أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

استمرار أزمة النفايات يهدد صحة سكان فاس ويشوه جمال المدينة.

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

أصوات من الرباط

على الرغم من المساعي الحثيثة التي تبذلها السلطات المحلية في مدينة فاس، لا تزال مشكلة تراكم النفايات تشكل هاجساً يؤرق سكان المدينة ويؤثر سلباً على البيئة والصحة العامة. الأحياء الشعبية في فاس تعاني بشكل خاص من هذه الأزمة، حيث تتراكم أكوام القمامة في الشوارع والأزقة، مما يخلق بيئة موبوءة بالأمراض والحشرات الضارة.

يعزو مراقبون استمرار هذه المشكلة إلى عدة عوامل، من بينها النقص الحاد في الموارد المخصصة لجمع النفايات والتخلص منها، بالإضافة إلى ضعف الوعي البيئي لدى بعض السكان. هذا النقص في الوعي يتجلى في رمي النفايات بشكل عشوائي وعدم الالتزام بأوقات جمع القمامة المحددة.

يؤكد خبراء في الصحة العامة أن تراكم النفايات يشكل خطراً داهماً على صحة السكان، حيث يتسبب في انتشار الأمراض المعدية والتهابات الجهاز التنفسي، خاصة بين الأطفال وكبار السن. كما أن الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة تسبب إزعاجاً كبيراً للسكان وتؤثر على جودة حياتهم.

في ظل هذه الظروف، يطالب سكان فاس السلطات المحلية بتكثيف جهودها لمواجهة هذه الأزمة، من خلال زيادة عدد عمال النظافة وتوفير المعدات اللازمة لجمع النفايات والتخلص منها بشكل فعال. كما يدعون إلى إطلاق حملات توعية مكثفة تهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى السكان وتشجيعهم على المشاركة في الحفاظ على نظافة المدينة.

من جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن حل مشكلة النفايات في فاس يتطلب مقاربة شاملة تتجاوز مجرد جمع القمامة والتخلص منها، وتشمل أيضاً تعزيز ثقافة إعادة التدوير وتشجيع الاستثمار في مشاريع معالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة.

التعليقات مغلقة.