أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

اغتيال الشيخ صالح حنتوس في هجوم حوثي يثير استنكارا واسعا باليمن

جريدة أصوات

قتل الشيخ صالح حنتوس، محفظ القرآن البالغ من العمر 70 عاما، في منزله بمنطقة السلفية بمحافظة ريما شمال غربي اليمن، إثر هجوم شرس شنته عليه جماعة الحوثي باستخدام قذائف “آر بي جي”، وذلك بعد حصار دام لساعات.

ويعتقد أن هذا الهجوم جاء نتيجة لاستمرار الشيخ في تدريس القرآن الكريم للأطفال داخل منزله، بعد أن قامت جماعة الحوثي بإغلاق دار التحفيظ المحلية، بالإضافة إلى موقفه المعارض لسيطرة الحوثيين على المنطقة.

وفي تفاصيل الحادثة المروعة، قامت جماعة الحوثي بمحاصرة منزل الشيخ حنتوس باستخدام نحو 20 مركبة عسكرية، ثم قصفته بقذائف مضادة للدروع، ما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل ومقتل الشيخ على الفور، وإصابة زوجته بجروح خطيرة، واستشهاد بعض أفراد عائلته، فضلا عن اعتقال أحد أبنائه. كما أفادت مصادر محلية بأن الحوثيين قاموا بنصب عبوات ناسفة داخل المنزل بهدف تفجيره لاحقا، في تصعيد خطير يعكس وحشية الهجوم.

ويرجح أن الهجوم جاء بسبب رفض الشيخ التوقف عن تدريس القرآن واللغة العربية رغم أوامر الحوثيين، وهو ما اعتبر تهديدا مباشراً لسيطرتهم على الفكر والمعتقد في المنطقة. وفي سياق تبريرهم، اتهم الحوثيون الشيخ بتحريض الفوضى ومعارضة مواقفهم السياسية، وزعموا أنه كان يدعم المقاومة الفلسطينية ويتبنى مواقف معادية لما وصفوه بـ”العدوان الأمريكي-الصهيوني”، على الرغم من التناقض الصارخ بين هذه الشعارات وممارساتهم القمعية. هذا وقد تلقى الشيخ تحذيرات وتهديدات سابقة من الحوثيين، ما دفعه إلى كتابة وصيته قبل أن يلقى حتفه.

وقد وصفت الحكومة اليمنية الحادثة بأنها جريمة مستهدفة ونكراء، مؤكدة أن الحوثيين حاصروا منزله ومسجده لساعات طويلة، ومنعوا إسعاف المصابين، مشددة على أن المسؤولين عن هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب. في المقابل، ادعى الحوثيون أن الشيخ قتل خلال مواجهة مسلحة بعدما فتح النار على قوات الأمن أثناء محاولة اعتقاله، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الأمن وإصابة سبعة آخرين، وهي رواية دحضتها مصادر متعددة ووصفتها بالمضللة.

وأدانت الحكومة اليمنية الحادثة بشدة، ووصفها مسؤولون بأنها رمز للمقاومة والثبات في وجه القمع، بينما دعت بعض الكتل السياسية والمنظمات الحقوقية إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، في ظل تزايد الانتهاكات الحقوقية. وقد انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات استنكارية واسعة، وصفت الشيخ بأنه “المعلم الذي عاش حراً ومات بطلاً”، في تعبير عن الغضب الشعبي الرافض لهذه الجريمة النكراء.

يأتي هذا الحادث المأساوي في إطار النزاع المستمر في اليمن، حيث تسيطر جماعة الحوثي على أجزاء واسعة من البلاد منذ عام 2014، وتواصل استخدام القوة لقمع المعارضين وانتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في التعليم الديني. كما يبرز الحادث التناقض بين شعارات الحوثيين بدعم القضية الفلسطينية وبين ممارساتهم القمعية المستمرة ضد أبناء الشعب اليمني، مما يثير استنكارا واسعا محليا ودوليا تجاه انتهاكات حرية التعليم الديني في مناطق سيطرتهم.

 

التعليقات مغلقة.