجتمع الدولي بأن إقليم “قراباغ” هو أرض أذربيجانية.

لقد تعرضت جمهورية “أذربيجان” للتطهير العرقي والإبادة الجماعية من قبل “الأرمن” في مختلف مراحل التاريخ، ونتيجة لهذه السياسة الهمجية تم احتلال 20% من أراضي الجمهورية، وأصبح أكثر من مليون شخص لاجئين ومشردين بعيداً عن ديارهم وأرضهم الأصلية.

وخلال فترة الاحتلال، عملت “أرمينيا” علي تدمير جميع المعالم التاريخية والمساجد والمقابر في الأراضي الأذربيجانية المحتلة، ونُهبت المتاحف وكنوزها المادية وغير المادية، كما تعمدت إضفاء صبغة “أرمينية” على جميع الأسماء الجغرافية والمعالم الأذربيجانية التراثية في الأراضي المحتلة، في محاولة منها لطمس آثار أذربيجان.

وبعد حصول جمهورية “أذربيجان” على الاستقلال، وبفضل المجهودات الجبارة للزعيم القومي “حيدر علييف”، بعد عودته للسلطة، تغلبت البلاد على تلك الصعوبات، واستطاعت أن تخطو خطوات كبيرة في طريق البناء والتحديث، وذلك باتباعه سياسة حكيمة وناجحة في تسيير البلاد داخليا، وفي علاقته بالقوى الأجنبية، كما أنه كان يعطي أهمية كبرى لبناء العلاقات الواسعة في المجالات المختلفة ببلاد العالم عامة والدول الإسلامية خاصة، فأصبحت جمهورية “أذربيجان” دولة تتقدم بشكل متواصل وسريع.

وفي 20 سبتمبر عام 1994، وبمشاركة فخامة الرئيس الراحل “حيدر علييف”، تم توقيع ”عقد القرن” في “باكو” بين جمهورية “أذربيجان” وأكبر شركات العالم النفطية والتي تحمل أهمية بالغة، ليس لجمهورية “أذربيجان” فقط، بل ولكل للإقليم والعالم أيضاً.

لقد تمكن الزعيم القومي الراحل، “حيدر علييف” بسياسته الحكيمة من بناء بلد ديمقراطي مستقل ومزدهر، وقد واصل مسيرة البناء فخامة الرئيس “إلهام علييف”، حيث شهدت البلاد في عهده الإنجازات الكبرى والانتصارات العظمى، كما أن البلاد أصبحت تتمتع بجميع مقومات ومزايا الدولة المستقلة، حيث حصلت على اعتراف المجتمع الدولي بأكمله باستقلالها وسيادتها وتمكنت من الدخول في عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة مثل “منظمة الأمم المتحدة” و”منظمة التعاون الإسلامي” و”منظمة الأمن والتعاون الأوروبي” و”المجلس الأوروبي” و”البرلمان الأوروبي” وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.

اليوم، ومع الاحتفالات بالذكرى 31 للاستقلال، والتي تأتي متزامنة مع الاحتفالات بالذكرى الثانية للحرب الوطنية، التي تمكن خلالها الجيش الأذربيجاني من تحقيق الانتصار الكاسح لأذربيجان عام 2020، بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة، فخامة رئيس جمهورية “أذربيجان”، السيد “إلهام علييف”، والذي أثمر استرجاع إقليم “قره باغ” الذي احتل منذ حوالي 30 سنة من طرف “أرمينيا”، خلال 44 يوما من الحرب، والتي عُرفت عند الأذربيجانيين باسم “عملية القبضة الحديدية“.

فخلال سنوات الاستقلال 31 الماضية، أحرزت “أذربيجان” منجزات كبيرة في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث عملت على تعزيز النظام السياسي في البلاد لموارد البلاد، وخاصة من النفط والغاز الطبيعي، ولكن هذه المنجزات والنجاحات التي تمت علي أرض أذربيجان لم تحدث صدفة، بل جاءت تلك النجاحات نتيجة مواصلة فخامة الرئيس “إلهام علييف”، القائد المحنك  البناء سيرا على نهج والده، إذ وضع بلاده في مصاف البلدان الراقية، واسترجع الأراضي المحتلة، وحقق أمال شعبه، كما يعمل جاهدا على إعادة إعمار الأراضي التي تم تحريرها وضمان تنميتها، كما عمل على تشييد البنية التحتية، بشكل يجعل منطقة “قراباغ” منطقة اقتصادية مهمة، لا سيما أنها تتمتع بتراث تاريخي وثقافي غني وطبيعة ساحرة، وذلك لتمكين السياح من زيارتها وكذا توفير ظروف ملائمة لإعادة السكان إلى بيوتهم وأراضيهم الأصلية.

التعليقات مغلقة.