اكتظاظ الشواطئ يقلق نشطاء البيئة وسط دعوات لتوسيع العرض السياحي وتخفيف الضغط على السواحل
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تعرف الشواطئ المغربية إقبالا كبيرا من المواطنين، ما يحول العديد منها إلى فضاءات مكتظة تفوق طاقتها الاستيعابية، الأمر الذي دفع نشطاء وخبراء بيئيين إلى دق ناقوس الخطر بشأن الآثار السلبية لهذا الوضع على البيئة البحرية والساحلية.
وحذر هؤلاء، ومن بينهم المصطفى العيسات، الخبير في البيئة والتنمية المستدامة والمناخ، من الضغط المتزايد على الشواطئ، سواء المصنفة ضمن قائمة “اللواء الأزرق” أو غير المصنفة، نتيجة محدودية العروض الترفيهية البديلة خلال موسم الصيف، خاصة في المدن الساحلية المتوسطة والصغيرة.
ويرى العيسات ومجموعة من الفاعلين البيئيين أن غياب مدن ألعاب ومراكز ترفيهية بديلة يدفع المواطنين إلى التوجه بشكل حصري نحو البحر، ما يؤدي إلى ازدحام خانق على الشواطئ ويؤثر بشكل مباشر على جودة الرمال والمياه، فضلا عن الضغط الكبير على الحياة البحرية.
وحسب ما أكده المتحدثون، فإن الاكتظاظ يؤثر سلبا على النظام الإيكولوجي الساحلي، حيث يدفع بالكائنات البحرية إلى الهجرة من بيئاتها الطبيعية، إلى جانب التلوث الناتج عن تراكم النفايات الصلبة والبلاستيكية على الشواطئ وفي مياه البحر.
وفي هذا السياق، دعا النشطاء السلطات المعنية إلى ضرورة تأهيل الشواطئ غير المصنفة، وتحسين تجهيزاتها ومرافقها، من أجل تخفيف الضغط على الشواطئ المعروفة التي تشهد اكتظاظا شديدا خلال فصل الصيف.
وإلى جانب ذلك، انتقد هؤلاء الحالة المتردية للمرافق الصحية بشواطئ عديدة، وضعف شروط النظافة، مؤكدين أن هذا النقص في البنية التحتية والخدمات لا يواكب حجم الإقبال المتزايد، ويفاقم من الأثر البيئي والسياحي السلبي لهذه الوضعية.
وأوصى المتدخلون في هذا الموضوع بضرورة اعتماد سياسة سياحية أكثر شمولية وتوازنا، تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على البيئة الساحلية وتوفير بدائل ترفيهية صديقة للبيئة، من شأنها تقليص الاعتماد الكلي على الشاطئ كوجهة صيفية وحيدة.
التعليقات مغلقة.