بقلم : بشرى عبدالدائم
تعتبر الأخلاق بمثابة اختبار حقيقي للنبل والارتقاء الإنساني، وفي حالة السقوط وعدم القدرة على النجاح فيه لا يتهشم الفرد تهشما معنويا فقط ،
بل وواقعيا أيضا،و لا يمكن لأحد أن ينكر دور الأخلاق في تكوين شخصية الإنسان السوية والرقي بالمجتمع إنسانيا،
وإيمانا بأهمية هذا الدور ،سوف نتحدث عن الأخلاق في إطارها الزماني الحالي، وهذا ما يحتم علينا طرح مجموعة من الأسئلة،
التي تحتاج لنظرة فاحصة ممزوجة بالنقد، لكي تتم الإجابة عليها بشكل مدقق، وفق نسق حيادي متجرد من الأهواء والميول الذاتية والأغراض الشخصية.
ولعل الاخلاق في زمننا اصبحت من الماضي ،في كثير من مناحي سلوكات المحتمع أفرادا و جماعات ، فأصبح الدهاء والخبث و الخداع ذكاء ، و الكذب و النميمة و الغيبة : حسن صنيع ….فكلما حسن خلق الفرد استشعر الغربة في وسط اعتبره ضعيفا ساذجا ، المجتمع لم يستصيغ الصدق و التعامل بالرفي، قد تمتد إلى ردود الفعل داخل المجموعات إلى إعمال التنمر و الاستهزاء بالاخر وجعله سخرية داخلها ، و نتيجة ذلك التناقض الذي نعيشه اليوم من مظاهر النفاق و الشقاق ظهور أمراض نفسية متعددة أجاب عنها الطب النفسي الاجتماعي و التي لا شفاء منها إلا بالرجوع إلى الوراء و استحضار القيم الاجتماعية السائدة في الماضي القريب،
فالاخلاق وجدت منذ القدم وليست حديثة الوجود، وتحسنها غير مرهون بتقدم الزمن،بقدر ما أنه مرتبط بنضج الإنسان، وزيادة وعيه وتشبثه بدينه، وبالخصوص الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء به رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رسالة التوحيد بإتمام مكارم الأخلاق التي تعد المرتكز المتين لسلوكات المجتع والفرد ،و بنص الحديث الشريف: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ).
التعليقات مغلقة.