عرفت أسعار بيض الدجاج ارتفاعا صاروخيا أثر بشكل مباشر على المواطنين، خاصة من ذوي الدخل المحدود المقهورين أصلا بارتفاع أسعار المواد الأساسية، وهو ما يؤزم معاناتهم الأصلية المتدهورة من تقلبات الأسعار وغياب الحكومة عن تتبع السوق وضبط جهنمية الإرتفاعات المسجلة في الأسعار.
وهكذا فقد حرك ارتفاع أسعار بيض الدجاج غضب شرائح اجتماعية عديدة كانت تستفيد من الوفرة في الإنتاج وانخفاض السعر لتيسر ما يمكن من تيسيره من قوت سريع وبسيط يمكنها من ضمان الاستمرارية والحياة، لكن الوقائع الأخيرة لم تترك للمواطن البسيط أي ملجأ سوى التنديد بالخيارات الحكومية واعتبارها المسؤولة الأولى والأخير عن معاناة الشعب وموته وسط حمى الأسعار، وأن هروب الحكومة عن تحمل مسؤولياتها تحت مبررات تقلبات السوق الدولية لا يتلاءم مع دورها الطبيعي في ضمان أسعار تحافظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي عبر التدخل المباشر لضبط الأسعار في السوق، وضرب كل أنواع المضاربات المسجلة، وأن الممارسة الحكومية المنتهجة في هذا الشأن لا تعني إلا استقلال الحكومة عن معاناة الفقراء من القوم.
وما يزيد من الاستغراب حول هاته التقلبات والارتفاع المهول لأسعار بيض الدجاج، هو أن الدجاج إنتاج محلي وطني وأنه لا مبرر بالإطلاق للزيادة في سعره وأن الاختباء وراء تقلبات العلف على مستوى السوق العالمية لن يقنع جياعا تستنجد بالبسيط من السعر لضمان الحياة ومحاربة الغول القاتل “الجوع والجشع وغياب التدبير الحكومي العقلاني والواقعي للأزمات”.
التعليقات مغلقة.