انطلقت، مساء أمس الجمعة 2 شتنبر 2022، فعاليات مهرجان “ونانة” في دورته الثالثة بجماعة “ونانة” بإقليم “وزان” تحت شعار “الإشعاع الثقافي ركيزة للوحدة والإقلاع للتنمية المحلية”.
وعاد هذا المهرجان السنوي إلى الوجود بعد توقفه سنة 2016 جراء عدة عوامل اقتصادية واجتماعية، نتيجة تفشي جائحة كورونا وما خلفته من نتائج سلبية على مستوى القطاع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والصحي في العالم عامة، والمغرب خاصة.
وقد حضر حفل افتتاح المهرجان كل من السيد رئيس المجلس الإقليمي لمدينة “وزان”، عبد الرحمان الكوشي، ونائب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، العربي المحرشي، والنائب البرلماني عن إقليم وزان، محمد حويط، ورئيس جماعة “زومي”، والسيد رئيس جماعة “ونانة”، محمد الغماري، والعديد من السياسيين والفاعلين بالمجتمع المدني، وكان الهدف من هذا الحضور إيصال رسالة للوحدة والتضامن بين مسيري المؤسسات العمومية بالمنطقة.
وشهد الحفل الافتتاحي لهذه الدورة الثالثة من المهرجان مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية بدأت بختان أطفال المنطقة، والتبوريدة أو ما يسمى باللهجة لأبناء منطقة وزان “بالخيالة” كرمز للخيل العربي الأصيل، حيث حج جمهور غفير لمشاهدة هذا الموروث الثقافي المغربي، والذي عرف مشاركة 17 سربة، تمثل مختلف المناطق المغربية، قدموا لوحات فنية رائعة تعبر عن عمق العلاقة التي تربط الفارس بالفرس، كل ذلك وسط أهازيج وزغاريد وتصفيقات الجمهور الحاضر.
وفي تصريح ل”جريدة أصوات”، التي واكبت هذا الحدث الكبير من عين المكان، قال السيد رئيس جماعة ونانة “جاء تنظيم هذا المهرجان بعد توقفه لمدة تزيد عن ستة سنوات، حيث كانت آخر نسخة سنة 2016، والهدف منه التعريف بمنطقة “ونانة” بإقليم “وزان”، والغاية تحريك عجلة الاقتصاد.
وقد تميز مهرجان “ونانة” في نسخته لهاته السنة، بتنظيم أنشطة متنوعة ضمنها تنظيم حفل ختان أطفال الجماعة، ومسابقة للفروسية التقليدية، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة الرياضية وعروض للمنتوجات الصناعية والفلاحية التي تميز المنطقة والتعريف بهذا المنتوج المتنوع، كما تميز بإقامة حفل فني من طرف فنانين مغاربة تنشيطا لفقراته وتمكينا للجمهور الحاضر من جو احتفالي فرجوي وباقة فنية متنوعة أطربت الحضور ونالت استحسانه.
وأضاف سيد الغماري أن المهرجان ساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة والتعريف بها، حيث كانت البنية التحتية هشة، كما سجل غياب للمرافق التعليمية والصحية، ولكن الآن المنطقة أصبحت تنتعش بفعل هذا المهرجان السنوي، فبفضله أمكن إنعاش الحركة الاقتصادية والتجارية، حيث أصبحت أكثر من 70% من أبناء المنطقة و30% من خرج المنطقة تستفيذ من هاته التظاهرة ليس على مستوى فقراتها فحسب بل على مستوى الرواج الاقتصادي والتجاري الذي تقدمه والذي يعود بالنغع على عموم الساكنة المحلية والإقليمية.
وبخصوص هذه الدورة فقد شهدت إقبالا كبيرا، خاصة وأن الساكنة كانت محصورة وتعاني من تبعات ظروف جائحة كورونا وغياب الأنشطة الثقافية بالمنطقة مما جعل الساكنة تحتاج لمثل هذه التظاهرة للترويح على النفس واستمتاع بفقراته.
وقال النائب البرلماني ونائب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، العربي المحرشي، حيث أن هذا المهرجان له تأثير على المنطقة، وكذلك على المناطق المجاورة للمنطقة من حيث الحضور حيث تجاوزت النسبة 60 الف وافد ووافدة، كما عرف إقبالا للساكنة والزوار على شراء المنتوجات المحلية المعروضة، وهناك حركة غير مسبوقة للنقل داخل المنطقة، كما أن نساء منطقة “ونانة” عبروا عن فرحتهم بهذه التظاهرة حيث قاموا باستقبال الزوار من خلال تحضير صحن من الكسكس المغربي، وتقديمه لجميع الزوار كوجبة غداء، جودا منهن، وتعبيرا عن مشاركتهن الجميع فرحهم، وهذا يرمز إلى جود وكرم أهل المنطقة.
وأضاف السيد النائب البرلماني ورئيس جماعة “زومي” بوزان، محمد حويط، أن هذا المهرجان ناجح بما تحمله الكلمة من معنى، وتتجلى نجاح هذه التظاهرة، أولا في التعريف بمنطقة “ونانة”، وثانيا التعريف بالمنتجات المحلية الفلاحية منها والصناعية، وكذلك من الناحية الاقتصادية إذ سيعود هذا المهرجان بالنفع على ساكنة منطقة “ونانة” و”عين درج” وإقليم “وزان” ككل، وهذا سيعطي قيمة مادية ومعنوية لساكنة المنطقة خاصة وإقليم وزان عامة.
يذكر أن هذا المهرجان تنظمه “جمعية المستقبل الزاهر”، بشراكة مع جماعة “ونانة” التابعة لإقليم “وزان”، وبدعم من وزارة الشباب والرياضة والثقافة، ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، أيام، 2 و3 و4 شتنبر من العام الجاري.
التعليقات مغلقة.