أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

اختفاء الحافلات السياحية من مراكش علامة على تدهور البنية التحتية السياحية

جريدة أصوات

 

شهدت مدينة مراكش، المدينة الحمراء، ظاهرة غير مسبوقة تمثلت في اختفاء الحافلات السياحية ذات الطابقين من مرافقها، بعد أن كانت هذه الوسيلة من أبرز رموزها الحضارية والاستثمارية في القطاع السياحي. ويُعدّ هذا التغيّر علامة على تدهور منسوب الاهتمام بالبنيات التحتية السياحية، خاصة مع توقف هذه الخدمة عقب جائحة كوفيد-19، إلا أن عودتها المعلقة منذ ذلك الحين تطرح أسئلة عميقة حول سياسة تدبير المدينة.

فبينما كانت مراكش تتفاخر بمكانتها كوجهة سياحية رائدة، خاصة مع إنجازات مثل اعتماد الحافلات ذات الطابقين لنقل الزوار وتقديم صورة حضارية تتناسب مع مكانتها العالمية، يبدو أن مرحلة التوقف هذه قد تجاوزت حدود الأزمة، وتحولت إلى علامة على تدهور في توجهات السياسات المحلية. رئاسة المجلس الجماعي، بقيادة العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، لم تتخذ أي خطوات فعلية لإعادة إحياء هذه الخدمة الحيوية التي تعتبر بمثابة واجهة بصرية وتواصل حضاري للمدينة، مما يثير تساؤلات حول مدى استيعاب المسؤولين لأهمية البنية التحتية السياحية في تعزيز اقتصاد المدينة ودورها الثقافي.

وفي ظل غياب تبريرات واضحة أو مبادرات ملموسة من الجانب المحلي لاستعادة الخدمة، تتراجع مراكش عن مكانتها كوجهة سياحية متكاملة، خاصة بالمقارنة مع مدن مثل طنجة التي نجحت في توفير حافلات سياحية تساهم في تعريف الزوار بمعالم المدينة وتسهيل تنقلهم. من المؤسف أن تصبح خدمات بسيطة وعملية كوسيلة التعريف بالمعالم السياحية، بمثابة مؤشر على نقص الرؤية والبرامج التي تتماشى مع تحديات المستقبل.

إن غياب الحافلات السياحية لا يمثل مجرد نقص في الخدمات، بل هو انعكاس لقصور في الرؤية التدبيرية، حيث تتراجع مراكش على جميع المستويات، بينما تتقدم مدن أخرى من حولها. بهذا الشكل، تلاحق المدينة أزمات ثقة وتراجع في صورة استراتيجية، في وقت تتزايد فيه المنافسة الدولية على جذب السياح والاستثمارات.

وفي انتظار أن تتنبه السلطات المحلية لمعالجة هذا الخلل، يظل السؤال قائماً: هل ستستفيق مدينة مراكش قبل أن تفوتها فرصتها في الحفاظ على مكانتها السياحية؟ أم أنها ستستمر في مسار الانتظار والتجاهل الذي قد يقودها إلى تراجع ذي أبعاد أعمق، يهدد حضورها سواء على الصعيد الوطني أو الدولي؟

التعليقات مغلقة.