أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

استراتيجيا تخريب البلاد..


منير الحجوجي

أي تشابه مع أحداث واقعية هو مجرد صدفة..
” بعد سنوات طويلة في الدراسة و الكد نلت شهادتي كجراح عيون.. عينت في مدينة نائية.. حملت حوائجي و الفرح يغمرني.. اول ما وطأت قدماي المستشفی وجدت ما لم اكن انتظره علی الاطلاق: شح خطير في التجهيزات الطبية.. لم اجد غير الة لقياس/تصحيح النظر correcteur de vision .. و لا شيء له علاقة بجراحة العيون.. سافرت الی الرباط عارضا المشكل علی مسؤول كبير بالوزارة.. حياني بحرارة قبل ان يطلب مني ان احضر له لائحة devis بما احتاجه.. 

عدت و كلي أمل في تغيير وضع مختل.. في اقل من اسبوع كانت اللائحة في الرباط.. بدأ الانتظار.. يوم، يومان، اسبوع، شهر، شهران.. عاودت الاتصال.. لاشيء.. المسؤول في مهام خارجية، في اجتماعات مستعجلة، في عطلة.. وبعد 4 اشهر جائني اتصال من سكريتارية المسؤول بالتوجه الی مدينة “ب” للتنسيق مع مندوب الوزارة هناك.. ركبت الحافلة.. قلت مع نفسي “لايمكن ان اظل علی هذه العطالة و انا قادر علی اجراء عشرة عمليات لمرضی عيون في اليوم.. سوف لن يضطروا الی قطع 260 كلم نحو مدينة “ب” من اجل عملية تافهة.. كما سوف اخفف الضغط علی زملاء لي لابد وان لهم مشاغل اكبر..

” كان اللقاء “حارا”.. وصلت وكلي امل في زعزعة جمود قاتل.. وضعت زميلي المندوب في الصورة.. رحب بكلمات شديدة اللطف.. عدت الی مدينتي.. انتظرت لمدة شهر.. شهرين.. 3 اشهر.. قبل ان يتصل بي زميل ويخبرني بالحقيقة: مندوب الوزارة ورباعة ديال المافيوزيين ممن يحتكرون العمليات اياها في المدينة رؤوا في مبادرتي تهديدا مباشرا للطواجن الكبری لي كايغمسوا فيها.. انتابهم هلع شديد من ان “نطلق يديا” و اصبح جراحا نجما في المنطقة الشاسعة.. انا الان انش الدبان فيما الحسابات البنكية لزملاء اقسموا لحظة تخرجهم على خدمة البشرية تكبر و تكبر و… الی ما لانهاية..”..

التعليقات مغلقة.