انطلقت فعاليات الدورة الخامسة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، مساء الاثنين، بمشاركة نخبة من رجال السياسة والفكر والعلوم والثقافة من المغرب والخارج.
وتتميز هذه الدورة من الموسم الثقافي، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) وجماعة أصيلة خلال الفترة من 13 إلى 31 أكتوبر الجاري، بتنظيم العديد من الندوات ضمن الدورة الثامنة والثلاثين لجامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة، تتعلق بأوجه التطورات التي يعرفها عالم الجنوب. في هذا السياق، تناقش الندوة الأولى ضمن برنامج موسم أصيلة الثقافي الدولي موضوع “أزمة الحدود في إفريقيا : المسارات الشائكة”، حيث ستسلط الضوء على هذا الموضوع الموروث عن الاستعمار والذي تسبب في اندلاع أزمات بين دول القارة. خلال كلمة في حفل الافتتاح، الذي أقيم بمكتبة بندر بن سلطان بأصيلة، أكد الأمين العام لمنتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أن دورة هذه السنة تشهد برمجة خمس ندوات كبرى، تتعلق بقضايا حيوية، تستقطب الاهتمام، وتشكل موضوعا لانشغال عميق، بما تطرحه من إشكالات وتعقيدات وتحديات، على النّخب والشعوب وذوي القرار، على الساحتين العربية والإفريقية والدولية. في هذا السياق، أوضح أنه تمت برمجة ندوة فكرية، ستناقش موضوع أزمة الحدود في أفريقيا، ومساراتها الشائكة، معتبرا أنه “موضوع معقد ومتشعب، لأنه على درجة عالية من الحساسية السياسية، لارتباطه بسيادة الدول وهويتها، وبأحقيتها في حماية واسترجاع وحدتها الترابية”. ومن منظور التجديد والمسايرة، أشار السيد بن عيسى إلى أن الدورة الحالية تتميز أيضا بتنظيم ندوتين بتعاون مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد في المغرب، تتناول الأولى موضوع الذكاء الاصطناعي، وطبيعة الحكامة المنشودة في إفريقيا في عصر الرقمنة، بينما تناقش الثانية موضوع شمولية الثقافة، وانخفاض اللامساواة في توظيف الموارد البشرية. من جهته، تطرق السفير المدير العام بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يزوغ، إلى “القضية الشائكة للحدود، التي تطرح آفاقا وإشكاليات متعددة بالقارة الإفريقية”. في هذا السياق، أكد أن “المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرف كيف يطلق مبادرات واعدة بإفريقيا، ومن بينها المبادرة الأطلسية الملكية، والتي تهدف إلى تحقيق الاندماج بين البلدان المتاخمة للأطلسي مع بلدان الشمال والجنوب”. وتابع أن “المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة، رسم معالم هذه المبادرة من خلال التركيز على قضايا واعدة، من قبيل الأمن والاقتصاد الأزرق والبنيات التحتية للربط”، موضحا أن “كل مسار للاندماج بين بلدان المنطقة يصب بشكل مباشر في تسوية المشاكل العابرة للحدود”. وتوقف عند موضوع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، معتبرا ان هذا المشروع سيعزز تنمية القارة الإفريقية ويدعم تطور البلدان التي يمر عبرها الأنبوب، مع المساهمة في ديناميتها الاقتصادية والصناعية. أما المديرة الجهوية للثقافة بطنجة تطوان الحسيمة، زهور امهاوش، فقد أشارت في كلمة باسم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى أهمية موسم أصيلة، الذي يولي أهمية خاصة إلى التنمية وإلى الرهانات التي تعترض المجتمع. وتتطرق الندوات المبرمجة ضمن الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي إلى مواضيع “النخب العربية في المهجر: التحدي القائم والدور الممكن” (17-18 اكتوبر)، و”الحركات الدينية والحقل السياسي: أي مصير؟” (21-22 أكتوبر)، و”قيم العدالة والنظم الديمقراطية” (25-26 أكتوبر). كما سيتم بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد تنظيم ندوتين، الأولى حول موضوع “الذكاء الاصطناعي : أي حكامة في إفريقيا في عصر الرقمنة” (23 أكتوبر)، والثانية حول موضوع ” شمولية الثقافة وانخفاض اللامساواة في توظيف الموارد الثقافية” (28 أكتوبر). على المستوى الثقافي والفني، تحتفي “خيمة الإبداع” بالكاتب والروائي والشاعر المغربي، وزير الثقافة سابقاً الأستاذ محمد الأشعري (30 أكتوبر)، حيث سيدلي أكثر من 20 من الأدباء والجامعيين والأكاديميين المغاربة والعرب بشهاداتهم في حق المحتفى به، كما تصدر المؤسسة كتابا يتضمن شهادات المشاركين، كما سيتم توقيع كتاب “شغف وإرادة: رهان في الإعلام والثقافة والسياسة” للكاتب الصحفي والناشر المغربي محمد برادة. وتبعا لما جرت العادة عليه، تٌنظًم خلال هذا الموسم أيضا مشاغل الفنون التشكيلية بمشاركة فنانين من المغرب، والبحرين، والسنغال، وسوريا، وبلجيكا، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وإقامة معارض ومحترفات فنية ومشاغل موجهة للأطفال والكبار
التعليقات مغلقة.