أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

اعتصام موظفو الجماعة الحضرية لتطوان بالبلدية في عيد الفطر.

محمد سعيد المجاهد

تطوان بنت غرناطة حاضنة الحاضرة الآندلسية بالمغرب” نظرا لحجم التأثيرات الآندلسية والمورسكية التي طبعت الحياة التطوانية، وأثرت عليها في جميع المجالات والنواحي،فاختلط ما هو مغربي بما هو أندلسي،فأعطيا مزيجا حضاريا رائعاً.

لكون الآندلسيين هم من أعادوا عجلة تاريخ تطوان الى الدوران ،وتم تأسيسها من جديد على يد الاندلسيين الغرناطيين في عام 1484أو 1485،وشكلوا عدة أرباض ووسعوها.

ومن مظاهر التأثير العمراني العسكري، تلك التحصينات والأسوار التي بنيت في تطوان ،ولهذه العمارة العسكرية ما يفرضها لآن الظروف التي أحاطت بنشأة تطوان سادته روح المقاومة من الخطر البرتغالي والاسباني.فالخطر الخارجي كان مسيطرا على النفوس، و البناء المدني والتأثير الفني الآندلسي والمورسيكي على العمارة التطوانية وما رفقها من انعكاس كبير على الآبواب والبيوت التطوانية.وما أضفى على الفصل جمالية هو تلك الإحالات المصدرية (جان بوطوكي،جونوندوس،الاركون..) التي وصفت جمال تطوان والتأثير الغرناطي على عمارتها ،كقول الرحالة البولوني جان بوطوكي Jan Potocki، حينما زار ببيت القائد أشعاش فأعجبه حسن تنظيمه وطراوة هوائه ونظافته،وهي صفات تعكس التأثر بذوق بناة قصر الحمراء بغرناطة.

فالعائلات التطوانية ذات الاصول الاندلسية ،وكذلك مظاهر التعايش والتأزر بين الاسبان واليهود والمغاربة في حومات تطوان،كما كانت التأثيرات الموريسكية واضحة وجلية في العادات الثقافية والتقاليد الشعبية وفنون الطبخ واللباس والطرز.

فهذه المدينة المغربية تطوان الضاربة في عمق التاريخ ومنقوش اسمها بماء الذهب على صفحات الحضارة والثقافة والفكر والفن.

للأسف الشديد هذه المدينة العريقة التي داع صيتها عربيا وعالميا وذكر اسمها في نشيد عربي قومي تغنى به الأجيال العربية هذه المدينة تطوان المبدعة، تستغيث من تصرفات طائشة وشوارعها التي كانت تضرب بها المثل في العمارة الإنسانية الحضارية، تعيش الإهمال.

حزين انا على هذه المدينة العريقة التي كتب عنها أدباء مصر بصفة خاصة والعرب والعجم بصفة عامة.

فالأعياد الدينية كانت في مدينة تطوان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في عهد رؤساء الجماعة الراحل التهامي الوزاني والمرحوم حجاج وآخرون.

كانوا قبل العيد يقومون بجولات تفقدية بالمدينة ويسألون على الحاجيات والمتطلبات ويحترمون موظف البلدية.
لكن في القرن 21 وفي سنة 21.

اختار موظفو جماعة تطوان، المنضوون للنقابة الديمقراطية للجماعات المحلية التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، ليلة عيد الفطر 2021,لتنفيذ اعتصام مفتوح بمقر الجماعة،ودعم هذا الاعتصام المجتمع المدني بمدينة تطوان. للمطالبة بفتح حوار مع رئيس جماعة تطوان، وانعقاد اللجنة الإقليمية لفض النزاعات برئاسة عامل إقليم تطوان، بمشاركة 15 مسؤولا نقابيا.

وقال عبد القادر الفيلالي، عضو المكتب الوطني للنقابة ونائب الكاتب المحلي”، إن الاعتصام يأتي من أجل تفعيل مجموعة من الاتفاقيات المبرمة مع رئيس الجماعة والتي أخل بها، رغم وجود محضر موقع من طرفه منذ سنتين؛ مضيفا بأن الأمر يتعلق بالإخلال بمجموعة من الالتزامات والحقوق، وعلى رأسها المستحقات المتأخرة المتعلقة بترقية الموظفين منذ2015، منحة الساعات الإضافية، منحة الأوساخ الملوثة، عدم توصل جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وموظفات جماعة تطوان بمنحة الجماعة رغم وجود اتفاقية تربطها بها لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى حرمان الموظفين والعمال من التأمين عن حوادث الشغل، وعدم توفير الوسائل اللوجستيكية للعمل، إلى جانب التنقيلات التعسفية للموظفين والموظفات والشطط في استعمال السلطة بسبب الانتماء النقابي، والتضييق على حرية العمل النقابي.

التعليقات مغلقة.