أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

اقتربت الساعـــة، ولست عنها بغـــافـــل

عبد الإله شفيشو / فاس

 

مدخــل:

قضية اغتيال الشهيد ” آيت الجيد بنعيسى” بعد أن تم إعادة فتح ملفها من جديد وإحالتها على محكمة الاستئناف بفاس، و التي ستعقد بشأنها يوم 24 ماي 2022 الجلسة السادسة عشر (16)، والمتهم فيها بالمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، هو أحد القياديين في حزب العدالة والتنمية المدعو “عبد العالي حامي الدين”، هذا المتهم وهو يتمتع بالسراح فقد كل الفرامل بعد أن ضاق حبل المحكمة حول عنقه، فاختار أن يكون متهما بالقتل في قناع رجل قانون وحقوقي، في هذه الحالة و بكل شجاعة، ينبغي بل يجب على الجهات القضائية المعنية أن تتدخل و تتعجل بتطبيق القانون في حق هذا المتهم ف (القانون فوق الجميع)، وما الصورة التي يختار أن يظهر بها حزب العدالة والتنمية في كل جلسة من جلسات محاكمة طفله المدلل هي صورة حزب استقوى بموقعه في الحكم، وهو بهذا يبعث برسالة إلى من يهمه الأمر:  لا تنسوا أننا كنا من يحكم في هذا البلد، وأننا لن نسلمكم ابننا.

 

للذاكـــرة … للتاريـــــــخ :

أستهل هذا المقال بالرسالة المؤرخة في 17 مارس 1986 التي وجهها “عبد الإله بنكيران” آنذاك لوزير الداخلية -غير المأسوف على رحيله– “إدريس البصري” فمن بين ما جاء فيها: (يسرني أن أرفع إلى جنابكم هذه الرسالة التوضيحية حول جمعية الجماعة الإسلامية وظروف نشأتها وواقعها الحالي وما نرجو اللّه أن ينعم به علينا من خير على يدكم واللّه المستعان…،لقد تصدى الشباب المسلم الملتزم في جمعية الجماعة الإسلامية للشباب اليساري في الثانويات والجامعـات، ورجعت الثقة بالنفس إلى الشباب المتدين…، قد انتسبتُ إلى الشبيبة الإسلامية سنة 1976 ووجدت أعضاءها، والحق يقال، على حسن التزام بالإسلام واقتناع بأنه ليس دين المسجد فقط بل يشمل كل مواقف الحياة، وكذا وجوب توقيف مد الإلحاد المؤدي إلى الفساد وخصوصا في صفـــوف الطلبـة …).

هذه بعض الشروط الموضوعية والذاتية التي انتجت لنا جماعة التكفير والتقتيل والأيادي المنفذة منهم المتهم الرئيسي في المشاركة بقتل الشهيد “آيت الجيد بنعيسى” المدعو  “عبد العالي حامي الدين”.

& “حامي الدين” هذا الإسم المثير للعار يملك وجوها متعددة مثل معظم أعضاء حزبه بالعدالة والتنمية، لكن الوجه الذي اشتهر به هو وجهه الدموي الذي ارتبط بمقتل الطالب القاعدي “أيت الجيد”.

 

& “حامي الدين” جثة الشهيد “آيت الجيد” ما زالت شاخصة في وجهه وتطارده مثل ظله إنها عدالة السماء هي التي تتحكم قبل عدالة الأرض، هي التي تبحث عن القصاص الذي سنّته معظم الشرائع السماوية قبل أن تسنّه العدالة الكونية.

 

& “حامي الدين” إلى حدود انعقاد جلسة المحاكمة في 24 ماي 2022 لم يغتسل بعد من دم الشهيد “أيت الجيد”، فكل العطور والمساحيق والمناصب التي قيست على مقاسه لم تستطع أن تطهّر يديه الملوثتين بالدم.

 

& “حامي الدين” الذي يختفي في جلباب “بنكيران” لا يستطيع أن ينفعه رئيس حكومته السابق وينقذه من الغرق في حمام دم الشهيد “أيت الجيد” فمصيره بات بيد القضاء وأصبح عنقه أقرب إلى حبل المشنقة من أي وقت مضى.

 

 قد يتسأل المتتبع المحايد لهذا الملف و الذي تهمه الحقيقة فقط :

1) لماذا يراد لهذه القضية أن تظهر من جديد؟،

2) ما المراد تحقيقه من تحريك هذه القضية مجددا بعد مرور 29 سنة على حدوثها؟،

3) من كان له المصلحة في إقبار الملف ومن تضرر من إقباره؟،

هذه الأسئلة و غيرها رغم مشروعيتها فإن طرحها بهذا الشكل يغطي على جانب من الحقيقة لأن من قام بالتماطل والتغطية عن كشف حقيقة الاغتيال طيلة هذه المدة الطويلة هي الدولة المغربية نفسها، فهي من كانت تحمي جماعة الإسلام السياسي للاستفادة منها في ضرب اليسار، ومحاصرة الفكر التقدمي، وإن كان هناك من حسابات سياسية (حسب ما يدعي البعض) في إقبار الملف، فإن المستفيد طيلة هذه المدة خاصة في العشر (10) سنوات الأخيرة إبان حكم الإخوان هم جماعة الإسلام السياسي، وبضغوط من وزرائهم، بمعنى أن سؤال إقبار ملف اغتيال الشهيد “آيت الجيد بنعيسى” طيلة هذه المدة يجب طرحه على المستفيد الحقيقي ألا هي جماعة الإسلام الساسي في المغرب، وليس على عائلة الشهيد التي ما فتئت، ولمدة 29 سنة تطالب بفتح  الملف من جديد حتى تتحقق العدالة ويرتاح الشهيد في قبره، وكذا ليس على رفاق الشهيد الذين ظلوا يناضلون منذ لحظة اغتياله للكشف عن حقيقة اغتيال شهيدهم و لا شيء سوى الحقيقة.

التعليقات مغلقة.