أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

احتفال أذربيجان بذكرى رحيل الزعيم القائد والسفارة في الرباط في قلب الحدث / العبرة

كلما ذكر اسم “أذربيجان” ذكر اسم الأب الروحي للأذربيجانيين الرئيس “حيدر علييف” الذي وسم تاريخها بمداد الفخر، فليس غريبا والحالة هاته أن تحيي جمهورية “أذربيجان” ذكرى القادة، وفي سموهم ذكرى القائد الأكبر ومؤسس “أدربيجان” الحديثة الرئيس الراحل “حيدر علييف” الذي وسم تاريخها بمداد الفخر، وأسس معالم رقيها ونهضتها المستقبلية التي يسير على هديها ساسة ّأذربيجان” الحاليين، نهضة وشموخا وسمو وطن والتفاتة بناء لأمة أرسى دعائمها الوطنية، وللأمة الإسلامية، وللعالم الحر إجمالا، الراحل “حيدر علييف”، وهو الاحتفال الذي أحيته سفارة أدربيجان بالرباط والذي ترأسه فخامة السفير إضافة إلى حضور هام سعى لحضور الذكرى / الرمز.

ثقافة ترسخت فوق التراب، وحمل معالمها، حيدر علييف، الذي تخلد أذربيجان، وسفارة هذا البلد  بالرباط ذكراه ذكراه 99 اليوم، ذكرى رحيل رمز وزعيم قومي، وإسلامي من رموزها الكبار، القائد الوطني والسياسي المحنك، الذي قاد البلاد نحو الأمن والأمان والاستقرار والتقدم والازدهار، فأصبح بحكم ما قدمه للأمة رمزا من رموز العطاء والوطنية الصادقة والنضال من أجل غد مشرق للأمة، وشخصية تاريخية فذة وسمت مسار التاريخ القومي والإنساني بقوة شخصية ولدت من رحم الأحداث الكبرى.

 

ولد الراحل “حيدر علي رضا أوغلو علييف” في 10 ماي 1923، من عائلة عاملة في مدينة “ناخجوان” العريقة، وهناك تخرج من دار المعلمين الابتدائية، وعندما بلغ 16سنة من عمره، التحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني بمدينة “باكو”، لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن المعهد لفترة زمنية (من 1941 إلى 1964)، وبعدها التحق بكلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية التي تخرج منها في 1957، إلى جانب حصوله على شهادة التخصص في مجال عمله في جهاز أمن الدولة الأذربيجانية، وفي سنة 1941 بدأ “حيدر علييف” يشغل منصب مدير القسم في مفوضية الشعب في الأمور الداخلية لجمهورية “ناخجوان” الاشتراكية السوفييتية، ذات الحكم الذاتي، وأرسل للعمل في هيئات أمن الدولة سنة 1944، و تم تعيينه في سنة 1964 في منصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة، و مند سنة 1967، شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان، و منح رتبة لواء، ليصبح بعد ذلك قائدا للجمهورية عقب انتخابه الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني في مؤتمره الذي عقد بشهر يوليوز 1969، كما عين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي في دجنبر 1982 نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء للاتحاد السوفييتي، وبعد تفكك هذا الأخير، رجع إلى جمهورية أذربيجان في يوليوز 1990، وأصبح رئيسا للمجلس الأعلى لجمهورية “ناخجوان”، ذات الحكم الذاتي، ونائبا لرئيس السوفييت الأعلى لجمهورية أذربيجان، ما بين سنتي 1991-1993، كما انتخب “حيدر علييف” زعيما لحزب “ييني أذربيجان” في مؤتمر تأسيسه الذي انعقد في مدينة ناخجوان سنة 1992، وفي 15 يونيو 1993، انتخب رئيسا لبرلمان أذربيجان، و في 24 من نفس الشهر، و بقرار من البرلمان بدأ الرئيس “حيدر علييف” بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، و في أكتوبر من نفس السنة تم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام، وفي 3 أكتوبر 1993، أعيد انتخابه رئيسا للجمهورية الأذربيجانية نتيجة الاقتراع العام بنسبة 76,1 بالمائة من الأصوات، كما أعيد انتخابه في 11 أكتوبر 1998، حيث فاز بمنصب الرئاسة بأغلبية ساحقة.

رحل الزعيم “حيدر علييف” في 12 دجنبر 2003، بعد مسيرة عطاء وبناء لأسس أمة ودعائم دولة عصرية حديثة جسد فيها الراحل مسيرة من جهد لبناء الوطن والإنسان وتحقيق نهضة شعبه وتقدمه حتى آخر اللحظات في حياته.

فبقوة القائد وحكمة السياسي قاد عملية البناء الكبرى بعد ميلاد دولة “أدربيجان”، حيث وجه عائدات البلاد وثرواتها، خاصة عائدات البترول لبناء اقتصاد عصري قوي، وبالتوازي مع ذلك تحقيق التنمية الاجتماعية للمواطنين، وضمان أمن واستقرار البلد، والعمل على مواجهة الأطماع الأرمينية وتحرير ثغور البلاد المحتلة، وإنعاش الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاجتماعية، من خلال ضمان الأمن الاجتماعي عبر توفير فرص الشغل والخدمات الأساسية، الصحية والتعليمية وتقوية الجيش وعصرنة بناء الدولة.

وهو ما مكن من ولوج أذربيجان عصر الحداثة والنهضة على كافة الأصعدة، وبناء الإنسان عبر الاهتمام بالتعليم باعتباره المدخل لتحقيق الرفاه الفردي والجماعي، وتقوية ركائز وجودها من خلال إنجازاته المتواصلة في مختلف المجالات، ضمنها “عقد القرن” مع الشركات البترولية العالمية حول استخراج البترول، و إنشاء “خط أنابيب البترول باكو-تبليسي-جيهان” لنقل البترول الأذربيجاني إلى البحر الأسود و غيرها من المشاريع العملاقة التي رأت النور والتي ساهمت في ميلاد أذربيجان الحرة القوية، وهو ما بوأها مكانة هامة إقليميا ودوليا، دعمها إقامة علاقات سياسية ودبلوماسية مع الدول الأجنبية والمنظمات الدولية، في إطار مبدأي العدل والمساوات في العلاقات بين الدول والشعوب، وترسيخ قيم السيادة والاستقلال الوطنيين، وهو ما مكن أذربيجان من أن تحظى باحترام العالم أجمع، مستفيدة من هذا الاحترام في دعم مطالبها الوطنية في “ناغورني كاراباخ”.

وفي نفس المنحى ربط الزعيم “حيدر علييف” علاقات قوية مع المملكة المغربية، بعد اللقاء التاريخي الذي جمع المرحوم “حيدر” مع المغفور له “الحسن الثاني”، على هامش القمة الإسلامية السابعة، التي انعقدت في الدار البيضاء في دجنبر 1994، والتي أرست دعائم علاقات جديدة منفتحة على فجر جديد في العلاقات الأذربيجانية المغربية، حيث أرست الدعائم واللبنات الصلبة الأولية لمستقبل متقدم في هاته العلاقات على كافة الأصعدة والتي أكمل مسرها قائدا البلدين فخامة الرئيس “إلهام علييف” وصاحب الجلالة الملك “محمد السادس” نصره الله.

وسفارة أذربيجان بالرباط، وجريا على عادتها في البحث عن كافة الأسس الصلبة لتمتين هاته العلاقات والدفع بها للأمام عملت على توسيع أسس الشراكات القائمة والتي عززتها من خلال  جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية التي ساهمت بشكل كبير في توطيد هاته العلاقات والدفع بها خطوات للأمام.

بفعل هاته الدعائم التي أرساها المرحوم “حيدر” والتي أكمل السير على خطاها فخامة الرئيس “إلهام علييف” تم الإعلان عن مسيرة النماء والتقدم والبناء والنهضة في شتى المجالات، وبعد انتصار باهر في الحرب الوطنية الأخيرة، وجمهورية أذربيجان تتمتع بموقع استراتيجي هام، وتتوفر على بنية تحتية متطورة، وثروات طبيعية مختلفة، كما أنها تلعب دورا محوريا على المستوى الإقليمي، لا سيما بعد العمل على مشروع “صفقة القرن 21” الذي ينقل الغاز الطبيعي من بحر قزوين إلى غرب أوربا عبر الأراضي التركية.

 

وقد سعى الرئيس “إلهام علييف” إلى تطوير السياسة الخارجية، بإقامة علاقات قوية مع دول العالم، بما في ذلك العالم الإسلامي، كما ربط العلاقات مع مختلف المنظمات والهيئات الدولية، واستضافت أذربيجان مختلف الملتقيات الرياضية والاقتصادية والفنية، والمؤتمرات الدولية.

وفي نفس السياق، تمكنت البلاد من بناء نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية، والتعددية الثقافية، لتصبح بذلك أذربيجان مهدا لتلاقح الحضارات والديانات والثقافات، والاستثمار في الإنسان، وفي الشباب والتعليم، حيث أنشأ صناديق الدعم والإعانات، وأنشأ الحكومة الإلكترونية التي تعتمد على “خدمة أصان” لضمان الشفافية والحد من الفساد، وخصص مداخيل النفط والغاز للإصلاحات الاجتماعية، فتحقق على يده الرفاه للشعب الأذربيجاني، وتعززت القوة الاقتصادية والعسكرية، وانتصرت جمهورية أذربيجان في الحرب الوطنية التي استغرقت أربعة وأربعين “44” يوما على قوى الاحتلال الأرميني، الذي استولى على منطقة “قراباغ” الأذربيجانية، لما يزيد عن ثلاثين “30” سنة، وهو انتصار سيبقى راسخا في ذاكرة الشعب الأذربيجاني.

واحتفاء بهاته الذكرى كانت السفارة الأذربيجانية في قلب الحدث، لتخليد ذكرى القائد الوطني الكبير الراحل وأيضا من أجل ترسيخ العلاقات المثينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وهو ما حمله سعادة سفير دولة أذربيجان من خلال كلمته، حيث وصف علاقات جمهورية أذربيجان بالمملكة المغربية بالعلاقات التاريخية لما ارتكزت عليه من “أواصر الصداقة، والقيم المشتركة التي تجمع بلدينا، وكذا بالتعاون الذي ما فتئ يترسخ ويتجدد في كل الميادين”.

التعليقات مغلقة.