استئناف العلاقات بين المغرب وسوريا يربك ميزان المنطقة ويضعف الجزائر
جريدة أصوات
ا
أعلنت المملكة المغربية عن قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد انقطاع دام اثني عشر عاماً، في خطوة تعكس تحولا استراتيجيا له تداعيات كبيرة على الساحة الإقليمية. جاء ذلك خلال خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في القمة العربية الرابعة والثلاثين في مايو 2025، حيث أعلن عن إعادة فتح السفارة في دمشق، مؤكداً دعم المغرب لوحدة سوريا وسيادتها الوطنية، وتضامنه مع الشعب السوري في سبيل الأمن والاستقرار.
تحليل الخبر يبرز أن هذه الخطوة لا تقتصر على استعادة العلاقات الدبلوماسية فحسب، بل تمثل رسالة سياسية واضحة تتعلق بملف الصحراء الغربية، إذ كانت دمشق قد دعمت جبهة البوليساريو سابقاً، وهو ما يجعل الرباط ترى في استئناف العلاقات مع دمشق خطوة نحو تراجع سوريا عن دعم الانفصاليين، وبالتالي استكمال تطبيق مبدأ السيادة.
هذه الخطوة لها أبعاد استراتيجية تضر بموقف الجزائر، التي كانت تراهن على دعم دمشق وإعادة ترشيحها لعضوية جامعة الدول العربية، لكن تقارب سوريا مع المغرب يعكس تباعد المواقف ويضعف النفوذ الجزائري في المنطقة. فبينما تسعى الجزائر لتعزيز الحوار مع دمشق، إلا أن الديناميكيات الجديدة تضعف من قدراتها على المنافسة الإقليمية، وتؤكد صعود النفوذ المغربي الذي نجح في استعادة وتثبيت موقعه في فضاء جيوسياسي كان بعيدًا عنه.
وبذلك، تؤكد التطورات أن المغرب استغل فرصة التغيرات الدولية والإقليمية لتعزيز مكانته، معتمداً على سياسة واقعية تتخطى الخلافات التقليدية، وترسم مسارا جديدا للسياسات الإقليمية التي قد تؤدي إلى إعادة ترتيب القوى في المنطقة
التعليقات مغلقة.