لم تعد كلمة الازدحام كافية لوصف شوارع وأحياء مدينة سطات، خصوصا في شهر رمضان، لأن الامر خرج عن السيطرة، وأصبح الحديث ممكنا عن اختناق حقيقي، خاصة في الفترة المسائية، ساعات قليلة قبل الإفطار، إذ أن الجميع يحاول المرور، والبعض يتسابق ويصعد الرصيف لربح بعض الأمتار خاصة من طرف سائقي السيارات، بدون ان نتكلم عن الحوادث بكل أنواعها التي تقع من حين لآخر، والمشادات والحروب الكلامية النابية التي تحصل بين الفراشة والباعة فيما بينهم على الأماكن المحتلة لأتفه الأسباب، أو بين المتبضعين.
وتقول نفس مصادر متابعة للجريدة، أنه ورغم الضبط والربط والحزم الذي أبانت عنه المؤسسة الأمنية بجدارة، من خلال تنظيم حركة السير والجولان، وفك الاختناق، وتنظيم فوضى الفراشة والاحتفاظ بهم في أماكن معينة، إلا أن ظاهرة الاختناق والمرور بين الشوارع خاصة على مستوى تقاطع الطرق بين زنقة “الذهبية” الى حدود الطريق المؤدية الى “ثانوبة ابن عباد”، تبقى ظاهرة غير مسبوقة سواء بالنسبة للراجلين، أو بالنسبة للسائقين، إذ تضطر السيارات أحيانا الى الوقوف في هذه النقط السوداء ازيد من 15 دقيقة، ومما يكرس هذه الظاهرة الشاذة والوضعية الصعبة، ويفاقم من المجهودات المبذولة والجبارة للمؤسسة الأمنية.
وتتحدث ذات المصادر، عن شيوع الانتقائية في تحرير الملك العمومي والتنظيم العشوائي للفراشة من طرف السلطات والقوات العمومية، مما ولد فوضى عارمة خاصة على مستوى المحور الطرقي لزنقة “الذهبية” والشوارع التي تنشط بها التجارة، حيث أصبحت حملات الجهة المختصة المشتبه فيها وكأنها تشبه غزوة، “شوفني داير حملة”، لأنها تكون على شكل فيلم مصور بدليل أنها تستثني كبار المحتلين، وتستهدف فقط صغار و ضعاف الفراشة، مما يطرح أيضا اكثر من علامات استفهام على مستوى هذه الحملات التمييزية والسخرية اللاصقة بها.
أسئلة مفتوحة يطرحها متتبعو الشأن المحلي على هذه الفوضى والمهازل في معالجة هكذا ظواهر سلبية تقض مضاجع السكان، وتزيد من تعقيدها من خلال الأساليب المتبعة الملغومة في عملية تحرير الملك العام او طريقة تنظيم الفراشة؟؟؟
التعليقات مغلقة.